الفصل الخامس
.
.
.
أصبحتُ ارى يوريم كثيراً في الآونة الاخيره بسبب تايهيونغ لأني مضطر، لا استطيع ان اترك رفيقي لانها فقط معه.
لقد طلبت منّي نسيان الماضي كما فعلت لكنّي لا استطيع، حاولتُ ولم أقدر.
كيف يمكنها نسيان لحظاتنا سويّاً، تلك الايام وتلك الضحكات التي كانت تصدر منها يستحيل ان أنساها.
انا أعيشُ الماضي معها وهي تعيش الحاضر مع تايهيونغ، من منّا المتضرر ياترى.
لا أستطيع قول وداعاً للماضي بهذه السهوله، تلك الايام اصبحت تعيش بداخلي ولا يمكنني العيش بدونها، انا اريد لتلك الايام ان تعود.
من المفترض ان نكون معاً في نفس الطريق، أصبحتُ أغار من صديقي المقرب بسببها، اشعر بأني اريد قتلهما معاً.
ذهبتُ ذلك اليوم الى منزلها وانا ثمل للغاية، لم استطع التوازن والمشي على قدميّ بل ذهبتُ إليها زحفاً.
كنتُ مرتدياً تلك البدلة التي أهدتني إياها حتى تراني بها لأول مرّه، اريد أخبارها كم اشتقت إليها وكم كنتُ نادماً عندما تركتها وحيده.
لقد إشتقت لعناقها وقُبلاتها الدافئه ولمساتها اللطيفه، كنتُ أذبل كالوردة العطشه عندما لا تُسقى، كالشجرة التي بلا اوراق باهت تماماً وغير راوي.
فتحت باب منزلها وإذ بي أسقط ارضاً على كتفيها، كنتُ بين أحضانها ساقطاً كالعصى المكسور الذي لا يقوى على الاستقامه بمفرده.
أصبحتُ أبكي دون ان اشعر بذلك، ساعدتني بجلوس القرفصاء لكن رأسي أبى ان يستقيم وضللتُ منحنياً على كتفها استنشق عبيرها.
" هل ستبقى عالقاً في تلك الذكريات جونغكوك؟ "
قالت بينما كنتُ ابكي كالطفل امامها، كلماتها القاسيه تلك أصابتني بعُمق، كيف لها ان تقسى هكذا، لقد تغيّرت يوريم التي أعرفها وأصبحت شخصاً آخر.
كيف لها ان تكون بهذه القوه وتنسى كل آلامها، لم أقوى انا حتى على ذلك، رغم الماضي المؤلم لكنّي لم انسى كونها معي مطلقاً.
أصبحتُ اضحك بهستيريه وأبكي بالوقت نفسه، لم تستطع ان تنبس بحرف بسببي حتى ان وجهها كاللوحة التي لا تُعبّر عن أي شيء.
" هل حقاً نسيتي الماضي؟ "
وضعتُ يديها على صدري لتشعر بذلك الخفقان التي تسببه لي من ألم لكنها كانت كالصنم الذي لا يتحرّك، كانت تنظر إليّ كأنها تنظر للاشيء.
شددتها نحوي بقوه وقمتُ بتقبيلها بعنف حتى تتذكر على الاقل تلك القُبله التي تبادلناها في ذلك اليوم البائس.
كانت تقاومني بكل قوتها لكنّي كنتُ المنتصر في كل مرة حاولتُ بها تقبيلها، ابتعدت عنها عندما ضاق تنفسي ثم حصلتُ على صفعة مفاجئه.
لقد كانت تصفعني في كل مره حاولتُ تقبيلها، انا واثق بأنها استعادت تلك الذكريات بعد ان قامت بصفعي كالسابق، وجهها المحمرّ وشفتيها التي قمتُ بجرحهما جعلتها غاضبها لدرجة الصفع.
فعلتُ ذلك فقط حتى تتذكر ان ما كان بيننا هو أكبر من ان يُنسى، لقد كنّا نُحب بعضنا لدرجة لا تجعلنا نُنسى.
✔ done
