الجزء الأول - اليوم ١

1.4K 73 469
                                    

"ضعه على السرير،" يسمع جينيونغ أحد الرجال الذين يحملونه يقول، جسده مُخدر بالكامل وهو مصاب بالإعياء، ربما كان خيارًا خاطئًا أن يحتفل في ذلك النهار. يتناولون جسده كالورقة وهو يتمايل بين أيديهم وكأنه جسد خالٍ من أي حياة، يُحس بهم يلقونه على سرير ناعم، يداه ورجلاه مُكبلتان بعد محاولاته المتكررة في الفرار، كما تُغطي عينيه ربطة عُنق بعودٍ شرقيٍ فوّاح يُحرق عينيه ويزيد من صُداعه.

"أين أنا؟" نادى عليهم مدعيًا التماسك، يُحرك رأسه يمينًا ويسارًا محاولاً التقاط أي حركة تنذره بمواقعهم، يتمنى فقط أنهم لا يلاحظون الرعشة في أقدامه، إنه خائر القوى بسبب المخدر الذي دسوه في شرابه، فلولا ذلك، لكان سيصرخ من أعماق حنجرته طالبًا النجدة ويقفز في أي بقعة تقع عليها رجلاه غير مبالٍ بالبصر المعدوم منه، لكنه مُقيد بالكامل، وهو متعب للغاية، "ما الذي تريدونه؟" سألهم بصوتٍ مُرهق ناعس من الرجاء البحت.

لم تكن هنالك أي استجابة، كل ما سمعه هو صوت التهامس المستمر وأحدهم يفتح الباب الذي عرف أنه على يساره على بعد عدة أقدام بين الحين والآخر، من صوت الخطوات في الغرفة يتعرف أن مختطفيه رجلان، لكنهما ليسا وحدهما، فهنالك السائق الذي أوصلهم، والعامل عند الاستقبال الذي أرشدهم للغرفة موحيًا أنه ليس عملاً فرديًا، وأنها عملية أكبر مما يظن، يستطيع المعرفة أنها غُرفة واسعة حين تبتعد أصوات الخطوات لمسافة طويلة حول المكان.

لم يُرد الاستسلام للنوم بعد، لكنه علم أنه سيغلبه في أي لحظة، فلقد كان الأدرينالين يُعبئ جسده وكأنه يستنفد آخر مصادر للطاقة قبل أن ينهار تمامًا، استمر في مواصلة السؤال والالحاح عليهم للاجابة، حتى أنه كان يصرخ عليهم بأنواع السُباب، لكن ذلك لم يُجدِ نفعًا، بدأ بالبكاء بصوتٍ عالٍ وهو يتحدث ويركل السرير في يأس.

"كفى،" قال أحد الرجلين مقتربًا من سريره، وضع رجله على طرف السرير فأحدث ذلك هبوطًا في مستوى السرير أماله جانبًا، يستشعر جينيونغ أنه مفتول العضلات، وهذا يفسر سهولة حمله واقتياده. حاول الفتى المُختطف الابتعاد عنه قدر الإمكان، لكن الرجل لم يكن ينوي الانسحاب عن قراره، فأمسك ذراع جينيونغ وحقنه بالمزيد من النيترازيبام إن كانت الرائحة أي دليل، ولم تعد صرخات الرجاء تُغادر فمه بعد ذلك، "تصبح على خير أيها الأمير النائم،" قال الرجال وهو يضحك ساخرًا.

قاوم جينيونغ الانسحاب قدر الإمكان، لكن تأثير المخدر والكحول والعطر على عينيه أصابه بالصداع فلم يستطع إلا التخلي عن درعه والانسحاب لحينٍ آخر، فسقطت جدرانه وغط في نومٍ عميق.


عندما فتح جينيونغ عينيه مجددًا، لم يستوعب في البادئ ما يحصل أمامه، فقد كان كل شيء مظلمًا، وأطرافه مُكبلة بحزم، كما يشعر بصداعٍ غير اعتيادي في رأسه، حاول النهوض ولكن جسده لا يزال مُنهكًا وكأنه حمل خرسانات حديدية قبل نومه، يتنهد ويُرخي شده على عضلاته محاولاً تقليل الضغط حول يديه.

Circles (3/3)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن