"شيطانان اجتمعا"
عادت ليالي في المساء، كانت سعيدة لأنها لم تقابل جاسمين اليوم، وفرحت كثيرًا لغيابها، فهي لم تكن تريد أن يحدث بينهما أي مواجهة بعد لقائهما الأخير في المكتب؛ صعدت إلى الغرفة وأخذت تستذكر دروسها، وحين غالبها النعاس خلدت إلى النوم.
في الصباح ارتدت ثيابها ثم نزلت لتتفاجأ بوجود السيدة هويدا وابنها يتناولان طعام الفطور؛ تعجبت لاستيقاظ السيدة مبكرًا هكذا، فحيتها وقبلتها من وجنتها وهي تقول بمرح :
- ما هذا النشاط ! لم أركِ مبكرة في الاستيقاظ هكذا من قبل !
أجابتها قائلة:
- لم أركِ منذ يومين فاشتقت لكِ لذا استيقظت لأراكِ يا ابنتي، وأيضًا لأسألك عن معاملة ابني لكِ، هل يعملكِ معاملة جيدة أم لا؟
نظرت ليالي إلى إبراهيم فوجدته يتطلع فيها منتظرًا إجابتها، فحولت نظرها عنه بخجل وقالت :
- بل يعاملني معاملة ممتازة اطمئني، ثم إنني لن أسمح له بأن يعاملني بغير ذلك!
ضحكت والدته وقالت بإعجاب :
- أنتِ تدهشينني بكل مرة يا ليالي.
ثم التفتت إلى إبراهيم وقالت له بسخرية:
- إبراهيم، أظنها الأولى التي تتحداك هكذا، وبوجهك يا عزيزي؛ أليس كذلك؟
نهض وهو يقول بتهكم:
- لا تفرحي كثيرًا يا أماه، فأنا لم أظهر شيء مما في جعبتي بعد.
ثم عاد بنظره إلى ليالي وقال لها:
- هيا بنا، الآن.
ودّع والدته ثم خرج تلحقه ليالي، ركبت تلك المرة بجانبه ؛ وصلوا إلى الشركة، وما إن دخلت إلى المكتب حتى وجدت شذى غارقة في أكوام من الأوراق،رفعت عينيها بدهشة وقالت متسائلة:
- شذى، ما الأمر؟ ولم كل تلك الأوراق، لقد غبت يومًا واحدًا وليس شهرًا!
ضحكت شذى وقالت:
- هذا شيء عادى، إنها أوراق التحضير للحفل.
سألتها قائلة:
- أي حفل تقصدين ؟
قالت:
- حفل بمناسبة الدمج بين شركتنا وإحدى الشركات الأمريكية، وسيتم عمل أول منتجع سياحي كبير مشترك بينهما ، والحفل هو بمناسبة توقيع العقود وسيتم دعوة أكبر المساهمين .
هزت ليالي رأسها متفهمة، ثم ما لبثت أن شرعت في مساعدتها؛ أُعجبت ليالي بشذى كثيرًا، فهي مثال ناجح لمديرة المكتب ؛ فقد كانت على علم ودراية بكل جوانب المسائل المتعلقة بأي جزء في العمل ، وفي نفس الوقت بُهرت شذى من سرعة استيعاب ليالي للأمور، بل وحتى أنها وصلت لمرحلة إبداء الآراء، والتي كانت دائمًا أراء جيدة ومفيدة ؛ أخذت شذى تشرح لها كيفية إقامة الحفل، وما الذي سيحتاجون إليه ؛ مر الوقت من تحت أقدامهما وحل المساء وهما لازالتا تعملان على قدم وساق في التجهيز الأولي للحفل، وبينما هما تعملان لاحظت ليالي تغير وجه شذى وظهور الألم على وجهها، فشعرت بالقلق وسألتها قائلة:
- شذى، ما بكِ؟ هل أنتِ بخير؟
حاولت شذى أن تطمئنها وقالت والألم بادٍ على وجهها:
- لا شيء، ألم بسيط، لنكمل العمل هيا لا وقت لدينا.
