الفصل الاول (لن أكون لك )

1.3K 63 42
                                    

سمعت صرير مكابح السيارة وانا اعبر الشارع كالعمياء بعد هروبي منه كالمجنونه وعقلي يصرخ بقوة لتتصدع جدران قلبي
الذي ينبض بشدة من الخوف والكراهية في نفس الوقت
اكرهه اكرهه .....لا اريد ان اراه ابدا
لقد قتلها ... لقد قتلها وقتلني
تسمرت متجمدة في مكاني في وسط الطريق وانا أرى تلك السيارة مسرعة نحوي وصوت بوقها يصدح في وجهي لكي ابتعد عن الطريق
ولكن هل اريد حقا الابتعاد .....
لم اكن لأصدق مقولة انه عندما يأتي الموت ان شريط حياتي كلها يعبر امام عيني الانسان حتى تيقنت الان من هذه المقولة وهاهي احداث حياتي تمر امام عيناي
طفولتي .... والداي ....اشقائي ..... الحرب .....الخراب .... القتل .....صوت الطائرات ....دخان القنابل .....صراخ الاطفال .....البحر ....الموت .....العذاب ......جدتي ......ثائر .....طفلي

قبل عشرة أشهر من الآن ....

ارتدت ثوبها الأبيض كملاك تحيط به هالة سرمدية بيضاء جالسة بصمت يتآكلها الشك وتتقاذفها رياحه القوية
وهي تتلوى فوق مقعدها أمام المرآة تنازعها نفسها لكي تعيد النظر مرة أخرى في قرارها المتسرع ذاك .... متسائلة بحيرة
عما إذا كان ما قامت به صحيح ؟وهل  قرار زواجها  من يوسف هو الحل الأمثل لها كما تعتقد ؟
وإذا كان الأمر كذلك إذن ..... فلماذا تطاردها المخاوف والشكوك منذ لحظة اتخاذها قرار الارتباط به بالرغم من أنه  وخلال الشهر الماضي لم يألو  جهدًا في سبيل إسعادها وتوفير كل ما تتمناه حتى وان لم تطلبه أو تحتاجه فهذا ما جعلها  تشعر بأنها شخص مخادع
لأنها وبالرغم من كل شيء يقدمه لها فهي لم تقدر على ان تبادله حبه مهما حاولت جاهدة ولكنها حذرته من هذا نعم حذرته ....من أنها لن تكون الزوجة المناسبة له الا انه ظل متمسكا بها رافضا التخلي عنها وهذا ما شكل بالنسبة لها عبء اضافيا تحمله على عاتقها ويشعرها بأقصى درجات الذنب وكره الذات .اغرورقت عيناها بالدموع تجاهد في حبسها حتى لا تفسد زينة العرس  جالسة بحزن في أحد أجنحة فندق هيلتون سيتي  والذي استأجره يوسف خصيصا لها حتى  تستعد فيه قبل النزول إلى قاعة الزفاف لتنتفض فجأة وقد اتسعت عيناها من الصدمة التي جمدتها مكانها عند رؤيتها لثائر يقتحم الجناح  بالقوة  وهي  ترى  في عينيه شيء جعلها ترتجف بخوف  لتصرخ بصوت مهزوز
- ما الذي تفعله هن...؟
لكنه لم يدعها تكمل جملتها فقد انقض عليها حاملًا  إياها فوق كتفه العريضة وكأنه قرصان يحمل أسيرته التي حصل عليها عنوة 
مجيبًا على سؤالها غير المكتمل بصوت رجولي هادىء :
- اختطفك ....
- هل فقدت عقلك انزلني
- نعم فقدته ...وانت السبب في ذلك
كان حجاب العروس يتأرجح فوق وجهي اثناء سيره بي نحو المصعد الذي
كان يمنعه أحد رجاله من الاغلاق
دخل اليه بسرعه لكنني لمحت بطرف عيني
بعض الخدم يقفون وقد اتسعت اعينهم فهم لا يرون هذا المشهد الدرامي  الا في الافلام والمسلسلات وهاهو يحدث أمامهم على ارض الواقع
اخذت اضرب ظهره بقبضتي
وانا اصرخ فيه
انزلني  ايها المتوحش حالا
ولكن لم اسمع سوى ضحكة استهزاء
انت من اوصل الامور لهذه المرحلة فتحمل عواقب ما جنته يداك
صرخت بقوة :
_ ماللذي تهذي به هل فقدت عقلك ؟

مرحبا بكم قرائي الاعزاء لا ادري ماذا اخبركم ولكن وفاة والدي
قتلت في شغف الكتابة او التفكير فيها
واخذتني دوامه الحياة الاسرية الدراسة العمل
وحتى الان كما ارى ما زالت تاخذني
وتخمد في روح الكاتبة فهل ياترى بهذه الاسطر البسيطة هل استطيع استعادتها ؟ ام اعتزل الكتابة نهائيا ؟ واعلنها صراحة لا ادري

لقد وصلت إلى نهاية الفصول المنشورة.

⏰ آخر تحديث: 6 days ago ⏰

أضِف هذه القصة لمكتبتك كي يصلك إشعار عن فصولها الجديدة!

أنفاسه ياسمين ج2حيث تعيش القصص. اكتشف الآن