الغابة المرعبة

139 11 3
                                    

بيوم من الأيام قرر ثلاثة من الأصدقاء الذهاب إلى غابة قد رويت عنها كثير من القصص والحكايات عن مدى جمالها وروعة مناخها وامتلاكها للمناظر الساحرة الخلابة؛ وها قد أعدوا العدة للتخييم لمدة ثلاثة أيام والاستمتاع بجمال الطبيعة، ولكن حظهم كان عسرا حينما ت...

اوووه! هذه الصورة لا تتبع إرشادات المحتوى الخاصة بنا. لمتابعة النشر، يرجى إزالتها أو تحميل صورة أخرى.

بيوم من الأيام قرر ثلاثة من الأصدقاء الذهاب إلى غابة قد رويت عنها كثير من القصص والحكايات عن مدى جمالها وروعة مناخها وامتلاكها للمناظر الساحرة الخلابة؛ وها قد أعدوا العدة للتخييم لمدة ثلاثة أيام والاستمتاع بجمال الطبيعة، ولكن حظهم كان عسرا حينما تعطلت بهم السيارة، فحاولوا جاهدين الوصول بها إلى أقرب متخصص وحالفهم الحظ في ذلك، فقد كانت ورشة على الطريق وتمكنوا من الوصول إليها بمنتهى السهولة واليسر، وكان بجانب الورشة مقهى فتناولوا به بعضا من الشاي الساخن وبعضا من الساندويتشات، وحالما انتهى من بالورشة من إصلاح ما لحق بالسيارة من أضرار رحل الأصدقاء ماضين قدما في عزمهم على نيل الكثير من أجواء الإثارة والتشويق جاهلين تماما بالمصير المظلم الذي ينتظرهم بتلك الغابة والذي قد حذرهم منه من أصلح لهم السيارة واستحلفهم بالله أن يعودوا أدراجهم، ولكنهم كل ما استطاعوا فعله اتهامه بالجبن

مكابرة:

وأثناء مرورهم بالطريق المؤدي إلى الغابة بدأت قصتهم المخيفة بداية بتقلبات ملحوظة في الطقس، ففجأة صار الجو ملئ بالضباب والرياح الهوجاء، ومن ثم بدأت أشباح في ظهورها ذات أشكال مشوهة تقشعر منها أبدان كل من يراها، ولكن كبرهم منعهم من التحدث والإفصاح بما يرونه مخافة من أن يعتقد كل منهم بأن الآخر جبان ومازالوا مستكملين رحلتهم المشؤمة.

ذلة لسان:

أخطأ أحدهم رغما عنه من شدة ما رآه بأنه يتوجب عليهم العودة إلى أدراجهم ومن ثم بدأ كل منهم بسرد ما رآه من بداية دخولهم إلى تلك الغابة المرعبة وما بها من أشباح مخيفة، ولكن كانت الأشباح المميتة قد حاوطتهم من جميع أنحاء السيارة، عزم أحدهم على تخطيها بأقصى سرعة وبالفعل نجح واستطاع الوصول إلى منزل مظهره من الخارج مخيف ولكن لا ملجأ من الأشباح إلا إليه.

صاحب المنزل المخيف:

الباب كان موصدا ومكتوب عليه الكثير من الآيات القرآنية، تعجب الأصدقاء وبدأوا بالطرق عليه بطريقة هيستيرية، وعلى الفور فتح لهم سيد المنزل وقد كان رجلا عجوزا وحيدا، قاموا بسرد القصة وكل ما حدث معهم من بداية دخولهم للغابة، أعلمهم الرجل بأنها غابة يملأها الظلام ولا يتوجب على من يدخلها الخروج منها سليما معافى، صدم الأصدقاء من كلام الرجل وطريقة لهجته في الكلام وبدأ الخوف والندم يتملكهم على كل ما وصلوا إليه من متاهات وضياع.

موقف مالك المنزل:

أيقنوا الثلاثة بأن مصيرهم شيئا من اثنين إما الموت خارجا أو قضاء ما تبقى من حياتهم بمنزل مخيف مع رجل عجوز، وهنا بدأ أحدهم يتجشأ بالبكاء وأخذ يردد كلمات: “آخر ما قلته لوالدتي أنني ندم على كونها أمي وندم على كون والدي والدي، من يستطيع إخبارها بأنني ندم كثيرا وتائب على كل ما فعلته بها وكل ما قدمته يداي من إساءة لها ولوالدي” واستمر في البكاء الحار؛ ابتسم الرجل العجوز وأخبرهم بأنه يستطيع مساعدتهم طالما شعروا بالذنب وبإمكانهم إصلاح أنفسهم للأحسن، أعطى كل واحد منهم تميمة وأخبرهم بأنهم في إمكانهم الرحيل في الصباح

في الصباح الباكر:

لم يغمض لهم جفنا ولم يهنأ لهم جسدا ومازالوا منتظرين الصباح حتى حل عليهم بضوء خافت في السماء الصافية، كانوا ثلاثتهم متعجلين في أمر رحيلهم لا يطيقون قضاء ثانية واحدة بمثل ذلك المكان، طلبوا إذن العجوز في الرحيل وبمجرد فتح باب المنزل وجدوا من ينتظرهم من المساء مازال منتظرا، ارتجفوا ولكن كانت الأشباح كأنها قد قيدت فلا تستطيع مسهم بسوء ولكن يكفي أشكالها المميتة، تمالكوا أنفسهم ودخلوا السيارة وبدأوا في ذكر الله، رحلوا في سلام ولكنهم منذ ذلك الحين لم ينسوا يوما ما مروا به في الغابة المخيفة المظلمة المليئة بما تشيب له رءوس الولدان.

قصص رعب واقعية قصيرةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن