CHAPITRE13

128 21 0
                                    

بسم اللّه الرحمان الرحيم والصلاة و السلام على خاتم الأنبياء والمرسلين
صلوا على سيدنا محمد
صلى اللّه عليه و سلم

يصعد كريس لغرفة جدّته ليجدها مستلقية على الفراش و الجميع من حولها فيذهب إلى الطبيب الذي عالجها و يخرج معه من الغرفة.
كريس: هل هي بخير ماذا حصل؟
الطبيب: في الحقيقة هي ليست في أحسن حالتها و عليها إجراء عمليّة في أقرب وقت .
كريس: عملية؟ عن ماذا هي لا تعاني من أي أمراض لماذا العملية.
الطبيب: هي لم تقل لكم؟
كريس: لا.
الطبيب: هي تعاني من مرض في اللقب.
كريس: ماذا إذا لماذا لم تقل لنا إلا الآن؟
الطبيب: قالت لي أنها أخبرتكم.
كريس: حسنا لا عليك شكرا.
ليذهب الطبيب و يعود كريس للداخل فتراه جدته.
الجدّة بإبتسامة عريضة: ها هو حفيدي البكر.
كريس ببعض من التأنيب: ياا لما لم تقولي أنك تعانين من مرض بقلبك.
الجدّة بمزاح: أنظروا إلى هذا الوقح كيف يحييني بعد كلّ هذه الفترة هل هذا ما علمتك إياه في صغرك.
كريس: ياا لا تغيّيري الموضوع.
الجدّة: آيششش أنت حتى لم تأتي و تزرني.
كريس: لق...
لوهان: حسنا حسنا يكفي فلنخرج لندعها ترتاح قليلا فلترتاحي و لتنامي جيدا.
ليخرج الجميع عدى كريس الذي طلبت منه البقاء معها ليجلس بجانبها فتمسك يديه بإحكام و تضع رئسها في حضنه.
الجدّة: إن لم يكن الأمر خبر مرضي لما كنت ستأتي صحيح؟
كريس: ما هذا الكلام الآن بالطبع كنت سآتي فقط كنت مشغول.
الجدّة: لا عليك فلتعتني بنفسك جيدا ها.
كريس: جدتي عليك القيام بعمليّة لتتعافي.
الجدّة: لا أريد فعلها.
كريس: هذا ما توقعته ستستمرين بالتظاهر بالقوة كالعادة.
الجدّة: ليست أتظاهر أنا قويّة بالفعل.
كريس: الجميع يعرف ذلك لكن ليس من الضعف أن تتعالجي.
الجدّة: بني لقد كبرت في السّن و قد حان وقتي صحيح أني أردت العيش لوقت أطول لكي أراك عريسا أنت و لوهان لكن يبدو أني طمعت كثيرا و نحن يا صغيري لا نستطيع الوقوف في وجه القدر أريد أن أقول أني لطالما كنت فخورة بك فقد عشت طفولة صعبة و قد إعتنيت بأخواتك الثلاث و كنت السند لهما مع معاملة زوجة أبيك السيئة كنت دائما ما تتحمل و لازلت تفعل هذا للآن أنا فخورة حقا.
كريس بغصة: لا تتحدثي هكذا و كأنك ستموتين سأفعل أي شيء لتقومي بالعمليّة أرجوكي.
الجدّة: أنظر إلى هذا الطفل كيف يبكي.
لتحضنه.
الجدّه: حسنا سأقوم بالعمليّة لكن بشرط واحد فقط.
كريس: ما هو سأفعل أي شيء.
الجدّة: أريد منك أن تتزوّج.
كريس: ماذا؟؟
الجدّة: سمعت بتلك الفتاة التي جلبتها معك للبيت لا بدّ أنها تعني لك الكثير فهذه أول حبيبة تحظى بها بدون مواعد تلك الشمطاء المدبرة.
ليفكر كريس بكلامها قليلا و يتذكر مينا ثم يهز رأسه.
كريس: نعم إنها كذلك حقا.
الجدّة: فلتصفها لي أريد أن أعرفها.
لينزل رأسه بخجل.
الجدّه: يااا هيا.
كريس بتردد: إنها جميلة جدا لديها شامتان تزيدان من روعتها لديها قطعتا مرشمالو في مكان خديها شفاهها كرزيّة صغيرة تمتلك أجمل إبتسامة لثويّة رئيتها في حياتي حليبيّة البشرة طيّبة بريئة و تفكر في الجميع قبل نفسها دائما ما تضع اللّوم على نفسها حتى لو لم يكن الخطأ خطأها رقيقة جدا تكون ساحرة عندما ترقص الباليه أو عند الإبتسام إنها مثاليّة حقا.
الجدّة: لا بدّ من أنك واقع لها.
لا يعرف كريس ما يقول لينزل رأسه.
الجدّه: إذا ماذا تنتظر لما لا تطلب يدها؟
كريس: إن الأمر معقد.
الجدّة: إذا لن أقوم بالعمليّة.
كريس: حسنا سأفكر بالأمر.
