من كتاب سمفونية الحياة للكاتبه..طائر البراق .. ( عواطف مقيدة )
🌻🌻🌻🌻🌻🌻🌻🌻🌻🌻🌻🌻
عظيمة هي الحياة ، وكم فيها من الأمور التي تنبثق فيها فتزيدها جمالا وسحرا وألقا .. لكن في الوقت نفسه قد تُسلب منك تلك السعادات لا لسبب أجرمته انما فقط لان الشخص يولد أنثى .. وتزداد الصعوبة والآلام حين تكون تلك الأنثى جميلة جدا .. جميلة فوق مستوى التوقعات .. او هكذا ما كان يقال لي على الاقل .. ووسط متغيرات لا دخل لي فيها وجدت نفسي انتقلت من الطفلة للزوجة .. من غير المرور بمرحلة الصبا الجميلة التي لا زلت افتقدها للآن ، وانا اخطو نحو عامي الخمسين .
فما بين الرغبة والغربة والحرمان تدفعنا أنفسنا لصعود ذلك القطار ظناً منا انه يوصلنا الى .. الى حيث نريد .. (الزواج) ..
ليس الزواج حلما فقط ، أحيانا قد يكون الغاية والهدف الأخير والوحيد لكثير من الفتيات لما يحيطه من هالة كاذبة من الأضواء والبهرجة والاهتمام والزينة .. من غير ان يجري التفكير بما خلف ذلك من حرمان لأحلام الدراسة و الانغماس بكامل الوقت بشيء اسمه المسؤولية ..نعم .. يعتبر الزواج غير المتكافئ فخاً ومصيدة تنزلق فيه القلوب المتهافتة .. لكنه كلما تقدم بنا اكثر اعادنا الى حرماننا الاول .. حتى اذا وصلنا اكتشفنا اغترابنا وغربتنا .
احياناً وحشة المكان تعيدك الى شوقك الاول .. مسقط ولادتك ..
واحياناً وحشة الارواح تعيدك الى انتمائك الاول ماقبل الحبل السري ... فما اخذت منا الا اعادتنا الى افتقارنا...قصتي وتجربتي ما هي الا واقع مرير في المجتمع الشرقي الذكوري الذي غالبا ما تظلم فيه عواطف المرأة واختياراتها ولذلك وددت ان اسرد على مسامعكم تجربتي من عمق محافظتي الجميلة .. الانبارالحبيبة ..
اسمي ..عواطف ..عمري 49 سنة ..
من عائلة تفرح لولادة الذكور وتنزعج لولادة البنات ..
نرجع الى زمن ليس ببعيد ، حيث كانت تلك الفتاة تمشي باستحياء ، وعينياها رهينة بلاطات الارض لكثرة خجلها .. والبراءة هويتها .. تلك الشقراء الجميلة ذات الجديلة الذهبية حاملة حقيبتها المدرسية والفرح يملأ قلبها الصغير عمرا ، العظيم بالاماني والاحلام تأملا .. وتنظر مرة لذلك الشارع الجميل الذي تتوسطه الاشجار الخضراء بصورة هندسية جميلة ومرة لتلك الطيور المحلقة في سماء حيها وتبتسم لها اذ تشعرها تغازل قلبها العصفوري الرقيق ..واذا بصوت يصل مسامعها يستعجلها القدوم .. تنظر صوب الصوت فتجد والدتها تناديها بتلك النبرة الحانية ..
هلمي بنيتي فهنالك امر مستعجل عليك ان تفعليه ..
وبلا تردد ركضت لمنزلنا لأجد المفاجاة التي قيدت شعوري وكل عاطفتي ، وكل شي جميل ، وكبلته بأصفاد العادات .. لم اتقبل الأمر .. لم استسغه ..
من قال اني اريد ان أُخطب ..
من قال اني اريد الزواج ..