انها البداية فقط

7.7K 295 142
                                    

تنافست الأغصان المرتجفة   .....مع ارتجاف قلبي في تلك اللحظة  ..... وقد دوى هدير الرياح القوية من حولي والذي لا اكاد اسمعه من قوة هدير نبضات قلبي والتي تردد صداها في أذناي 
كان فصل شتاء آخر أبيض ناصع بثلجه المتساقط ......بقلب أسود كلياليه المظلمة المخيفة  ....وسؤال يتخبط داخلي كطائر حبيس في قفص يصارع للخروج من سجنه .......متى يا ترى يزور الربيع حياتي ؟
هكذا  كنت أشعر منذ لحظة رؤيتي لها وبعد قرابة الثلاث ساعات من رحلتي الجنونية في البحث عنها منذ ان ابلغني رجال الأمن أنها مفقودة وها أنا اقف الآن أراقبها محاولًا كبح جماح غضبي الذي قارب على الانفلات من عقاله .........وأنا أراها  تجلس في تلك الحديقة المنعزلة فوق ذلك المقعد الخشبي القديم  وهي ترتجف بقوة في ذلك الثوب الرقيق الذي لا يكاد يقيها من برودة هذه الليلة القاسية  .......
كانت  كورقة شجر تتشبث بغصن عار رغم الرياح العاتية التي عزمت على اقتلاعها لكنها ما زالت  ترفض الاستسلام والسقوط
ضغط شفتيه معًا وعيناه تلمعان بقسوة وقلق وهو يلاحظ  حركة يدها المستمرة فوق بطنها المنتفخة محاولة بث  الدفء في طفله الذي تحمله في أحشائها
هل فقدت عقلها تمامًا بهروبها بتلك الطريقة الخطرة مجازفة بكل شيء حتى حياة طفلها الذي لم يرى النور بعد ...هل تتمنى الموت لهذه الدرجة
يا الهي ماذا يفعل معها ؟
انه يشعر بالتخبط وعدم القدرة على التفكير بوضوح
فكل ما يشعر به حاليا هو الغضب ....الغضب الشديد منها بسبب ما فعلته ... كم يشعر برغبة في خنقها بيديه العاريتين .....لا بل يرغب في تقبيلها بقوة تذيب عظامها بين ذراعيه ... لا بل يضمها إلى صدره حتى تصبح داخله ...جزء منه سجينة قلبه فلا تقدر على الإفلات منه   ....يا الهي انه يكاد يفقد صوابه هو أيضا
....انها تصيبه بالجنون
وفي النهاية لم يستطع تمالك غضبه الحانق ليهمس بصوت أشد برودة من الثلج  المتناثر من حوله :
- إذا أردت الموت لهذه الدرجة ...فاسمحي له بأن يكون على يدي
رآها تنتفض واقفة وهي تلتفت ناظرة نحوه وقد اتسعت عيناها برعب وخوف شديدين تتخللها لمعة كراهية له لم يرها في عينيها اتجاهه أبدا من قبل وكأنها رأت ماردًا أو شيطانا تجسد أمامها فجأة لتنطلق هاربة بأقصى سرعه  لا تناسب امرأة حامل في شهرها السادس
- تبا .... ياسمين توقفي  ....توقفي حالا ...
تعثرت خطواتها بخطورة أوشكت على اثرها ان تفقد توازنها لتسقط
توقف قلبه لثوان عن العمل  ....ليتجمد  مكانه للحظات قبل ان يستعيد وعيه وهو يراها تستمر في الركض
ليصرخ بصوت خلفها مجددًا بصوت مرتجف هذه المرة وهو يتابع اللحاق بها بأقصى سرعته :
- توقفي ياسمين .....سوف تؤذين نفسك
ليراها تتجه نحو الطريق العام تقطعه بتهور
ليسمع صوت مكابح سيارة حادة تكاد تصم أذنيه
وعيناه تكادان تخرجان من محجريهما
- يالله ....أرجوك ساعدني
🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹

اعزائي القراء سنبدأ ان شاء الله إنزال فصول الجزء الثاني من رواية مهاجرة إلى حبه
انفاسه ياسمين
أتمنى منكم  ابداء الرأي حول اليوم المناسب للتنزيل
وإذا ما كان يوم أو يومين

أنفاسه ياسمين ج2حيث تعيش القصص. اكتشف الآن