إِنَّهُ وقتُ سقوطِ الثَّلجِ!

266 16 16
                                    

لطالما كنتُ الفتاةَ الجيِّدة.. أعني ذلك حقًّا.

لكن تبًّا!.. أعتقِدُ أنني كنتُ على قائمةِ عشاءِ القدَر، لا لا.. بل كنتُ كامل الوليمة!

هل لكم أن تتخيلوا للحظَة أحدَ أغربِ القِصص التي قرأتموها تتحولُ لحقيقَةٍ في واقعنا.. ؟!
و أنتم يا سادة أبطالُها ! أجل..

لكن لا، أنا لستُ هنا لأُضجركُم بأحد هذه الوقائع التقليديَّة.

أظُنُّ أنَّ ما بحوزتي أكبرُ من ذلك..


**********

كيفَ انتهى بيَ المطافُ على عرشِ الشَّيطان بعدما مَلَكتُ أجنحَةَ الملائكَة؟!

حسنًا.. أعتقِدُ أنَّ ابليسَ خاضَ نفسَ المغامَرَةِ ؟.. ربَّما.

أنا كيريس
أنا الأسطورةُ ذاتها

كنتُ أعيش مع الموتِ لحظَةً بلحظَة، أنا أعني ذلك حرفيًّا.
أنا أعلم.. ما كلُّ هذا الكلامِ العشوائيِّ؟.. دعوني أشرحُ لكُم.

....

أخبرني والدي أنَّني وُلِدتُّ في فصلِ الشِّتاءِ
حالَما تساقَطت الثلوجُ.. حيث سَمِع أوَّل صيحاتي،
و آخرَ صيحاتِ أمِّي...

منذُ ذلكَ الحينِ أنا أعيشُ مع أبي، بين هذه الجُدرانِ المُعتِمَةِ.

دائمًا ما يروي لي والدي عن شدَّةِ جمالِ أمِّي ..
لكن من كان ليعلَم اللَّعنَةَ التي حلَّت عليها بسبب "جمالها".

.......

في الجنَّة عاشتْ إحدى أجمَلِ الحَسْناواتِ،

'أفروديت '

امتازت بِسِحرِ عَينيها..

لقد كانت أفروديت مختَلِفَةً عن الأُخريات، فقد اختارت أحد أكثرِ وِديانِ الجنَّةِ انخفاضًا و خُضرَةً لتَمشِطَ شعرها فيه.. بل لتمضي ساعاتها و أيَّامها .

لكنَّ الكونَ قرَّر أن يبدأ مسْرَحيّتهُ الهَزَلِيَّة!!

هناك، و من مقعَدِهِ.. استطاعَ سيِّد الشياطينِ

اختلاسَ النَّظَرِ لِوَهلَةٍ للنَّعيم ، عندما وقعت عيناهُ

المُشتَعِلَتانِ على الحَسناء أفروديت!

و هل لِشَخصٍ أو حتى ملاكٍ أنْ يرفُضَها؟!

سُحقًا.. كيفَ لأحدٍ أن يسيطِرَ على ذاتِهِ و يكبحَ جموحَ رغبته حولها؟!

هه.. بالطَّبعِ ليس زعيم الشَّياطين..

بهذا.. أرادَها أن تصبِحَ مِلْكَهُ بأيِّ ثمَنٍ.

توالتِ الأزمِنَةُ و هو ينتَظِرُ تِلْكَ اللَّحظة.. عندما تُفتَحُ أبوابُ الجنَّةِ ليتمكَّن من التَّسلل إليها.

و ها قَد حانَ الموعد!

استطاعَ دخولها كما توقَّع و سارَ نحو الوادي..

لَيْسَ بهيأتِهِ لا... بل بشابٍّ فاتِنِ المَظهر أجشِّ الصَّوتِ لؤلؤيّ المبسمِ..

أم الأنياب... ؟

هل استطاعَ أن يتقرَّب إليها؟؟

أجل.. ليس هذا فحسب، لقد عشقها بجنون.

بل و أسوأ، لَقد وقَعت هي الأخرى بهاوية حبِّه!

لم تأبَه أفروديت لحقيقَةِ أنّه شيطان! عذرًا بل سيِّدهم، سيّد كل الشياطينِ!

تمكَّن من اغوائها.. لكنّهُ أخبرها.. :

"لا أستطيعُ المُكوثَ هنا..".

فماذا كان من أفروديت؟..

عليها اللَّحاقُ بهِ يا سادة!

وقعت في شباكِهِ بكلِّ سذاجَةٍ دون حساب العواقب، ليست أيَّ عواقب، بل عواقبُ السماءِ ..

و مرتَّت الأيَّامُ على جميلتنا كالسَّيف.. تريدُ معشَوقها و بشدَّةٍ.

و لأنّ رغبتها سادت على كلِّ الجدرانِ و العوائق..

تمكنت افروديت من الفرار من الجنَّة!!

حيثُ لاقت سيد الشياطين.

و ها قد حلَّت اللَّعنَةُ الأولى عندما ارتكبت الخطيئة معه!

عودُ الكبريت الذي اشعَل كومة القشّ..

الآنَ باتت تحملُ بين أحشائها وريثَ الشَّيطانِ!





__________________________

- To be continued -

Enjoy :)

هاربٌ من الجنَّة || (completed) حيث تعيش القصص. اكتشف الآن