كـانـت تـلــكـ الـفـتـاة تـركـض بـشـكـل راقـص فـوق خـشـبـة. تـارة تـقـفـز وتـارة
اخـرى تـسـقـط . وكـأن الـخـشـبـة الـمـسـرح قـد تـحـطـمـت تـمـامـا ولا تـصـلـح لـلـرقـص.
كـانـت تـحـرك اطـراف أصـابـعـهـا عـلـى الارض . كـأن الزجـاجـا مـتـنـاثـرا عـلـى الارضـيـة
فـقـط لـمـحـاكـات نـوتـات الـبـيـانـو...
كـــانــت الاجــمــل!...
ارتـدت كثـيـرا مـن احـمـر وشـيـئـا من اسـود.لـبــرهـنـة تـتـأكد انـهـمـا لـونـان
مـسـتـخـلـصـان مـن قـسـوة. لـكـن بـدت انـهـا تـسـتـمـتـع...فـقـد نـسـيـت وجـود
جـمـهـور ولـجـنـة وعـمـال تـقـنـيـن وايـضـا وجـودي انــا...
كــاتــبــهــا الــمــفــضــل..
اعـتـزلـت الـرقـص مـنـذ زمـن طـويـل و اقـسـمـت ان لا تـعـاوده...
اقـسـمـت انـهـا لـن تـتـمـايـل عـلـى اطـراف اصـابـعـهـا مـجـددا...لـن تـراقـصـه..
إلا حـيـنـمـا يـدق مـنـتـصـف الـلــيـل. ولـهـا مـواعـيـد مـع الـمـوسـيـقى...
نـرتـسـم فـي خـيـالـهـا خـشـبـة المـسـرح..وتــصـنـع مـن اكـاذيـب كـثـيـرة حـقـيـقـة
بـيـضـاء بـثـوب احـمـر ووشـاح فـروي اسـود
تـعـانـد مـوسـيـقـى وتـلـهـب الـدمـاء عـروقـهـا حـتـى تـجـمـد...
تـدوس الأشـواك وزجـاج . وتـسـتـمـتـع بالألـم يـائـسـة الإيـقـاع...
تـبـكـي وتـبـتـسـم . تـحـيـا وتـحـتـضـر . المـلاك الـذي بـداخـلـه الـف صـراع...
سـارحـة تـفـكـيـرهـا ولا تـسـتـيـقـظ . إلا بـدمـعـة بـاردة عـلـى الـخـد...
تعانـق وسـادتـهـا قبل النوم . فـتـفـيـق والـوسـادة فـارقـتـهـا بـعيـدا عـن الـيـد..
تـكــتـفـي بـمقـاتـلـة كـبـريـئـها لـيـلا. ومـخـاطـبـة ضـمـيـرهـا صـبـاحـا..
وعـدتـه انـهـا لـن تـكـتـفـي حـتـى تـنـتـقـم . ولـو أن هـذا سـيـزيـد مـن جـراحـهـا
شـقـراء فـي مـنـتـصـف الـيـل..عـلـى ضـوء البـدر تـرقـص..
شـقـراء اعـتـادت خـيـبـات و وودهـا اوشـكـت ان تــيـبـس..
اعـتـدـت الـسـهـر اراقـبـهـا مـن نـافـذة غـرفـتـهـا فـي مـنـتـصـف الـيـل..
تـتـمـايـل بـيـن اربـع جـدران . و تـكـتـفـي بتـرديـد "نـعـم انـا بـخـيـر "
اخـبـريـهـم ان راقـصـة مـنـتـصـف الـيـل تـتـألـم..
اخـبـريهم انـها لا تـنـتـمي الى قـلـعـة الأحـزان و مـع ذالـك تـتـأقـلـم...
فـقـط اخـبـريـهـم مـا مـلـيـت مـراقـبـتـك تـنـحـنـيـن لـمـن يـؤذيـك..
اخـبـريـهـم ولا فـعـلـت . وارقـصـي فـي جـنـازتـك ربـمـا آتـي الأعـزيـك
أنت تقرأ
المتمرد The Rebel
Actionكـانـت تـلــكـ الـفـتـاة تـركـض بـشـكـل راقـص فـوق الخـشـبـة. تـارة تـقـفـز وتـارة أخـرى تـسـقـط. وكـأن خـشـبـة الـمـسـرح قـد تـحـطـمـت تـمـامـا ولا تـصـلـح لـلـرقـص. كـانـت تـحـرك اطـراف أصـابـعـهـا عـلـى الأرض . كـأن الزجـاج يـتـنـاثـر عـلـى الأرض...