لا أدري كيف أبدأ في وصف مشكلتي، فقد أصبحت عاجزاً حتى عن الكتابة، يائساً تائهاً فاقداً الأمل من كل شيء حتى من رحمة الله التي لا ييئس منها إلا القانطون، الرجاء أنقذوني، فلم أعد أفهم نفسي، ولا أكاد أعي مشكلتي، إني ضائع، فبعد أن كنت شاباً مواظباً في عملي نشيطاً فيه، أصبحت شيخاً عجوزاً في عمر الشباب، لقد ذبلت نضارة وجهي، ويئست من هذه الحياة أيما يأس، إلى درجة التفكير بالانتحار أحياناً، من أي شيء أعاني لا أدري!!.
تيهان نفس رهيب، أم جنون بانتظار التفاقم! لقد دخل الشك في قلبي حتى حول حقيقة الإسلام، بعد أن كنت مواظباً على أمور ديني، ضاقت علي الدنيا بالهموم والمشاكل، ودعوتي لا تُستجاب، ماذا أفعل؟.
ليس لي سبيل غير الموت؛ فهو راحة لي من كل شيء، كلنا يخطئ، وخيرنا التائب، فقد تبت إلى الله، ومع هذا أشعر بأن همومي مستمرة، ماذا أفعل؟.
باختصار شديد: أنا شخص قد مات قلبه، والجميع يقولون عني هذا، تارة أكون مستسلماً خانعاً إلى درجة استعظام الآخرين وتقديسهم، واستصغار نفسي أمامهم، وقد كان ظني بالله حسناً، ولكن المرارة التي أعيشها، جعلتني أقول إن الله خيب ظني، وأصبحت ألوم ربي كما ألوم إنساناً عادياً!!!!! وأُكثر من قول: (لماذا كل هذا يا ربي؟!.).
منذ سنوات وأنا على هذه الحال، ولا حتى بصيص أمل، وتركت الصلاة، وهجرت القرآن تمرداً!! بعدما كنت متمسكا بهما، وكان ذلك ديدني، وأصبح الدين يغيظني، والشك يطاردني! وأتهم طريقة تربيتي التي كانت نوعاً ما (دينية) على الخلق والمبادئ والقيم، وبدأت أشك أن ذلك قد يكون السبب في معاناتي هذه، وليس الفراغ العاطفي!!.
وأقول ماذا جلب لي الخلق والأدب غير التعاسة والمعاناة، في حين أرى أن الفاجر البذيء والمنافق الكذاب أو الفاسق أكثر ثقة بنفسه مني، وأكثر نجاحاً وأتم صحة وأوفر حظاً!!!!.
لقد مللت والله، وتعبت من هذه الحال، فما المخرج؟.
أرى نفسي كشمعة تنطفئ تدريجياً أمام عيني ونهايتها قريبة، وأنا عاجز عن فعل أي شيء! هل يكون الهروب نحو الانتحار هو المخرج، فأخسر على عجل ديني الذي لم يبق منه شيء، ودنياي التي لم أتمتع منها بشيء، وآخرتي التي لم أدخر لها شيء؟.
أنا في جحيم ولا يشعر بذلك أحد، أعيش في وهم وسراب، أنا ميت بين الأحياء، ولا أدري ماذا أفعل، فلا حتى صديق يواسيني، بسبب المعاناة التي أعيش، ورؤية ما في هذا العالم من جور وظلم ورزايا، بدأت أتساءل عما إذا كان الله فعلاً موجود!!!! بعد أن كان هذا الأمر بالنسبة لي قناعة لا نقاش فيها، تصوروا إلى أي حد وصلت حماقتي وتمردي!!!.
وحين أحاول فهم مشكلتي ومعاناتي أقول: لو أني لم أكن أشقى الناس لما عانيت كل هذا، أقسم بالله إني تعبت خلقت في هذه الحياة بدون فرح، ولا يوم شفت فيه الفرح، تعبت أقسم لكم بذلك هل أنتحر؟.
والدي منذ صغري معاملتهم مختلفة لي ، وكانوا يضربني لأتفه الأسباب، لكن لم يعد يضربوني ربما لأني كبرت، إلى درجة أصبحت أتمنى زوال روحي حتى يرتاح الجميع، فأن زوال روحي هو الأفضل للجميع ، أنا فشلت بكل شيء في هذه الحياة، أحسُّ أن الحياة ضدي، وليس هناك من يسمعني، ولا من يفهمني، أعطوني حلا، أقسم برب السماء أرهقني هذا العالم، ولم أعد أحتمل.