عشر سنوات عبر المرآة

50 9 20
                                    

كنت اعمل بجهد واقترح على (عادل) بعض الأمور التي من شأنها ان تساعد في إنعاش المتجر.
قررنا ان نقوم بإعادة ترتيب الأغراض والتخلص من بعض الأشياء التي لا يمكن الاستفادة منها، وفي ذلك الحين الساعة التي اخذتها ولم ادفع ثمنها كانت في يدي فهي الشيء الوحيد الذي دخل الى بيت اهلي وخرج معي، لذلك قررت ارجاعها ولكن (عادل) رفض وقال لي..
انها أصبحت ملك لك وانت غير مديون لي بثمنها.

اخذنا عدة أيام نخرج الأشياء القديمة ونقوم بتنظيفها وعرضها للبيع.
من ضمن الأشياء التي كانت في السرداب التي اغلق عليها (عادل) اغلاق تام..
كان هناك مرآة غريبة وقديمة واطارها يحتوي بعض النقوش.
هذه المرآة اثارت فضولي وعندما سألت (عادل) عنها قال لي.. انت تعمل معي وتسكن معي بلا قواعد، ولكن هناك قاعدة واحدة حتى تبقى معي وهي ان لا تقترب من هذه المرآة.
لم أستطع ان اقاوم فضولي ولكن أيضا لم أستطع ان اجازف بطردي.
ظلت تلك المرآة تطارد افكاري، وانتهينا من إعادة ترتيب المتجر وكانت حركة البيع قد بدأت بالتحسن وكثر عدد الزبائن وكان (عادل) سعيد بالنجاح الذي حققناه.
اما انا فما زلت احلم ان أكبر بسرعة واعرف هذه الحياة كرجل.

في أحد الأيام عندما كنت غارق بالتفكير والمستقبل لم انتبه لـ(عادل) وهو ينادي علي، فقال لي..

-ما خطبك اليوم؟ اراك شارد الذهن.
-انا: لا.. لا شيء.. كنت أفكر بالمستقبل.
-عادل: ماذا به.
-انا: كيف يكون؟
-عادل: لا اعتقد إنك ترغب بمعرفته.
-انا: لماذا؟
-عادل: لأنك سوف تتمنى ان تبقى طفل.
-انا: انت مخطأ يا (عادل)
-عادل: يضحك ولا يقول شيء.

رغم غرابة كلام (عادل) الى انني لم ابالي بكلامه وكنت انتظر اليوم الذي أكبر فيه واكتشف هذه الحياة.
كثر حديثي مع (عادل) حول المستقبل وكيف انني ارغب ان يكون عمري أكبر من خمسة عشرة عام، وكنت أزعج (عادل) بكلماتي وأحاديثي دائما، حتى قرر في يوم من الأيام ان يبوح لي بذلك السر الخطير الذي غير حياتي وقلبها رأسا على عقب..

-عادل: هل تريد ان تصبح أكبر سنا؟
-انا: نعم. هذا الشيء الذي انتظر حدوثه.
-عادل: حسنا.
-انا: ماذا يعني؟
-عادل: يعني إنك سوف تكون أكبر من عمرك من دون ان تنتظر حتى تتقدم في العمر.
-انا: اضحك بشيء من الازدراء.. وهل تحاول ان تضحك على عقلي يا عادل؟
-عادل: كلا.
-انا: اذاً كيف؟
-عادل: عليك أولا ان تقسم لي إنك لن تخبر أي شخص بما سوف تراه او تسمعه مني.
-انا: حسنا اقسم لك يا عادل، وكنت استغرب ما يجري.
-عادل: حسنا.. تعال معي.

نزلنا الى السرداب ووصلنا الى باب مقفل لم انتبه عليه سابقا وكان (عادل) قد وضع عليه غطاء، اخرج (عادل) مفتاح من جيبه وفتح الباب، كانت الغرفة مظلمة وخالية باستثناء ان فيها شيء واحد مغطى.
قال (عادل)..

-هل تذكر المرآة التي اخبرتك ان لا تقترب منها؟
-انا: نعم اذكر.

قام (عادل) بسحب الغطاء من فوق هذا الشيء وإذا بي أجد انها المرآة التي لم اعرف اين اختفت بعد ان سالت (عادل) بشأنها.
كان هذا الحوار أخطر حوار خضته بحياتي..

الجحيم الابيضحيث تعيش القصص. اكتشف الآن