لم يكن يرد من سنده الوحيد الذي بقي له أن يرحل على العالم ليخرج و يبدأ بالتفكير في الأمر و كان هذا ما يملئ عقله لينزل للأسفل و يبقى على ذلك المنوال ثم يستلقي حتى ينام و لا يستيقظ  إلا في اليوم الموالي على تلك الخيوط الذهبيّة التي دغدغت فقد كان في قمة تعبه كان يحتاج للراحة  وجهه ليمسك هاتفه ليرى الوقت فيستيقظ على جناح السرعة بدون حتى غسل وجهه أو الأكل ليذهب إلى قاعة تدريب مينا بأسرع ما يمكن فيدخل ليجدها نائمة على سجادات التدريب بدون أي غطأ قدماها تنزف بالدماء من كثرة التدريب ملابسها متسخة بالعرق و كأنها أمضت سنة و هي تتدرب فيحمل كريس ذلك الجسد الهزيل و يضعه في السيارة و يقود حتى يصل لمنزله فيحملها مجددا و يضعها على السرير ثم يخلع لها الحذاء و ينظف قدميها ثم يضمدها و يخرج من الغرفة و يذهب ليشتري بعض المرطبات و الحلويات لمينا فقد أحسّ بالذنب و الشفقة نحوها.
تستيقظ مينا في وقت متأخر لتجد نفسها في فراشها فتستغرب الأمر ثمّ تقف لتطلق تأوها فتنظر لقدميها فترى أنهما مضمدتان بإحكام ثم تنزل للأسفل لتسمع أصوات صادرة من المطبخ لتدخل.
مينا: مرحبا.
لا يرد كريس عليها.
مينا: كم الساعة الآن؟
كريس: الرابعة.
مينا: ماذا؟ لما لم توقظني؟
كريس: و لما سأوقظك.
مينا: لأتدرب.
كريس: على ما يبدو أنك أمضيت الليل بطوله تتدربين لم ستذهبين الآن؟
مينا: لم يتبقى سوى القليل عليّ الذهاب أرجوك.
كريس بحدّة: لا.
مينا: كالعادة إذا ماذا عليّ أن أفعل؟
كريس: إجلسي هناك.
لتفعل ذلك ثمّ يضع طبق مليء بالحلويات أمامها فتبرق عيناها من السعادة.
مينا: هل هذا لي؟
كريس: نعم.
مينا بفرح: شكرا شكرا شكرا جزيلا.
ثمّ تبتسم بسعادة و تبدأ الأكل.
مينا: امممممم لذيذة حقا.
فتنظر لكريس الذي بقي يحدق بشفتيها.
مينا: أتريد البعض؟
و تقدم له قطعة فيستفيق من شروده.
كريس: لا أريد.
مينا: أنت الخاسر.
ليكفّ عن الحديق بها و يخرج من المطبخ.
مينا: ما به يتصرف هكذا بغرابة.
لتكمل طعامها و تذهب لتشاهد التلفاز.
ينزل كريس ليسمع أصوات ضحكات مينا تتعالى في الأرجاء هذه أوّل مرة يراها تضحك لينزل.
كريس ببرود: ماذا هناك لما كلّ هذه الضحكات؟
لتستقيم مينا و تطفئ التلفاز.
كريس: لما أطفئتيه؟
ليجلس بجانبها و يفتح التلفاز.
مينا: أ..أنا ذاهبة.
كريس: لا ستبقين.
مينا: لما؟
كريس: لأني قلت ذلك.
لتوجه نظرها للتلفاز كان الوضع غريبا فالصمت كان من يتكلم حتى يرنّ هاتف مينا فيخرجه كريس من جيبه.
مينا بحماس: كاي.
يضع كريس الهاتف في وضع الصامت و يوجّه نظره إلى التلفاز كأنّ شيئا لم يكن.
مينا: لماذا لم تدعني أكلمه؟
يبقى على نفس الحالة بدون قول أيّ كلمة.
مينا: أتحدث معك.
نفس الإجابة السابقة
مينا بغضب: متغطرس.
لتقف بغضب فيمسك يدها و يرجعها للخلف لتجلس فتنظر له نظرة إستغراب ثم تفعل نفس الأمر فيعاود هو الكرّة لكن هذه المرة يضع يده على كتفها و كأنه يحظنها بإحكام.
مينا: ماذا تقصد بهذا؟
كريس: دعينا نكمل الفلم.
مينا: لا فلتبتعد عني الآن.
لتحاول الإستقاظ لكنه يمنعها فتكف عن الحراك و تضم يديها يمرّ الوقت و لا يزال الوضع على حاله عدى أنّ مينا قد نامت على كتفه ليحسّ بثقل على كتفه فينظر لها بشفقة و يبعد كتفه فتستيقظ من نومها مفزوعة.
مينا: هل إنتهى؟
كريس: نعم.
مينا: اه إنه أنت مجددا.
كريس: و من سيكون؟
لتتجاهله مينا و تصعد لغرفتها و هو يفعل المثل.
مينا: متى سأتخلص منه أصلا لما أنا هنا و لما هو يتدخل في أبسط أشيائي.
ثمّ تنام.
تمرّ الأيام و مينا و كريس على نفس الحال يتشاجران طوال الوقت مع أنها دئما ما تكون تتدرب في جميع الأوقات تفرض قوانين كريس على مينا فهي ليس بيدها حيلة أما هو فيظن أن طريقته صحيحة للتقرب منها يظن أن هكذا هو يعتني بها بفرض أوامره عليها و التدخل بشؤنها. حتى يأتي يوم المسابقة لتستيقظ مينا مبكرا بحماس لتأخذ حماما طويلا و لا تخرج إلا بعد وقت طويل لتذهب و ترتدي ملابسها:

أنه أنت، لقد كان دائما أنت It's You, It Was Always Youحيث تعيش القصص. اكتشف الآن