"الحلقة الاولي"

99 8 6
                                    

قهوة الجن
"الحلقة الأولى"

ماحدش يقولي أنه نحس اكتر مني... انا النحس من كتر ماهو ملازمني وصل بيا الأمر إن انا يوم ما فتحت محل طلع.... طب ما تيجوا احكيلكوا و انتوا هتعرفوا ايه!!!

إبراهيم السيد شعلان
ده انا

خلصت جامعتي و زي معظم الشباب مالقتش شغل؛ و مش انا بس اللي مالقتش شغل ده أنا و صاحبي إحسان فضلنا من غير شغل لمدة سنة تقريبًا، سنة و احنا طالع عين اللي جابونا عشان نلاقي شغل و برضه مافيش لحد ما ف يوم و بعد تدوير على شغل لساعات دخلت انا و إحسان قعدنا على كافيه نشرب فنجانين قهوة؛ كالعادة كان إحسان قاعد سرحان في الفراغ لحد ما فوقته و قولتله....
- و بعدين يا عم... هنفضل كده كتير؟!
خد شفطة من فنجان قهوته و قال لي بتركيز مصطنع...
- ماهو حظنا الاسود اللي خلى التنسيق يودينا كلية تجارة... يااه لو كنت دخلت مثلًا كلية من كليات القمة.
رديت عليه بتهكم...
- كليات قمة إيه يا ابني اللي انت عاوزها تدخلها... إحسان انت اتخرجت من الثانوية العامة بكفالة يا حبيبي.
رد عليا و هو بيضحك...
- لا تعايرني ولا اعايرك... احنا الاتنين اتخرجنا من نفس الكلية و احنا الاتنين خدنا أعفا من الخدمة العسكرية و احنا الاتنين برضه كل يوم بندور سوا على شغل و لسه لحد النهاردة بناخد مصروفنا من أهالينا... هيما... سرحت ف أيه ياض؟!
فوقت من سرحاني و قولت لإحسان باهتمام...
- بتعرف تعمل شاي ياض يا إحسان؟!
وقتها رد عليا إحسان...
- إلا بعرف اعمل شاي... ده انا ابويا مشغلني قهوجي في البيت.
رديت عليه لما قال لي كده و قولتله بجدية...
- طب أيه رائيك لما تشتغل قهوجي بجد بس في قهوة بتاعتك انت!
ضحك بسخرية و قال لي...
- قهوة بتاعتي انا... هو انا يا ابني لاقي آكل عشان افتح قهوة!!
رديت عليه بتركيز...
- بص، إحنا ندور على حد يسلفنا فلوس و بعد كده ناخد محل إيجار يكون سعره رخيص و نبدأ بعدة قليلة و انت تشتغل وردية و انا اشتغل وردية و ربك هيكرمنا بأذن الله.
رد عليا و هو على وشه نفس الضحكة السمجة...
- يا ابني صلي عالنبي بقى... هو في حد بيسلف حد في زماننا ده؟!
وقتها رديت عليه...
- انا اعرف حد يسلفنا...خالي ربيع، خالي ممكن ناخد منه قرشين نبتدي بيهم و نبقى نردهم له جزء ف جزء.

رد عليا إحسان بأحباطه المعتاد...
- و حتى لو خالك رضي يسلفنا... تقدر تقولي هنلاقي المحل فين؟!
رديت عليه و قولتله...
- محل الست روحية بتاعت الخضار الله يرحمها؛ من ساعة ما ماتت و هو مقفول و الرجل صاحب العمارة اللي فيها المحل كاتب يافطة على الباب إن المحل للإيجار، و قبل ما تقولي هنجيب عدة الشغل منين هقولك أن انا اعرف واحد صاحب ابويا عنده محل لبيع مستلزمات الكافيهات ممكن يساعدنا و أكيد هيدينا العدة بسعر أرخص.
أول ما قولت كده نبرة إحسان اتغيرت من الأحباط للحماس و قال لي...
- والله فكرة ياض يا هيما...
كمل كلامه و هو بيحك في راسه و قال...
- بس هو مافيش غير المحل ده؟!
جاوبته...
- ليه يعني... و ماله المحل ده؟!
رد عليا...
- يا ابراهيم ماهو الناس بيقولوا إن المحل مسكون و بتطلع منه أصوات ناس بتصرخ و تزعق بالليل و عشان كده ماحدش راضي يأجره رغم ان سعره رخيص.
وقتها رديت عليه و انا بضحك بسخرية...
- يا ابني بطل هبل بقى، مسكون ايه يا عم... انت بتصدق في التخاريف دي... و بعدين حتى لو مسكون انا هاخده و هفتحه و هشتغل فيه بالعند في الناس اللي بيقولوا كده و فيك انت كمان.
رد عليا إحسان...
- والله هي الفكرة حلوة و انا مبدئيًا موافق، و اهو على رأي أمي (ما عفريت إلا ابن ادم)... هيعملوا أيه يعني العفاريت هياكلونا..!

كملنا ضحك و هزار بس قبل ما نخلص كلامنا و نقوم من عالكافيه كنا مرتبين كل حاجة و فعلًا من تاني يوم بدأنا نجهز للمشروع.... انا كلمت خالي اللي وافق انه يدينا المبلغ اللي هنبتدي بيه و بعد كده انا و إحسان قعدنا مع الرجل صاحب العمارة و اتفقنا معاه على إيجار المحل اللي كانت مساحته أه صغيرة شوية إنما بيعوض صغر مساحته المكان الواسع اللي قصاده و اللي كنا مرتبين انا و إحسان إننا هنملاه كراسي و هنخلي المحل بس لعمل المشاريب و فعلًا ده اللي حصل؛ بعد ما اشترينا العدة و أجرنا المحل و نضفناه و وضبناه بدأنا نشتغل و نقدم المشاريب للزباين، بس بصراحة الشغل كان متعب اوي بالنسبة لي انا و إحسان و عشان كده جيبنا شاب صغير شغلناه معانا، شاب أصلًا كان بيشتغل قهوجي... الشهادة لله الشاب ده ظبط المكان و خلى المشاريب جودتها أحسن من الأول و بدأنا نشتغل و نكسب و الحياة بدأت تضحك لي أنا و إحسان بس للأسف الحياة مابتفضلش حلوة على طول.

في يوم كنت نايم في البيت و إحسان كان واخد وردية الليل لأننا كنا بنشتغل ٢٤ ساعة، المهم كنت نايم في أمان الله لحد ما صحيت على صوت رنة موبايلي اللي لما رديت على المتصل لقيته إحسان اللي قال لي إنه عاوزني ضروري في القهوة و قبل ما اسأله عاوزني ف أيه رد عليا بكلام خلاني اقوم مفزوع من على سريري و اغير هدومي و اروح له جري؛ إحسان قال لي بصوت مهزوز و خايف...
(الحقني يا ابراهيم، الواد حمادة كان واقف على النصبة بيعمل قهوة و فجأة بدأ يتشنج و كأنه بيتكهرب من غير ما حد يجي جنبه، الواد عمال يتشنج و الدنيا ليل و مافيش حد فاتح، الحقني يا ابراهيم و تعالى بسرعة الواد شكله اتلبس لأنه بيتكلم بصوت واحدة ست)
يتبع
*C.Mohamed*

قهوة الجنحيث تعيش القصص. اكتشف الآن