السنة النبوية هي المصدر الثاني من مصادر التشريع الإسلامي بإجماع علماء الأمة سلفاً و خلفاً ، فهي مكملة للقرآن ، و مفصّلة لما يحتاج إلى تفصيل ، و موضحة لما يحتاج إلى إيضاح ، فهي و القرآن مصدران متلازمان ، لا ينفك أحدهما عن الآخر ، و لا يستغنى بأحدهما عن الآخر ، و لا يتم كمال التشريع إلا بهما
و يمكن أن نذكر – باختصار – بعض جوانب أهمية هذا المصدر العظيم :
١ ) إن السنة النبوية هي التفسير العلمي للقرآن الكريم ، و التطبيق الواقعي له ، فقد كان النبي ـ صلى الله عليه و سلم ـ يقيم حياته على ما ينزل عليه من الله تعالى ، فيراه الصحابة رضي الله عنهم فيمتثلون أمره و يقتدون به ، و إذا ما احتاجوا إلى بيان شيء بينه لهم
فحياة الرسول - صلى الله عليه و سلم ـ في جميع جوانبها تطبيق لما جاء في القرآن الكريم
٢ ) إن السنة النبوية هي التي يتم فيها فهم القرآن الكريم و استيعابه على ما أراد الله تعالى ، فهي تفسر مبهمه ، و تفصّل مجمله ، و تقيّد مطلقه ، و تخصّص عامه ، و توضّح أحكامه ، و تشرح غامضه ، و تكمّل ما يحتاج إلى تكميل ، و هذه أمور واضحة لا تحتاج إلى بيان ، فالصلاة – مثلاً – لم ترد إلا مجملة في القرآن الكريم و السنة بينت أوقاتها ، و أعدادها ، و عدد ركعاتها ، و فرائضها ، و نفلها ، و أركانها ، و واجباتها ... إلخ
٣ ) إن دراسة السنة النبوية المشرفة و فهمها و تطبيقها من طاعة الله تعالى التي تضافرت النصوص القرآنية على بيانها ، فدراسة السنة طاعة لرسول الله - صلى الله عليه و سلم - ، و طاعة الرسول - صلى الله عليه و سلم ـ من طاعة الله تعالى ، قال سبحانه : ﴿ مَنْ يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطَاعَ اللَّهَ ﴾ [النساء: 80]
٤ ) و من أهمية السنة أن هناك أحكاماً لم يُنص عليها في القرآن الكريم ، فجاءت السنة النبوية ببيانها ، إذ إن السنة تحكي وقائع الناس و ما يحدث منهم ، فيبين الرسول - صلى الله عليه و سلم - حكم ما وقع و ما حدث مثل بيانه لكثير من الأحكام ، كأحكام لحوم الحمر الأهلية ، و أكل كل ذي ناب من السباع ، و بعض أحكام النكاح ، و غيرها