part 4

5.1K 154 0
                                    

نظرت كارما لوالدتها بصدمة بعدما سمعت كلام والدتها. أنها لمخاطرة كبيرة، لأول مرة سيخوضوها. لا يثقون أنها ستنجح، فهذه الصعيد يا هذا. الصعيد التي لطالما كرهتها. لطالما ارادت الهرب من هذه البلد الغير عادلة بالمرة من كل شئ، و لكن ما باليد حيلة
–كيف يامه ده ابوي يجتلني ولا هيهمه حتى

امسكت حليمة يد كارمه و هي تنظر إليها بحنان و حزن
–متجلجيش انتي انا هحل الموضوع

صمتت كارمة قليلا و هي تنظر الى الارض بحزنٍ طاغي. ظلت تفكر لفنرة ليست بالقصيرة حتى رفعت رأسها و نظرت إلى حليمة و هي تومأ لها بنعم و على ثعرها ابتسامة صغيرة. بدأت حليمة بالسرد لها ماذا سيتم و ماذا ستفعل لتذهب لهذا العمل و لكن بالطبع كانت كارمة قلقة من هذه الخطة و من هذا القرار لكنها حسمت أمرها على الذهاب فليس هناك فكرةٌ اخرى.
...........................................
و تأتي شمس يوم جديدة و هي حاملة معها بعض المفاجأئات الصادمة و السعيدة للبعض.
إستيقظت كارمة مستعدة ليومها الجديد و لمغامرتها الجديدة. إنتقت ملابس مريحة و جميلة للعمل ثم ذهبت الى المرحاض لكي تتجهز. مرت دقائق و كانت قد إنتهت من الإستعداد فخرجت لغرفة المعيشة و لحسن حظها كان والدها مازال نائماً. تناولت بعض الفطائر الخفيفة و سلمت على والدتها مودعة إياها ثم ذهبت سريعاً إلى مقر عملها.
.........................................
إستيقظ حازم على الجانب الأخر و هو في كامل استعداده لأول يوم عمل في هذه المدينة، و ايضا لمقابلة الموظفين الجدد. تجهز سريعاً و لم يأخذ وقت فهبط إلى الأسفل و هو يجهز لنفسه الإفطار، و أثناء إعداده للطعام أتصل بوالدته للإطمئنان عليها.
–صباح الخير يا ماما

إبتسمت والدته على الجانب الأخر و تشعر براحة و إطمئنان كلما سمعت صوته
–صباح النور يا حبيبي، عامل إيه

–كويس هبدأ الشغل النهاردة

تنهدت والدتها مجددا براحة بعدما عرفت ان كل شئٍ على ما يرام
–ربنا يعينك يا حبيبك. خد سلمى عايزة تكلمك

نظر حازم امامه بغضب ثم أردف بجدية
–مفيش وقت يا ماما الشغل هيبدأ هبقى أكلمكم بعدين

أنهى كلامه و اقفل الخط و بدأ بتناول الطعام و هو مازال غاضباً بشدة. انهى تناول الطعام ثم نهض اخذاً مفاتيح سيارته و هاتفه و خرج ذاهباً إلى الشركة.
.....................................
وصلت كارما الى مقر العمل و هي خائفة بعض الشئ مما سيحدث. كانت في طريقها للدخول إلى الشركة لكن لمحها مسعد عندما كان هو الأخر يدلف إلى الشركة
–إنتي بتعملي ايه هنا يا كارمة؟ هو أبوكي وافج يشغلك؟

