الجزء الثاني - ٢٥ يومًا

1.1K 70 698
                                    

مر اليوم الأول من اختطافه على هذا الحال، لا شيء غير الحيرة والرعب ينقضان عليه بالتوالي، أما يومه الثاني فقد كان أكثر هدوءًا وأقل أحداثًا، وبسبب ذلك، أصبح لديه متسع أكبر للتفكير، يتسائل إن قد لاحظ أحد غيابه بعد، بالطبع مدير أعماله سيلاحظ عندما يأتي في الصباح ويجد الشقة خالية، أو أنهم بدأوا قبل ذلك بوقت طويل عندما اختفى من الحانة، ستنقلب وكالته رأسًا على عقب، لم يكونوا جيدين في التعامل مع الأزمات من قبل بتاتًا، مع ذلك، لا يزال شاغله الأكبر هو والده، فقد كان محبطًا منه بما في الكفاية لسلكه هذا المجال المهني، فلا بد وأنه يستشيط غضبًا لتورط جينيونغ في اختطاف سخيف قُبيل الانتخابات، ربما يفكر أن ابنه فعل ذلك متعمدًا كنوعٍ من التمرد، لكنه هذه ليست من سماته.

يدخل حارسان على رأس كل ساعة للتأكد أنه لم يقتل نفسه، عدا ذلك، لم يحصل شيء آخر سوى تجوله في الغرفة لاستكشاف أي فتحة هواء أو مخرج لكن دون أثر لأي منهما، يُطل من على النافذة بين الحين والآخر على آمل أن يرى شيئًا غير الحائط الاسمنتي في الجهة المقابلة، لكن لا شيء حتى الآن، لذا يقضي بقية وقته في محاولات يائسة منه في التخلص من الانتفاخ القبيح على وجهه، جرب كل الخلطات التي تتوفر موادها، لكن ذلك صعب للغاية.

في اليوم الثالث عندما دخل الحارسان، جلبا قدحًا كبيرًا من القهوة وخبز الفراولة، لم يشعر جينيونغ بنعمة الطعام حتى تلك اللحظة، تناول وجبته بتأنٍ مستمتعًا بكل قضمة، يشعر وأنها قد مرت سنوات منذ تناوله أي وجبة، لم يعرف أنه من الممكن في غير المسلسلات إصدار أصوات الانتشاء والأنين هذه عند تناول الطعام، إنه يشعر بالاطمئنان أنه لوحده في الغرفة، وإلا فقد كانت صورته المثالية كحب الأمة قد ضاعت حينها.

في اليوم الرابع، وعندما كان في دورة المياه، سمع أصوات الرجلين يدخلان كعادتهما ليتأكدا من وجوده، وحالما أيقنا أنه يقضي حاجته، غادرا دون أي تعليق كما يفعلان في العادة، ولكن عندما دخل العارض الغرفة مجددًا، وجد ملابس نظيفة موضوعة على السرير بشكلٍ مرتب، فاحتضنها وشمّها بسعادة، وهذه نعمة أخرى لم يكن يقدرها، فدخل مجددًا ليأخد حمامًا طويلاً دافئًا، أحس بشعورٍ مريح وهو يرتدي ملابس نظيفة ذو رائحة طبيعية.

عندما جاء اليوم الخامس، كان قد بدأ يشعر أن حالته النفسية غير مستقرة، لقد مضت أيام منذ تحدثه لبشري، وهو لا يعرف كم من الوقت سيقضي أكثر في هذا المكان، ومما زاد جنونه، هو تفكيره للحظات أنه يشعر بالراحة بعيدًا عن الكاميرات ونظرات والده، فهو لا يجب أن يحس بالراحة في خضم عملية اختطافه، كان الملل قد بلغ أشده عند جينيونغ وصبره نفد، فمشى نحو الباب وبدأ بضربه، "أوي! أيها البدينان! أخرجاني من هنا حالاً!"

Circles (3/3)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن