ما يمكنه أن يكون حُلمًا

211 16 33
                                    


..

استجبت لنداءٍ كان موجهًا لي، وسلكت السلالم نزولًا وراء أحدهم، أؤكد على خطواته باتباعها
الآن و قد لاحظت ذلك، لا أتذكر إن كان هو المنادي قبل قليل، التفتَ نحوي، يومئ فأقترب لتتزامن خطواتنا، ولم يمض وقت طويل حتى صعد على القطار، تبعته وجلسنا متقابلَين
لا ينظر إليّ، وكأن وجودي هو أكثر شيء طبيعي بالنسبة إليه
على خلافي، فما انفكيت أرمقه متسائلة، من يكون!؟
لماذا لا أعرف من يكون؟
ثم التقت أعيننا، تحديقي المتواصل قد اجتذبه
بينما حيرتي تزداد. هل ما أمر به أسهل من أن يعلم بجهلي عنه؟ يهمني الأمر كثيرًا!
شعرت بانقباض في صدري
إلا أنني لم أشح عنه، فقد كان الشعور يتولد أكثر، و يثقل لساني إذ يحول دون تفوهي بكلمة.
لا يعقل أن هذه التعابير المصمتة تنتظر تفسيرًا
ترى هل يعلم أنّي لا أعرفه؟ لأنه أيضًا لا يعرفني!
وإن كان كذلك فعلي بدوري أن أقدم نفسي إليه
أي مالذي يجعلني واثقة بأنني المغيّب الوحيد هنا، ضف إلى ذلك أن كل شيء حدث حتى الآن لا يعدو أن يكون أكثر من حلم
ومالذي قد يكون أكثر من حلم؟
باعتبار أن الوجود هو البداية، و يتوسطه والحلم غيرهما الكثير
لا يمكن لي أن أوضح قيامي بصفّهما معًا على نفس الاستقامة، غالبًا يرجع ذلك للتجربة الوحيدة التي خضتها حتى الآن، فلماذا أشعر بخطأ ذلك إن كنت بالفعل لم أخض غيرها؟ أفعلت؟
ومدُّ بصرِه الغير موجّه!
من الممكن ألّا تكون هذه المرة الأولى التي أستفهمه فيها
لذا ربما انتظار؟ ينتظر أن أسأله؛ ليجيبني
وقد ينتهي بي الأمر سائلةً إياه مجددًا
أسأله أبدًا
أخشى ذلك

وما كان يشغلني هو حريّتي
إلى أين تصل، أين حدودها؟ وهل كان مكوثي ساكنةً ينمّ عن ثقة بعودة الذاكرة؟
فلم أستطع تحديد ما إن كان ذلك إراديًا تمامًا أم غير ذلك
لأنني بجانب حيرتي، كنت أمتلك مبرّرًا لكل فعلٍ لم أفعله
كان هناك من يملي عليّ بالأمل
و يوطد فيّ الشعور به، لأن ما يفصلني والحقيقة، هو استعادة الوعي، والإدراك القديم
إدراك غائب؛ موجود مسبقًا
عائد!
لأنني أغوص في عمقٍ ما، شعاعه يحيط أحداقي، والسطح ظلّي!
بعيدٌ لكنه في المتناول
جهلٌ بشيء كان معلومًا، الحياة السابقة
الوجود الأول

كان متعبًا التفكير بما قد يفعله حين أسأله
"من أنت؟"

مررت كفي على وجهي، إذ أنه هو الآخر ما زال في الغمام العدميّ لحلم ما، حتى أكتشفه، فينفذ إلى الوجود
و أوكله بصفته ذاتًا، أن يعرّفني بذاتٍ أخرى، ذاتُ الشابّ هوَ

لا يزال وجهه خاليًا من أي تعبير، فانتابني الشعور بالضعة والحسرة، آهٍ أيتها الذات!
كيف تسنى لي الجهل بكونك؟ ينبغي لي ألا أنسى شخصًا مهمًا إلى هذا الحد
وكيف أنّي تمكنت من تذكر أهميته البالغة، دونه هو!

حلمٌ  بوجهٍ واحد للشيءحيث تعيش القصص. اكتشف الآن