ولدت هنا في هذه القرية النائيةالبعيدة، التي لم يكن فيها شيئا يثير الإعجاب، فترى فيها الشجيرات الذابلة، وأعمدةالإنارة المعطلة، وقطع الخردة والقمامة الملقية على الطرق، أما تلك الشجرة التيتقف على جادة الطريق هي الوحيدة التي تشعرني بطعم الحياة، كانت شجرة قوية مبهجةللنظر، تحيط بها سحابة كثيفة من أوراق خضراء فريدة، كنت كلما أنظر أليها من الأسفلتبدو لي كأنها وسادة خضراء ضخمة حاكتها لي أشعة الشمس، فحين أكون سعيدة أشعر وكأنالشجرة سعيدة كذلك، وأتخيل أفرعها وكأنها أسنانها التي ظهرت عند ابتسامها، وحينأكون حزينة أشعر أن الشجرة حزينة مثلي وتبدو أوراقها المتدلية كأنها دموعها .
لكن حتى مع هذه الشجرة أشعر أنني سئمت العيش هنا، أو بمعنى آخر لم أعد أستطيع التنفس في هذه القرية الكئيبة، كنت أريد أن أرى العالم بما فيه من أشكال و ألوان، كنت أريد أن أجول البحار وعالم الأسرار، وأعيش دور سندباد حين اكتشف وجال في البلاد، وأعيش دور فلونه وأنام تحت شجرة في غابة مسكونة،، ولم أكن أعلم حينها أن أحلامي كانت أقرب مما كنت أتوقع
.. منهنا بدأت الحكاية
كنت أقرأ كتابا و أنا جالسة على الكرسي مقابل نافذتي، حين سمعت صوت أمي ( عائشة ) تناديني : مريم يا مريم قومي بتجهيز نفسك، سنذهب في رحلة للبحر، هيا بسرعة قبل أن يغير والدك رأيه
قلت لنفسي : أوه وأخيرا سأخرج قليلا من هذه القرية، ذهبت بسرعة وتجهزت لهذه الرحلة الرائعة، كنت متحمسة جدا لدرجة أنني خرجت من المنزل بدون حذاء !
وأنا في الطريق كنت أتمنى أن تنطوي الطرق كي نصل بسرعة، عندما وصلت ذهبت وركضت في كل مكان كنت أغمض عيني وأدور بحماس وسعادة، وكأنني طير مسجون أطلق من قفص للتو، ولكن فجأة اوبس! نظرت فرأيت فتاة جميلة تلبس ملابس غريبة فاحمرت وجنتاي وقلت : أوه أنا آسفة و لا أقصد كنت لأول مرة اذهب فيها للبحر لذا.. ، قطعت كلامي وقالت : لا بأس ما رأيك أن نتنزه، قلت لها بارتباك: أمم .. لا بأس سيكون هذا ممتعا، فقالت : أنا اسمي شهد و أنتي ؟ فقلت : تشرفت بمعرفتك، أنا اسمي مريم فردت : اسمك جميل فقلت : هذا لطف منك، وظللنا صامتين لفترة فبادرتها بالسؤال: لم أنت هنا وحدك ؟ أقصد .. أمم .. كيف أتيت إلى هنا ؟!
فلاحظت تغيرا كبيرا في وجهها فقلت : حسنا .. لنغير الموضوع، فقالت : لا يا عزيزتي لا بأس هناك قصة طويلة سأخبرك بها ولكن دعينا نجلس .
فجلسنا أمام البحر، مع رائحة الملحوصوت الموج الذي يجعلك تعيش عالما من الخيال، فبدأت تحكي: بدأت حكايتي عندما كنتصغيرة حين فتحت عيني لأرى الحياة، وجدت فوقي وسادة وردية، من الزهور الجميلةوالبهية، نظرت حولي فرأيت نفسي في غابة تحيط بي حيوانات لطيفة ونباتات، كنت أتمنىأن أرى شيئا واحدا فقط عن ماضيي المجهول، وإلى الآن أجول في العالم والبلدانوأغامر، رأيت العديد من الحيوانات والنباتات العجيبة، وإلى الآن لم أعرف من هيعائلتي ؟ وأين ولدت ؟ و من أين جئت ؟ ( ورد ) هي الوحيدة التي رأيتها بجانبي.
أنت تقرأ
رحلة البحث عن الماضي المجهول
Adventureرحلة مليئة بالمغامرات والأحداث الرهيبة تعيشها الفتاة مريم مع أصدقائها