...💛...
كان تايهيونغ يدور حول غُرفتِه بقلق.
بدأ الأمر عندما إستيقظ لوحدِه دون أي ضربٍ أو صراخٍ من والدِه.
في البداية ظنّ أنّه كان لايزالُ فاقِد الوعيّ في مكانٍ ما، ولكِن المنزِل كان فارِغاً تماماً.
مرّت بِضع ساعاتٍ جلس فيها تايهيونغ في المنزِل فحسب فهو لَم يُرد رؤيى ما قد يحدُث له إن عاد والِده وهو في الخارج، فقط هو وصوت تحرّك عقارِب السّاعة.
بالنسبة لتايهيونغ كان هذا هدوء ما قبل العاصِفة.
حلّت الساعة الخامِسة مساءً وعندها فحسب سمِع صوت فتح قفلِ الباب من الخارِج.
إعتاد تايهيونغ البقاء محبوساً هنا طوال حياتِه كما أعتاد أن يهرع لغُرفتِه كلّ مرةٍ عاد فيها ذلِك الرّجل إلى المنزِل.
وهذا تماماً مافعله تايهيونغ؛ دخل غُرفته دون إصدار أي صوتٍ وأدعى النوم على السرير.
كان يسمع صوت نبضِ قلبِه يتسارع مع كلٍ صريرٍ يصدر عن الأرضية الخشبية حتى توقّفت أمام غُرفتِه.
كان ظهرُه مواجهاً لبابِ غُرفتِه المُقفل، بدأت عيناهُ بالإغرِراق بالدموع وعضّ على سُفليتِه مُنتظِراً اللّحظة التي عاشها مِئات المرات.
'ألا تزال نائِماً أيّها الخنزير؟! الكِلاب التي في الشارِع تعمل أكثر مِنك أيها الوغد الكسول'
تبعها دائماً صوت تلاحم السوط أو حزامِ والدِه الجلدي مع أماكِن عديدة على جسدِه، ظهره، أطرافه، صدره، حتّى أنّه إحتاج إلى خياطة جرحِ قريبٍ فوق عينِه اليُمنى والذهاب إلى المشفى نتج عنه المزيد والمزيد من الصرب المُبرح لذا..
لذا تعلّم تايهيونغ كيف يُصبح دُميةً بلا مشاعِر.
هو فقط يخاف أن تُصبِح هذِه الجروح مهربه يوماً ما.
ولكِن كِل تِلك الأفكار والذكريات تلاشت عند سماعِه همسَ والدِه حتّى أنّه كاد يشكّك بأذنيّه وسلامة عقلِه.
"لا تقلق، إنّه نائِم... الوغد الكسول"
ٱنتظر بضع دقائِق وقد بدأ بسماعِ صوتِ حديثٍ يُجرى أسفل الرواق لذا إقترب من الباب الذي كان مفتوحاً قليلاً وقرّب أذنه محاوِلاً سماع ما يقوله ومعرِفه من معه.
"أجل لقد كان جيداً للغاية!"
"ألم أقُل لكَ سوجيوك! ذلِك المكان مُمتِع للغاية!"
قبض تايهيونغ فكّه للتعرف على تِلك الضحكة المختلّة، جيون القذِر.
" أجل وتخيّل أنّه سيُعطيك 5 كيلوغراماتٍ كامِلة إن أعطيته ذلِك اللّص الصغير! قلتُ لك سوجيوك ذلك الفتى هو بِطاقتُك الذهبية!!"
قطّب تايهيونغ بين حاجبيّه وقد تسارعت دقّات قلبِه ولكِن الحوار لم ينتهي بعد لذا قام بلعقِ شفتيّه والإقتراب أكثر.
"ولكِن... ألا تظُن.. أعني-"
"سوجيوك! لا تُخبِرني أنّك تشعُر بالشفقة تجاه ذلِك القذِر الذي ليس إبنك حتّى! لا أعلم كيف يُمكِنك تفويت فرصةٍ كهذِه! فلتُعطِه لذلِك التاجِر وسيحصل على متعةٍ كل ليلة كما أفعل ما عاهري!! أنت تُعطيه معروفاً الآن!"
تراجع تايهيونغ بِضع خطواتٍ ليسقط على السرير ويُغطي فوهه كابِتاً شهقاتِه.
"ك-كُنت أعلم..."
همَس لنفسِه ماسِحاً دموعه وكان على وشكِ الخروج والصُراخ على جيون اللّعين ذاك بأن والِده لا يُريد بيعه كسلعةٍ لتجّارِ العبيد ولكِن..
"ثُم أنّها خمسُ كيلوجراماتٍ كامِلة!"
صدى صوت ضحكِ والِده في المنزلِ ليتراجع تايهيونغ، "أنت مُحِق! سأكسِب الكثير من المال ببيعِها ولكِن.. لمَ لا تقوم أنت بفعل ذلك و-... والتخلّي عن جونغكوك؟"
نبض قلب تايهيونغ بشكلٍ مُخيف وكاد أن يخسر نفسه عند ذِكر إسم الأصغر.
"سأفعل ياصديقي.. سأفعل! ولكِن.. سأحرِص على الإستفادة جيداً منه قبل ذلِك، ثُم أنّك تعلم أنّ ذلِك العاهر ليس من نسلي.. إنّه مُجرّد يتيمٍ لم يفكّروا مرتين قبل التخلّي عنه أم نسيت؟! كُل شيءٍ جيد! سأتخلّص منه وأخذ بضاعةً جديدة مِن ذات الميتم لن تُصدّق كم أنّ الجِنس مع الأطفال أفضل من-"
أغلق تايهيونغ عينيّه بقوة لكلّ ماسمِعه للتو وظلّ يصرخ دون صوتٍ حتى إنقطعت أنفاسه.
زحف على الأرضية الخشبية حتّى جلس يهزّ جسده المُرتعش ويحاول بيأسٍ تغطية أذنيّه لعلّ كل تِلك الأيام السيئة والأيام التي تألّم فيها هو وجونغكوك تختفي بعيداً.
...💛...
أنت تقرأ
Lean On Me • Taekook
Fanfiction"أفضل شيءٍ في كونك وصلت القاع المُظلِم، هو أنّه لا يوجد طريقٌ آخر سِوى الأعلى، جونغكوك، أنا وأنت دائِماً أليس كذلِك؟" أومئ جونغكوك رُغم البرد، "أنا وأنت تاي." •تايكـوك. •قد تكون بعض المشاهِد مُزعِجة ولكِني لازلت أعمل عليها.