-إلى من كانت لي النور، هجرت، فبتُّ أعيش في ظلامي البارد؛ سو يون
-يا من كنتِ لصدري زهراً ينبتُ، وكنتِ الشمس التـي تشرق، الأمطار التي تسقي قلبي، والنجوم التي تنسيني همّـي.
أسف..، أسف لأني كنتُ لكِ الشوك المؤذي، أسف لأني كنت لكِ الظلام الذي يطفئكِ، الرعد الذي يرعبكِ، القمر الذي يستهلك كامل طاقتكِ.
آسف لحزنكِ، لأني جعلت الأمر أصعب عليك، لأني لم أفهمك بينما كنتِ واضحة كالسحاب في يوم ربيعي، لأني أمسكت مطرقة كلامي وقفزت إلى قاربكِ المهشم أضرب وأضرب بجهلي، آسف لأني زدت وجعكِ بينما كان علي حمله من على ظهركِ.
سامحيني لأني لم أتشبث بكِ حين تهددين بالرحيل، لأني كنت واثقاً بعدم ترككِ لي..
أسف لأني كنتُ أتجاهل كلامك دون أن أكلف نفسي بنظرة نحوكِ، لربما لو فعلتُ كنت لأرى الأسى في عيونكِ..
أسف لأني كنتُ أتجاهل مناسباتنا، رغم كونكِ الوحيدة التي تذكر.
أسف لما ألقاهُ ثغري من كلام كان لكِ كالسكين.
أسف لجشعي بالمزيد والمزيد، وأنانيتي التي ليس لها حدود.
أسف لأني لم أنظر لكِ يوماً، لم ألقي نظرة على قلبكِ البائس، لم أرى الوجع في عيونكِ ولأني لم أنتبه للدمع الذي فيهما.
أسف لأني لم أرى الزيف في الإبتسامة التي تُرسم لأجلي، ولم أرى الحزن فيها.
أسفٌ لأنـي جعلتُ من ظلامـي يتلبسكِ، بعد أن كان سبب تركهِ لي أنتِ.
وأسفٌ لأني وبكل ما أمتلكهُ من وقاحة، أواصل التمسك بكِ، مطالباً إياكِ بالعودة.
ما عساي أفعل يا زهرتـي..
حالـي كحال الظلام الذي قضى كامل حياتهِ بين أربع حيطان لا نافذة لها، خائف، وحيد..، منبوذ، وبعيون حزينة آملة ينتظر من ينقذه
ليأتيه أخيراً بعد كل هذه السنين، شعاع صغير ببإبتسامة ودودة على ثغره، كان الشعاع لطيف التعامل مع الظلام
فتشبث بهِ الظلام كأنما هو الحياة، سعيد للغاية بالدفئ الذي ينعم به من خلاله، بعد أن كانت كل أيامه باردة، أنانيتهُ رفضت ترك الشعاع لحالهِ
يئن الشعاع بألم لقبضت الظلام القوية حوله، فيبتسم الظلام ظناً منهُ أن الشعاع سعيد بعناقه.
كان الظلام جاهلاً، لم يتعامل مع أحد غير ظلامه، لم يعرف كيف يجدر به التعامل مع شعاع النور، لذا وبدون قصد منه كان يأذيه
كان الشعاع يشعر بالحزن لحال الظلام، لذا إمتص القليل من ظلامه وجعل القليل من النوره داخل الظلام، تفاجأ الظلام من الدفئ الذي ينبعث منه، وطلب المزيد، فلم يبخل عنه الشعاع ومده بالمزيد، وفي كل مرة يشعر بها الظلام بالدفئ في داخله يسعد ويشعر بالجشع أكثر، فيطلب المزيد والمزيد..
كان الظلام سعيداً للغاية بمشاعره الجديدة، وبالنور الذي أصبح ينبثق منه، كان سعيداً حد نسيانه للشعاع الذي بات هزيلاً فاتراً
كان الشعاع يطلب المساعدة، غير أن الظلام صمَّ أذانه ولم يسمعه، وترك الشعاع وحيداً، بعد أن كان مؤنس وحدتهِ.
استلقيتُ مجددًا على سريري، مغمضًا عيوني، تاركًا جسدي يرتخي عليه
سمعتُ صوتًا، وددتُ أن أعرف مصدرهُ، غير أن جفوني أبت الإنفتاح
شعرتُ بلمسات أنامل تسير على كامل أنحاء وجهي ويدي، وشعرتُ كذلك بأنفاس حارقة تضربُ في عنقي، جعلتني أقشعر
رغبة بالإستقامة، ولكني لم أستطع، جسدي بدا وكأنه بات جزءًا من الفراش، وكأنهُ تم إلصاقه بالغراء.
شعرت بشفاهه تلتصق في أذني، وبصوته يهمس لي
' أنظر للأمور كما هي، ليس كما تريدها أن تكون '
.
زهرتـي...،
هل أتيتنـي أخيرًا..؟
لا ترحلي أرجوكِ..
ابقي معي..، عانقيني أكثر..،
ولكن ان كنتِ تودين الرحيل
فخذيني معك..
أحبكِ كثيرًا.
-ممن عنيتِ لهُ الحياة؛ مين يونغي
أنت تقرأ
Letter || MYG
Fanfiction- لساني يصيبهُ الخرس ما إن أراكِ. لأني أحبكِ.. و لأني كذلك أسف.. تركتُ يداي و حبري يلطخان بياض الأوراق، وتركتُ قلبي يكتب كل ما كبته عساكِ تحنين، فترجعين. - فصول على شكل رسالة - قصة قصيرة - مين يونغي - سو يون