بارت 2

5.1K 375 501
                                    


أنارت السماء بصوت البرق القوي مصاحبةً لصوت رعدها لتضفي جو من الرعب علي قلب هؤلاء البشر علي أرض مدينة طوكيو !

هبت الرياح بقوة تكاد تحرك الاشجار و تنتزعها من مكانها ..

الساعة تجاوزت الثانية عشر صباحاً .. من المعقول ان في هذه الاجواء المشحونة بهذا الوقت لن تجد مخلوقاً يمشي فقط في الشارع .. لكن هو لم يكن يجد مكاناً يبيت فيه بعد أن طرد من اقربائه .. عائلته .. بل الاقرب إليه .. من خُلق منه و اختلط بدمائه .. أبيه .. ذلك الشخص الذي يجب ان يحميه و يصنع له كل ما هو مناسب لكي يعيش براحة و يكون بحياة هانئة .. هو من طرده و شرده و كأنه ليس أبيه .. هل نسي أنه من لحمه و دمه؟ .. هل نسي أنه من رباه؟ .. هل نسى انه عاش بكنفه لإثني عشر عاماً ؟ .. أنسي أنه ما زال طفلاً لم يتعدي ال12 عاماً ؟! .. ألا يكفي أنه تحمل عذاب زوجته المتوفاه ليأتي و يتهمه بقتلها و لأجل ماذا ؟ .. لأجل انه كان يحقد عليها و لا يحبها ؟ .. أليس من حقه إظهار كرهه لمن يهينه ؟ .. أليس طفل و لديه كامل الحق بكره من أراد ان كان يضره بشئ ؟

أحكم قبضتيه علي قميصه الابيض الخفيف بينما يحتمي من المطر تحت إحدى البنايات و يدفن وجهه بين قدماه بينما يسمح لنفسه بالبكاء كأي طفل ناله الظلم و حُشر فيه .. بين ليلة و ضحاها فقد مسكنه و مأمنه ليكون أحد المتشردين في الشوارع .. أين يذهب الان ؟ .. هو لا يعرف احداً سوي اسرة والده !

فقط لما الحياة قست عليه بتلك الطريقة ؟

***

بتلك الاثناء كان هو مستيقظاً .. قلبه لم ينفك أن يؤنبه علي قراره بينما عقله يجعله مصر علي ذلك القرار ..

أين هو الان ؟ .. هل أكل ؟ .. هل نام ؟ .. هل هو بخير ؟

حسناً من قال أنه لا يفكر فيه ؟ .. هو ابنه بالنهاية .. لكنه كان يجب فعل ذلك .. يعلم أنه أخذ الجانب القاسي لكنه لن يتنازل .. ان كان اصغر ابنائه فعل ذلك اذاً فكيف بأكبر أبنائه ان يفعل ؟ .. بالتأكيد ان لم يفعل ذلك ستسوء العلاقة بين الاسرة جميعها ! .. هو قراره صائب !

لا أنكر أن إبليس يوسوس برأس هذا الرجل !

****

الان لينتقل ابليس ليوتا الصغير ..

ظل يفكر بكل شئ تجاه والده لكنه رغم ذلك كان يضع مبررات كثيرة تجاهه الي ان نام تاركاً ابليس لوحده يشعر بالملل .

_السابعة صباحاً _

شهق حين صرخت عليه تلك المرأة المسنة من تلك البناية ، فقفز واقفاً لكنها جذبته من ملابسه صارخة بوجهه بصوت بشع : أيها المشرد كيف لك ان تأتي لهذه البناية لتنام هنا ؟

نطق بخوف و حزن : لست كذلك .. أتركيني .

دفعته فسقط علي وجهه و كادت تمسك بعصاتها لتضربه فهي تظنه احد المشردين الذين يأتون ليسرقوا ..

حياة يوتا *مكتملة*حيث تعيش القصص. اكتشف الآن