قالت لها ليالي والقلق قد زاد بداخلها:
- أي عمل تتحدثين عنه، وجهك لا ينبئ بالخير؛ لا تخبريني أنكِ ستفعلينها الأن ! نحن وحدنا هنا.
بدأت آلام المخاض تظهر على شذى وأطلقت صرخة أرعبت ليالي،التي صاحت بها بخوف:
- ألم أقل لكِ أنك ستفعلينها.
نزلت شذى على ركبتيها على الأرض؛ أخذت ليالي هاتفها، لم تتردد في طلب إبراهيم، وحين أجاب صاحت قائلة بخوف:
- إبراهيم، أرجوك تعال،شذى مريضة.
قال مهدئ إياها وهو يتحرك بسيارته:
- اهدأي ولا تتركيها وحدها،وأنا سأتصرف.
أسرعت تقول برجاء:
- أسرع بالله عليك ، فهي تبدو تعبة للغاية.
طمأنها ثم أغلق وأعاد الاتصال بالإسعاف التي لم تمضِ عشرة دقائق حتى كانت شذى بداخلها هي وليالي التي كانت تمسك بيديها وهي تدعوا الله أن يخفف عنها الألم؛ وصلت إلى المشفى وعلى الفور أدخلوها إلى غرفة الولادة، أخذت ليالي تذرع الممر أمام غرفة العمليات ذهابًا وإيابًا والقلق يقتلها، لم تشعر باقتراب إبراهيم الذي سألها بقلق وقال:
- ما الأخبار؟ هل خرجت؟
نظرت إليه وقالت بتوتر:
- لم تخرج بعد، زوجها معها بالداخل، لقد اتصلت به بعدك مباشرة، ليكن الله في عونها.
لاحظ أرتجاف جسدها ، فقال لها برقة :
- اجلسي، وقوفك لن يفعل شيء.
وكأنها كانت تنظر أن يخبرها أحد بأن تجلس، فقد جلست على الفور، جلس أمامها وقال مازحًا:
- لم أكن أعلم أنكِ جبانة إلى تلك الدرجة، ثم من المفترض أنكِ كنتِ تعملين ممرضة ، أي أنكِ قد اعتدتِ على مثل تلك الأمور.
أجابته قائلة :
- لقد كنت أعمل في عيادة طبيب وليس بمشفى، وقد كان تخصصه القلب، هذه هي أول مرة لي أشاهد امرأة تلد، صرخاتها أرعبتني.
كانت ترتجف وهي تتحدث، أراد أن يحتويها بين ذراعيه ليهدئ من روعها، ولكن أبعد الفكرة عن رأسه، وقال لها محاولًا أن يبعد تفكيرها عما حدث:
- وماذا كنتم تفعلون في المكتب إلى هذا الوقت المتأخر؟
أجابته قائلة:
- لقد كنا نحضر للحفل.
تساءل وقال:
- وهل انتهيتم منه؟
هزت رأسها نفيًا، وهنا فتح باب الغرفة ليخرج الطبيب وقال بابتسامة ودودة:
- لقد انتهينا، هي والمولود بخير بفضل الله.
شعرت ليالي بالفرح الشديد وقالت بغبطة :
- حمدًا لله، ما نوع المولود ؟
أتاها صوت من خلف الطبيب يقول:
- ليالي، هكذا طلبت شذى !
كان زوج شذى يقف وبين يديه المولودة الجديدة ، اقتربت منه ليالي وقالت بسعادة:
- يا إلهي ما أجملها ! مبارك لكم، ولا داعي لتسميتها بذلك الاسم ، هناك الكثير من الأسماء الجميلة.
ضحك زوج شذى وقال لها مازحًا:
- أتريدين من شذى أن تتشاجر معي؟هي من أطلقت هذا الاسم، يمكنك التحدث معها هي؛ ثم إنني أجد الاسم جميلًا جدًا ولقد أعجبني.
شعر إبراهيم بالضيق من حديث الرجل وقال بعصبية:
- ما حال شذى الآن؟ هل هي بخير؟
تعجب الرجل من تغير مزاج إبراهيم بتلك السرعة ثم أجابه قائلًا:
- أجل هي بخير، يمكنكما رؤيتها حالما تفيق من المخدر بعد مدة.