نظرت له بتوتر بالغ و هي تفرك في يدها
–أ.أ.أيوة

قالتها بتلعثم مما ادى الى اندهاشه من الحالتين. من موافقت صلاح و من توتر كارمة الواضح. لم يشغل باله كثيرأ بل لوح لها بيده بمعنى هيا فدلفا معاً إلى الشركة و هي تنظر الى جميع زواياها و هي منبهره من تصميمها و ااذي نادراً ما سترى تصميم بهذا الجمال في الصعيد. من الواضح ان صاحبها كلف كثيراً و ذوقه راقي للغاية، و لكنها لا تعرف حتماً انها تتحدث عن من قابلته منذ أيام. أرشدها مسعد الى المكان الذي يجلس به باقي العارضين، فذهبت إلى الداخل و لكنها صدمت مِن مَن بالداخل فكانوا حرفياُ فتيات غايةً في الجمال فظنت انهم ليسوا من الصعيد. جلست على مقعد فارغ و هي تشعر أنها وسط جمالهم لا شئ حقاً حتى انها فكرت في الرحيل، لكن منعها حين دخل بكامل رجولته و هو مبتسم لهم لكن ما ان رؤوا بعض حتى قالوا في نفس الوقت
–انت/ي
............................................
على جانب اخر بعدما اقفلت فتحية مع حازم نظرت إلى الجالسة بجانبها و التي لم تكن سوى سلمى فنظرت لها فتحية بشك
–هو في حاجة حصلت بينك و بين اخوكي؟!

توترت سلمى للغاية و هي تنظر إلى الأرض و لم تنطق بحرفٍ واحد مما ادى إلى ازدياد شك فتحية. نظرت إلى والدتها بعدما عادت سؤالها.
–ولا أي حاجة... هو قالك حاجة؟

رفعت فتحية حاجبها و هي تنهض من مجلسها متجهه الى المطبخ او بيتها الصغير التي تجلس فيه طويل.
–لاء.... بس مسيري هعرف إيه إلي حصل. أصل أنتي مبيجيش من وراكي إلا المصايب.

نظرت لها سلمى بغضب و هي تشعر أنهم لا يشعروا بها ولكن هي التي لا تشعر بنفسها ولا بما تفعله ثم نهضت متجهه إلى غرفتها.
...............................................

نهضت من مكانها و نظرت له بغضب جامح
–أنت إيه الي جابك إهنه

وضع يديه في جيبه و هو ينظر إليها و على شفتيه إبتسامة مستمتعاً باللعب معها قليلاً
–أنا شغال هنا

–أكيد شغال من بتوع الشاي يلا يا بابا فسح و شوف كنت رايح على فين

نظر لها بصدمة و هو يحاول ان لا يضحك على رده فعلها الأتية. فجأة فتح مسعد الباب و صُدم عندم وجد حازم موجود و كارمة واقفة امامه.
–حازم بيه إنت جيت

وقفت كارمة مكانها كالصنم بعدما عرفت اسمه. تذكرت عندما اخبرها اسم مدير الشركة و مدير هذا العمل. نظرت إلى مسعد برجاء ان يخرجها من هذا الحرج. رجع حازم ببصره إليه بعدما كان ينظر إلى مسعد. نظرت كارمة جانبها و هي تقلب مقلتيها و تتجنب النظر إليه. ضحك حازم و هو يلاحظ حرجها فمال برأسه بجانب أذنها مبتسماً
–متبصيش على الأرض أنا مش هعملك حاجة أنا عارف انها اول مرة ليكي

رجع برأسه مجدداً و هو مازال يضحك فخجلت كارمة و هي مازالتتنظر الى الأرض غافلة عن التي تنظر إليها بغيرة و حقد.
حمحم حازم و هو يذهب إلى مكتبه و بدأ في ترتيب اوراق العارضين. بدأ يتفحصهم و يعدهم
–انا معايا هنا 8 عارضات و انتوا قدامي 7 فين التامنة

ردت فتاة كانت تجلس بجانب كارما
–شكلها لية مجاتش او ممكن متجيش.

أومأ لها و هو يرسم علامات الجدية مردفاً
–في شوية قوانين لازم نمشي عليها. الي هيخالفهم هرمي ورقها من عندي. اول حاجة انا معنديش تأخير كل حاجة تبقى في معادها حتى الحضور.
تاني حاجة الألتزام باللبس المحدد غير كدة انتوا مش من فريقي.
تالت حاجة موبايلتكوا دايما مفتوحة لأني ممكن اطلب اي حد عشان شغل.... اظن كدة متفقين.

اومأوا له جميعاً و قولوا معاً
–متفقين يا حازم بيه

صعيدية سرقت قلبي "كاملة"حيث تعيش القصص. اكتشف الآن