|2|

856 30 10
                                    

"لقد مللت من أفعالك، كل يوم تأتين لي بعذر وتتغيبين عن عملك"
صرخ مدير المشفى في وجه مريم التي كانت تقف أمام مكتبه بهدوء

"حتى الطبيب المشرف عنك تعب من كثرة غيباتك، من تضنين نفسك بحق الله لتفعلي ما يخطر على عقلك الصغير"
مزق ورقة الإجازة التي اعطتها إياه مريم

"إن غيابي لن يعود بالضرر عليك أليس كذلك؟، إذا لماذا تتعب نفسك معي"

"مريم...مريم...مريم، إلا تفهمين؟إلا يوجد عقل في رأسك؟، لقد تعب أخي كثيراً لكي يوصلك الى ما انتِ عليه الآن"

"ما أنا عليه الآن هو نتيجة تعبي أنا لا غيري، أنا من كان يسهر ليقرأ كل تلك الكتب المقرفة، أنا من كان يحضر تلك المحاضرات المملة، أنا من كان يذهب للمدرسة المتعبة،أنا من كان يعمل لجني أموال المُدرس الخصوصي"
قالت بغضب وهي تضرب مكتب مدير المشفى الذي هو عمُها

"لولا تعب والدك لما كبرتي اصلاً"
رد عليها بنفس نبرة الغضب
"هه ماذا؟ ما الذي فعله حتى أكبر؟ أكان هو الرب وانا لا أعرف؟ جُل ما كان يفعله هو السُكر والقدوم للمنزل متأخر"
خرجت من المكتب وهي غاضبة، ذهبت لأعلى بناية المشفى، جلستْ على الحافة وبدأت بالتدخين!

كان الهواء البارد يلاعب وجهها وجعل من شعرها يتطاير، هذا الأمر يزعج مريم كثيراً، تقوم برفعه على شكل ذيل حصان مانعة تطاير الشعر، إنتهت السجارة بسرعة لتخرج اخرى واخرى الى ان وصلت للسجارة السابعة
شعرت بيد تربت على كتفها، استدارت ليتبين لها الشكل، كانت أحد المرضى الذي تعتني بهم، تجر معها عمود المُغذي الذي كان مُرتبط بالكانيولا في يدها،
نهضت مريم بعدما اطفأت السجارة في الأرض، ساعدتها في الجلوس على احد المقاعد البعيدة عن الحافة خوفاً من سقوطها، لقد كانت مُراهقة في عمر الخامسة عشر تأتي كثيراً للمشفى بسبب هبوط في ضغطها المتكرر كان نادراً ما يُصبح طبيعياً

"لماذا انتِ هنا وحدك؟"
تحدثت الفتاة
"لا يُسمح لي بالتدخين قرب المرضى لذا أتيت هنا"
أردفت مريم وهي تقوم بتعديل الكانيولا للفتاة

"هل قاطعتكِ؟"
"كلا، على أي حال لم أُرد أن أُنهيها"
وقفتْ مُتكئة على سِتار المشفى الزُجاجي

صمتتا قليلاً لتتحدث مريم
"لماذا صعدتي الى هنا؟"
كتفت يديها
"اه حسناً، لا أعلم فقط كنت أشعر بالاختناق من تلك الغرفة"

أخرجتْ مريم عِلبة من جيب مئزرها الأبيض ومدتها للفتاة
"ماذا؟"
نظرت الفتاة لها بصدمة، أخذت العلبة تتحسها برفق قبل ان تفتحها لقد كانت قلادة فضية شكلت شكل ريشة صغيرة
"ماكان عليك فعل ذلك"
قالت الفتاة بفرحة

لقد وصلت إلى نهاية الفصول المنشورة.

⏰ آخر تحديث: Oct 12, 2020 ⏰

أضِف هذه القصة لمكتبتك كي يصلك إشعار عن فصولها الجديدة!

شوبان||Lesbianحيث تعيش القصص. اكتشف الآن