الفصل الأول

9.6K 246 56
                                    

المقدمة
____________
في بيتي عاهرة صغيرة.....
لا نسير بطرق ملتوية ونشكو من منحنيات الطريق....
وكما أن الماء حياة...فمنه الدموع أيضاً..
بهذه النظرية كنت أنا....كنت مزيج بين الخير الشر ، الأبيض والأسود ، الثلج والنار....ولكن مكامن الشر بي غلبت الخير....وأخذ الأسود حيز أكبر من مساحته بحياتي....ولم تستطع قطعة الثلج في عجاف عمري أن تطفأ نيران تمردي.....ولا أن تغفو طموحي وشغفي بالمزيد..
أعصي وأطوف بالحياة مغترة بعمري الصغير....ارتكب الذنوب مثل الجميع...
وأردد "سأتوب غدًا " ويأتي غدًا ولكن التوبة لم تأتي معه !!
كان بعمري العشرين افكار أكبر منه ، أنوثة صارخة استعجلت المجيء فأتت دفعة واحدة ليشب جسدي صبا وجمالًا....
غرني شبابي لنقطة بعيدة صعب العودة منها....حتى أصبحت فجأة فتاة لا تكترث كثيرا للغد...ولا للأقاويل...معللة أنني لا اجعل رجل يقترب مني...ولكني اسمح وابيح بسهولة رؤية الرجال لحركاتي وغنائي بفيديوهاتي التي أصبحت شهيرة على أحد التطبيقات بالشبكة العنكبوتية..
ولأن الخطوات الخاطئة مثل زروع الشوك...فسيأتي يوم وتغطينا الأشواك وينفر منا الجميع....وتتساقط حياة الورد..
بغرفتي اجلس وأمامي شاشة "اللاب توب" الذي لم اتجرأ على شرائه الا بعدما أصبحت فتاة مشهورة بين المراهقين بسبب الفيديوهات التي اردد بها كلمات المقطوعات الغنائية واتمايل بحركات راقصة...ربحت كثيرا من المال بعدد المشاهدات ولكن اطمع بالمزيد والأكثر...
جاري تحميل الفيديو الآخير الآن....تم الأمر بنجاح
مشاهدة...اثنان....الف ، مليون....وكلما زادت المشاهدة...زادت أرباحي ،ونقص حيائي.....حفلة مشاهدة فاسدة يراها الملايين....فأربح مع المال ذنوب كالأثمين.....المال بيدي اليوم...وغدًا مجهول...
                                       ***********                                                 

                              الفصل الأول

أمام أحد المنازل الضخمة الشبيهة بالقصور وبابه الحديدي الأسود النظيف.....سقطت بعض عبرات المطر وكأنه ندى الصباح الجميل بظلال الربيع....كان بالهواء عطر خاص لا يشبه عطر مر بأنفاسها من قبل....كأنه رحيق الريحان المُعتق...أخترق أنفاسها بنسمة رقيقة..
دقت الساعة السادسة صباحـًا...
وقفت تلك الفتاة التي ترتدي رداء ضيق بلون الكرز يبرز مفاتنها بقوة مع مساحيق تجميل لا تناسب هذا الصباح الشتائي مطلقاً...وتغنج شعرها المصبوغ على كتفيها بتمرد... تسمى
" صابرين"
أشارت "صابرين" بحماس لصديقتها التي لم تكن أقل منها تبرج ولكن الفتاة الأخرى هي المسؤولة عن أخذ مقطع فيديو بكاميراتها الخاصة ودمجه مع مقطع غنائي من الأغاني الشعبية وتحميلها للمشاهدة وكسب المال...ملثما اعتادوا منذ ستة أشهر تقريبًا....قالت صابرين بحماس :
«  توقفي هنا يا " شادن " هذا المنزل وكأنه قصر أحد الملوك بفخامته هذه!! مناسب لتصوير الفيديو...هيا استعدي بالـ "المهرجان الشعبي " والتصوير وأنا سأستعد بالإلقاء وبعض حركاتي المثيرة.... سأقف أمام هذه البوابة السوداء الضخمة....تبدو مناسبة مع ردائي الأحمر المثير هذا  اليس كذلك ؟»
برمت "شادن" شفتيها ببعض السخرية والحقد الخفي من جمال هذه الفتاة المغرورة وقالت :    
«تواضعي بعض الشيء صابرين !!»

نوفيلا « في بيتي عاهرة صغيرة» للكاتبة رحاب إبراهيم حسن حيث تعيش القصص. اكتشف الآن