رَفِيقُ دَربِي

29 7 5
                                    

كولومبيا، مدينة كالي الرابع عشر من فبراير عام ٢٠٠٢

اوووه! هذه الصورة لا تتبع إرشادات المحتوى الخاصة بنا. لمتابعة النشر، يرجى إزالتها أو تحميل صورة أخرى.

كولومبيا، مدينة كالي الرابع عشر من فبراير عام ٢٠٠٢

صوت صُراخهما المُستمر أيقظه من غفوته، استقام آرون الصغير ذو العشرة أعوام وتوجه نحو دورة المياة ليغتسل ويستعد للذهاب إلى المدرسة.

تأزَّر بلباسه المدرسي وتوجه نحو المطبخ لتناوُل الفطور والخوف يتملّكه من صُراخ والديه.

«لا تصرُخ بوجهي أفهمت؟» أنهت جملتها لتتلقّى صفعة مدوية أمام ناظري آرون الذي ارتعد مما رآه.
ابتعد عن منزله مُتوجِهًا نحو المدرسة وحيدًا، فقد خشى أن ينتظر والده كالعادة ليوصِله بعدما حدث.

«آرون! أعلِمتَ ما حدث معي اليوم؟» التفت آرون ليجده صديقه المُفضل والأقرب إليه ميجيل.

«ماذا حدث؟» تساءل آرون بقلق ليبدأ ميجيل بقص ما حدث بدرامية:
«لقد رفض أبي أن يشتري لي لُعبة! أخبرني أنه لن يشتريها حتى يتحسن مستواي الدراسي» أنهى كلامه بنبرة تعيسة أقرب للبكاء فإبتسم آرون وربّت على ظهره بخفة قائلًا:
«لا بأس ميجيل سأساعدك، يُمكننا أن نُذاكر معًا»

انفَرجَت أسارير ميجيل وصاح بسعادة:
«آرون أنت الأفضل شكرًا لكَ» فابتسم له آرون وأمسك يده ليتوجهوا نحو الفصل.

----

عام ٢٠٠٨ بعد ست سنوات

كان آرون يحوم بأنحاء غرفته بحثََا عن لوح التزلج الخاص به فهو تأخر كثيرََا عن ميعاد تمرينه الذي يبدأ في السادسة والنصف مساءََ. بعد مدة ليست بطويلة من البحث المُستمر عثر على ضالته بجانب كلبه ريكس.

«مجددََا يا صاح؟ تلك المرة الثانية التي أتأخر بها عن تمريني بسببك» وبخ آرون ريكس بغضب طفيف قبل أن يسحب اللوح من تحته وأجابه ريكس بالنباح كما لو أن آرون سيفهمه.
«آرون، هلّا أتيت إلى غرفتي رجاءً؟ هناك ما يجب أن نتحدث بشأنه» صوت أنثوي تخلل مسامعه وكانت والدته السيدة إيزابيلا.

«ليس الآن أمي لقد تأخرتُ عن التمرين» أجابها آرون بتعجّل وكان على وشك الترجّل من المنزل لكن أستوقفته نبرة والدته الحنونة «رجاءً بُني»

تنهد بقلة حيلة قبل أن يُغلق الباب ويعود أدراجه نحو غرفتها. طرق طرقتين على الباب قبل أن تأذن له والدته بالدخول بثغر باسم.
«أُنظر إليكَ كم أصبحت رجلًا وسيمًا آرون» ابتسم آرون بخجل قبل أن يجلس على الفراش بجانب والدته ويتمعّن النظر بوجهها الشاحب الذي يبدو عليه الذبول والإعياء.

وتَمْضِي الحَيَاةُ حيث تعيش القصص. اكتشف الآن