نظر إبراهيم إلى ساعته فوجدها تقترب من الرابعة فجرًا فقال معتذرًا:
- إذن غدًا سنأتي لرؤيتها في الصباح، لقد تأخر الوقت كثيرًا، ونحمد الله على أنها بخير.
قالت ليالي معترضة:
- لا يمكنني الرحيل، سأنتظر حتى تستعيد وعيها، لربما احتاجت شيء!
أجاب من تحت أسنانه وقال بغيظ:
- نحن في مشفى يا فتاتي العزيزة، والممرضات وظفن لذلك؛ الوقت تأخر هيا أمامي.
ثم رفع بصره إلى زوج شذى وقال بحسم:
- سنرحل الأن ونعود في الغد بإذن الله، مبارك لك على خروجهما بالسلامة.
تابعهما من الخلف وشاهد ليالي وهي تمشى متضررة وإبراهيم يسوقها أمامه، فابتسم ومال على ابنته وقال بسعادة:
- يبدو أنه لم يفطن لمشاعره تجاه ليالي بعد يا عزيزتي! ماذا ليس أنتِ أيتها الشقية الصغيرة، هل تتعجلين الزواج من الآن؟ هيا لنعود إلى والدتك ستشعر بالسعادة عندما أحدثها عما رأيته بالتأكيد.
جلست ليالي بجوار إبراهيم ولاذت بالصمت، كان يختلس النظر لها من حين لآخر، وحين شاهد عبوسها سألها قائلًا:
- ما بكِ لم هذا العبوس؟
أجابته:
- ستحزن شذى حين تستيقظ ولا تجد أحدًا بجانبها.
تنهد ثم قال وهو ينظر أمامه:
- بل ستسعد حين ترى زوجها وابنتها بجانبها حين تفتح عينيها.
ثم أكمل:
- ثم أين ستمضين ليلتك هناك وزوجها موجود؟ أستظلان معًا أم ماذا؟
لم تكن تنظر إلى الأمر من تلك الزاوية، وشعرت أنها فعلًا لحظة عائلية خاصة،وأيضًا لا يمكنها الجلوس معه بمفردها هكذا ستشعره بالحرج، وهي أيضًا لن تكون مرتاحة لذلك؛ نظرت إليه وقالت متعجبة:
- لم أنظر إلى الأمور من تلك الزاوية، أنت حقًا تثير دهشتي، تارة لا تهتم لمشاعر أحد وتارة أخرى تهتم بأشياء لم أدركها أنا!
ثم قالت مازحة:
- يبدو أنني سأغير فكرتي عنك.
قال متهكمًا:
- وما هي تلك الفكرة التي أخذتيها من قبل والتي تحتاج لتغير؟
هزت كتفيها وقالت:
- صدقني لن تعجبك لو أخبرتك بها.
كانا قد وصلا إلى البيت، فأسرعت لتنزل من السيارة، وما إن وضعت قدميها على الأرض حتى قال:
- ستخبرينني فيما بعد، فأنا لا أنسى بسهولة.
أجابت ساخرة:
- عكسي تمامًا إذن.
*******
في اليوم التالي ذهبت إلى المشفى لزيارة شذى،وما إن دخلت الغرفة حتى صاحت شذى فرحًا:
- ليالي، كيف حالك يا عزيزتي؟
وضعت ليالي الورود التي بيديها على الطاولة وتوجهت إلى شذى لتحتضنها بحنان وهي تقول مازحة:
- أظن أن هذا سؤالي أنا على ما أعتقد؟
ابتسمت شذى وقالت بسعادة:
- أنا الحمد لله بخير.
ثم أشارت إلى مولودتها وهي تقول:
- وليالي أيضًا بخير هي الأخرى.
صاحت بها:
- ألا زلتِ مصرة على هذا الاسم ؟ ستكرهني الفتاة حين تكبر فهو ليس اسمًا جميلًا.
وهنا جاء صوت إبراهيم يقول:
- لو أخذتِ رأيي سأقول إنه اسم جميل جدًا.
