الفصل 2

9 1 0
                                    


هيا ، جميع الركاب إلى السفينة ،قال القبطان

ركبنا في السفينة سومعت صوت حركة في السفينة وصراخ وأوامر، وهكذا بدأت السفينة بالتحرك ، كان شغلي الشاغل وقتها مراقبة البحر والبحارة وهم يرفعون الأشرعة ويشدون الحبال ، و لولا إحساسي بالغثيان لكنت غنيت فرحا، كنت مع كل خطوة أخطوها على متن السفينة أشعر وكأن طائرا حلق من قلبي فرحا .

سألت محمد : إلى أين سنذهب ونغامر يا أخي ؟

-- سنذهب أولا إلى بلاد المغرب حيث نرى المدن العريقة والزخارف العجيبة
-ياهو ! أخذت أدور في السفينة وأركض بسعادة ، وكان قلبي ينتظر الوصول على أحر من الجمر ، كنا ننام على تمايل السفينة ، 

ونصحوا على صوت القبطان ، كانت الأجواء فريدة ورائعة .

ولكن لا أدري ما حدث فجأة، فقد تقلب الجو وهبت الرياح والعواصف، بدأ الوضع يزداد سوءا فأخذت الرياح بالاشتداد، وغلف الضباب المكان كله، أخذت أصرخ : محمد ، شهد أين أنتما ؟ فسمعت صوتا بعيدا لم أفهم منه شيئا، كنت أمشي بصعوبة بالغة، حتى أصل لمكان الصوت كنت بالكاد أحمل قدماي، فالريح كانت شديدة والمطر يهدر بقوة، وفجأة ماذا يحدث؟ بدأت أتخبط في كل مكان فلم أعد أرى شيئا ، وفجأة اصطدمت بشيء لا أدري ما هو وبعدها لا شيء ، مجرد .. ظلام 

استفقت وأنا أحس بوجع و وخزات مؤلمة ، نظرت جانبي فلم أر سوى حبيبات من الرمال الذهبية، وفجأة صرخت : شهد ، محمد أين أنتما ؟ ، كنت أتمنى أن أراهما في أقرب وقت ممكن، أخذت أبحث وأبحث في كل مكان ولكنني لم أحصل عليهما ، لا أدري لماذا يحدث كل هذا ، يا رب ألن تكمل سعادتي؟ لماذا تلاشت أحلامي فجأة ، ذهبت و استأجرت غرفة صغيرة ، وجلست فيها وحيدة حزينة أتذكر الأيام الماضية ، وكيف كنت سعيدة وقتها لم اختفت سعادتي فجأة ؟

وفجأة تذكرت الوعد الذي قطعته على نفسي ، هل نسيته بهذه السرعة ! يا للحماقة ، هيا قومي أين الفتاة المغامرة وقفت بثبات كجذع الشجرة ، سأكمل المغامرة وأحصل على أخي وعائلة شهد ، مشيت بخطوات واثقة مع أنني كنت مرتبكة بعض الشيء .

أخذت أدور في المدينة وأنا لا أعرف أين أنا ، أخذت أبحث عن شخص لأسأله فلمحت فتاة جميلة ، تلبس ملابس أنيقة ، ويدل هندامها على ثراء ، أخذت أتأمل ملامحها يا إلهي وكأنني رأيت هذا الشخص من قبل ، من هذه يا ترى ؟ اقتربت منها أكثر فسمعت صوتا هادئا يقول : أهلا بك عزيزتي أتريدين مساعدة ؟ فقلت بارتباك: أمم كنت أريد أن أسأل ما اسم هذه المدينة ؟
- هذه المدينة هي إحدى مدن المملكة العربية السعودية
- إذا أنا في السعودية ! حسنا شكرا لك
- انتظري عزيزتي ، هل لك أن تخبريني لم أنت هنا وحدك ؟ ، فحكيت لها قصتي فقالت لي : إذا ستكونين ضيفة عندي ، بالمناسبة أنا اسمي ورد وأنتي؟
فلم أرد عليها من هول الصدمة ! نعم تذكرت إنها تشبه شهد وتقول ان اسمها ور هل من الممكن أن تكون ..؟

فقلت لها : هل لديك اخت اسمها شهد ؟ فقالت بحزن : نعم ولكنها توفيت عندما كنا في رحلة في وسط البحر

فقلت بحماس : إذا انت ورد ، شهد لم تمت إنها على قيد الحياة- حقا ؟! - نعم ، ما هذه القصة ، كل واحدة تحسب الأخرى ميتة
- اذا تعالي بسرعه إلى منزلي ، سنستريح ثم نذهب في رحلة لنبحث عنها ، أرجوك أنا على أحر من الجمر لأراها ، كنا دائما كتفا لكتف نبحث عن عائلتنا وماضينا المجهول ، هل توافقين ؟

- بالطبع نعم ، وبإذن الله سنحصل عليها وعلى عائلتكم 

عندما دخلت منزلها كنت منبهرة من مظهره الفريد ، كانت فيه مكتبة واسعة ، فيها كتب كثيرة ،وأما عن ديكور المنزل ، فقد كان رائعا وفريدا ، الألوان متناسقة، وكل شيء في مكانه لم أكن لأدخل بيتا مثله من قبل وفجأة رأيت رجلا يلبس ملابس التجار ، فقالت ورد : هذا زوجي التاجر أحمد ، فقلت : أهلا بك تشرفت بمعرفتك ، وبعدها قادتني ورد إلى غرفتي ، كانت غرفة واسعة جميلة ، ألوانها زاهية ، يتوسطها سرير كبير و بجانبه مكتبة صغيرة جميلة ، شكرتها جدا ودخلت واستلقيت على فراشي ، وما إن وضعت رأسي على المخدة حتى ذهبت في نوم عميق . 

عندما استيقظت أخذت أحزم أغراضي حتى نذهب في الرحلة ، وستكون هذه الرحلة مختلفة ، فسنذهب فيها على الجمال ، جهز التاجر أحمد لنا القافلة وأوصاهم بنا خيرا ، فركبنا على الجمال ومشينا نحو المجهول ، كانت الجمال تمشي ببطء وكنا فوقها نتمايل برتابة ، كان الجو في النهار حارا جدا وفي الليل شديد البرودة ، وفي القافلة أصبح الجميع عائلة واحدة ففي كل مساء نجتمع حول النيران المشتعلة ونحن نتدفأ ونروي القصص والحكايات .


ولكن في أحد الأيام عندما استيقظنا أنا وورد لم نرى القافلة ، يا الهي ! أين ذهبت ؟ هل خدعنا أم نسونا ؟ وأخذنا نفكر ماذاسنفعل وسط ظلمة الليل الدامس 

رحلة البحث عن الماضي المجهولحيث تعيش القصص. اكتشف الآن