فرّقت جفناها فكان أول ما رأته هو تلك الأشعة الذهبية البسيطة التي إخترقت نافذة غُرفتها مُبَشِرة بقدوم فجر يومٍ جديدٍ.
حاولت كلارا أن تعود للنوم مجددًا لكن جسدها كان قد نال كفايته فإستقامت مُتوجِهة نحو دورة المياة المُلحقة بغرفتها لتغتسل.بينما كانت في الداخل سمعت ضجيجًا مُريبًا قادِمًا من الأسفل، من المطبخ بالتحديد.
قطبت حاجباها الرفيعان و بدى على ملامحها الخاملة التعجب فليس من المُعتاد أن يستيقظ أحد أفراد عائلتها بتلك الساعة المُبكرة.
تناولت فرشاة أسنانها بعدما قررت تجاهل الضجيج فربما كان ناجِمََا عن قطتها الصغيرة لكنه سرعان ما تردد إلى مسامعها مرة أخرى.إعتلاها فضول لتفقد الأوضاع بالأسفل لذا دون إهدار ثانيةً أخرى خطت خُطاها نحو المطبخ.
ولجت إلى المطبخ فصُدِمَت من هول ما رأت، جدتها راقدة على الأرض بلا أي حراك و جُثتها هامِدة مُحاطة ببركة من الدماء.
أمامُها، يقف بيل مُمسِكًا بسكينًا يقطُر دمًا مُكوِنًا بركة دماء أخري أصغر من مثيلتها تحت جثة جدتها بينما نظراته مُثَبَّتة نحو الجثة و ملامحه إمتزجت بين الصدمة و الإستنكار.أخذ صدرُها يعلو و يهبط بشدة، ركضت نحو جدتها و العَبرات تتدفق من مقلتيها، أخذت تُحرك جسدها يمينًا و يسارًا بينما تصرخ برعب و تستغيث للمجهول فلا أحد هنا.
إستقامت و أمسكت بيل من كتفيه و ظلّت تهزه بقوة و صرخت عليه بأعلى ما تملك حتى كادت صرخاتُها أن تُفَتِّك بحنجرتها :
«أنت، أنت قتلتها يا بيل! أيها الوغد الحقير كيف أمكنك فعل هذا بي؟»أستفاق بيل من شروده على صيحاتها المدوية، صيحة شجية تنبعث منها تلو الآخرى و ياليتها توافي حق لوعة فؤادها المُغْتَمّ.
«لمَ؟ فيمَ أخطأ قلبي المُتيم بك كي تُذيقه ويلات الفراق بهذه الطريقة؟»عقدت الدهشة لسانه و إكتفى بمراقبة دموعها الغزيرة تصرخ بما في داخلها من خيبة. أشاح بنظره بعيدََا، و كيف له مواجهتها؟
«متى تَثوب إلى رُشدِكَ بيل؟ لمَ لا تنصاع إليّ عندما أُخبِرُكَ بأن ما تفعله خطأ»
حاول بيل الحديث لكن إنعقد لسانه و عجز عقله عن إيجاد ما يقوله، لا يوجد مُبَرر لما فعله.
أنت تقرأ
وتَمْضِي الحَيَاةُ
Randomربما في طفولتك تساءلت يومًا عن من شقَّ قلب السماء ليرى الجميع عبراتها تهطل من بين طياتها، ويشعر بها تنزلق بين أناملهم وتصبغ جلودهم مُخَّلِفة شعور مُحبب لمحبي المطر وكريه لأصحاب الملابس الراقية التي أفسدتها السماء بتقلباتها المزاجية، لكن هل خُيِّل لك...