التفت الاثنتان إليه وقالت شذى بترحاب:
- إبراهيم، أهلًا بك كيف حالك؟ لقد تأخرت كثيرًا، كنت أنتظرك منذ ساعات أيها الأحمق.
تعجبت ليالي من طريقة حديث شذى،فهي تعلم أن شذى تتحدث معه بطريقة ودية، ولكن الأن طريقتها معه حميمية للغاية ! شعرت بالإحراج؛ لاحظ إبراهيم ليالي، ومن وجهها استطاع أن يفهم ما يدور بخلدها فغمز إلى شذى وقال:
- لقد أقلقتني عليكِ بالأمس يا حبيبتي، لقد كدت أُجنّ حقًا.
صعقت ليالي من الكلمات وشعرت بشيء من الغيرة، وبدأ تنفسها يضطرب وما أذهلها هو إجابه شذى، إذ قالت هي الأخرى بحبور:
- أعتذر يا حبيبي، هيا تعال سأمنحك قبلة، هل يرضيك هذا؟
أجابها قائلًا:
- بكل تأكيد يا حلوتي، فمن يرفض قبلة من امرأة جميلة مثلك.
جحظت عيني ليالي حين وجدته يقترب من شذى فعلًا، لم تستطع أن تفتح فمها لتقول أي شيء، وفجأة فُتح الباب ليدخل زوج شذى؛ كادت ليالي أن يغشى عليها فهاهو زوجها يدخل ليجدها تقبل رئيسها بالعمل، أغمضت عينيها منتظرة البركان الذي سيفجر الأن بوجه الجميع، ولكنها فوجئت بزوج شذى يقول بمرح:
- إبراهيم، متى أتيت يارجل؟ مرحبًا ليالي أسعدتني رؤيتك.
قلبت ليالي نظرها بينهم ببلاهة،وهنا انطلق إبراهيم في الضحك، تبعته شذى ثم ما لبثت أن ظهر الألم على وجهها وهي تصيح بإبراهيم:
- توقف، الجرح يؤلمني أيها الأحمق.
كتم ضحكته وهو يقول:
- أوه ليالي، لو ترين وجهك الأن!
قالت شذى وهي تصارع الضحك:
- ليالي هل تعرفين الصلة التي بيني وبين إبراهيم؟
شعرت ليالي أن في الأمر شيء فأجابت:
- كل ما أعرفه هو أنكِ مديرة مكتبه !
مسحت شذى دموع الضحك وقالت:
- هذا صحيح والمفضلة أيضًا، ولكن هناك روابط أخرى بيني وبينه، إنه أخي الأكبر،أفهمتِ الأن؟
تساءلت ليالي وقالت:
- ولكن لم أركِ هناك منذ وصولي إلى البيت!
أجابتها:
- لقد كنت في إسبانيا مع زوجي نقضي إجازتنا هناك، وعدت للبيت حين اتصل بي أخي وأخبرني بالأزمة التي تعرضت لها والدتي حين أنقذتيها أنتِ، ومن ذلك الوقت وأنا أزورها باستمرار، ولكن دائمًا ما تكونين أنتِ بجامعتك، لذا لم نلتقِ هناك من قبل .
ثم جذبتها إليها وهمست في أذنها قائلة:
- لذا لا داعي للقلق يا صغيرتي .
تخضب وجهها بحمرة الخجل، وهنا قالت شذى لزوجها ولإبراهيم :
- هيا اخرجوا، أريد أن أغير ضماد الجرح، ليالي ساعديني أنتِ.
أجابتها على الفور:
- بكل تأكيد يا شذى.
خرج إبراهيم زوجها وقامت ليالي لتساعدها، ولكن شذى أجلستها وقالت:
- اجلسي، فالضماد لن يتغير سوى بعد عدة أيام، لقد أردت أن أتحدث معكِ وحدنا.
تعجبت ليالي وتساءلت بينها وبين ونفسها عما تريد شذى الحديث معها بشأنه! أخذت شذى نفسًا عميقًا ثم نظرت في عيني ليالي مباشرة وقالت:
- ليالي أنتِ معجبة بإبراهيم أليس كذلك؟
جفلت ليالي من السؤال الذي لم تتوقعه على الإطلاق وصاحت مستنكرة:
- ماذا؟ لا بالطبع هذا محال أين أنا منه يا شذى.
ضاقت حدقتي شذى وقالت ببطء:
- لم أفهم؛ أهذا يعنى أنكِ تحبينه، ولكن تكتمين للفارق بينك وبينه !
ارتبكت ليالي وقالت متلعثمة:
- أقصد أنه هو لا....بل أقصد أنني....
لم تجد ما تقول فوضعت شذى يديها على كفي ليالي وقالت بحنان:
- ليالي أنتِ تحبينه ولكن الفارق الذي بينك وبينه يمنعك من البوح ألست محقة؟
لم تستطع ليالي الإنكار فهزت رأسها بالإيجاب وقالت بانكسار:
- أجل يا شذى، لا مجال له ليقترن بفتاة مثلي.
وضعت شذى يديها تحت ذقن ليالي ورفعته عليها وقالت لها بحنان :
- ليالي، حين يحب المرء لا ينظر أبدًا لأي فروق بينه وبين من يحبه.
ابتسمت ليالي بأسى وقالت لها:
- وهل تظنين أن شخص مثل هذا الأحمق سيدرك معنى ما تقولين؟ مثله لا يعرف الحب يا شذى.
ظهرت التعاسة على وجه شذى وقالت لها وهي شاردة الذهن:
- على العكس يا ليالي، فأخي هو أكثر من يعرف معنى الحب.
ثم أمسكت يديها ورفعتها أمام وجهها وقالت لها:
- هو بحاجة ماسة إلى الحب يا ليالي، أرجوكِ أعيديه ثانية.
ظهر التساؤل في عيني ليالي وقرأته شذى في عينها وقالت:
- لن يمكنني أن أشرح لكِ شيء الآن، لكن ما أستطيع قوله هو أن أخي يهتم بأمركِ كثيرًا، لم أره يهتم لفتاة من قبل مثلك.
زوت ليالي شفتيها على جانب بسخرية وقالت:
- اهتمام؟ يا عزيزتي أخوكِ يحاول بشتى الطرق إثارة غضبي ويعاملني أسوأ مما تتخيلين.
ضحكت شذى وقالت:
- وهكذا هو يفعل بالفتاة التي يشعر نحوها بالانجذاب،صدقيني إنه يحصن نفسه بتلك التصرفات ليصرفك عنه يا ليالي .
سمعت صوت طرقات على الباب فأذنت للطارق، ثم قالت سريعًا لليالي :
- لنكمل حديثنا فيما بعد.
كان الطارق إبراهيم، الذي قال لهما:
- لقد تأخرتما كثيرًا؛ ليالي، هيا لنذهب إلى الشركة.
ثم قال لشذى:
- سأرحل الأن لو احتجتِ لشيء اتصلى بي على الفور وستأتي والدتي بعد قليل، فأنا لم أخبرها سوى منذ قليل خشية عليها، وداعًا.
أومأت له برأسها ثم غمزت شذى لليالي وهمست في أذنيها وهي تودعها:
- لا تكتمي مشاعرك يا عزيزتي ولا تقومي ببناء جدار وهمي من صنع خيالك، إنه معجب بكِ يا فتاة سأحدثكِ في الهاتف لأعطيكِ بعض النصائح.
ابتسمت ليالي على الرغم منها وقالت:
- ليكن الله في عوني، وداعًا.
في السيارة سألها قائلًا بفضول:
- ما الأمر الذي كانت تتحدث معكِ شذى به.
اضطرب قلبها، ولكنها أجابت بثبات قائلة:
- هذا حديث فتيات، لا أظن أنه سيعنيك في شيء!
قال وهو يضغط على كلماته:
- لا أهتم به طالما لا يدور حولي يا فتاتي العزيزة، أفهمتِ.
صاحت بينها وبين نفسها:
- ذكاؤك هذا يصيبني بالخوف، يا لك من رجل !
أنت تقرأ
انجريدو
Romanceهي صراع مابين الشرق والغرب تري لايهما الفوز ومن سينحني في النهاية ...تحضروا لتلاحق الأنفاس