الجزء الأول

54 4 0
                                    

تعثرت قدميها وسقطت من على المدرج، سمعت صوت ضحكات عالية، استاءت حالتها ونزلت الدموع من عينيها، حاولت أن تعثر على أوراقها التي سقطت منها، كما أنها أخذت وقتا طويلا في محاولة منها للعثور على عصاها التي تتكأ عليها، لقد كانت عمياء!


ذُهل ماثيو واحتقر نفسه عندما وجدها تحمل عبء إيجاد أشيائها، أيقن أنها عمياء، اقترب منها واعتذر حيث أنه لم يكن يضحك عليها، وأقسم أنه كان يتحدث مع صديق له على وسائل التواصل الاجتماعي...


روز: "لا عليك، لم يحدث شيء ذا أهمية لدرجة يجعلك تعتذر مني".

ماثيو: "اعذريني فعلا، أقسم بمن أحل القسم أنني لم أقصد الضحك، أعلم أن ضحكتي  كانت في وقت غير ملائم".

روز: "اطمئن لم أتضايق، لا عليك".

ماثيو: "اثبتِ أنكِ لستِ متضايقة مني".

 روز-تحاول أن تكظم غيظها: " وكيف ذلك، صدقا لست متضايقة، يمكنك الرحيل"، كانت تخشى أن تسير أمامه من جديد.

-ماثيو- رفع ما سقط منها، وأمسك بعصاها وجعلها بيدها...

ماثيو: "يمكنكِ قبول مساعدتي إن لم تكوني متضايقة كما أخبرتني".

روز: "بالفعل إنني جديدة بالجامعة، لقد انتقلنا للتو ولا أملك خلفية عن معالم الطرق والسير بالجامعة بعد".


-أمسك بالعصا بطريقة تمنعه من لمس يده بيدها، ورويداً رويداً ساعدها بالطريق حتى جلست في انتظار والدها الذي تأخر قليلا عنها، بعدما جلست لم يذهب الشاب في طريقه لكنه جلس بمكان يقرب منها خشية أن يضايقها أحد، لقد كان يشعر بالذنب العظيم تجاهها، كان كلما فكر في كيفية تعثرها أول ما سمعت ضحكته...


ماثيو في نفسه: "سبحان الرب، أبدع فصورها في أجمل صورة وهيئة، ولكن سبحانك ربي فالجمال لا يكتمل".


-وبعد قليل من الوقت جاء والدها ليأخذها، وأثناء سيرها مع والدها سمعها تقص عليه ما حدث من موقف بينها وبين غريب، وكيف لهذا الغريب في البداية أوجع قلبها بالخطأ، ومن ثم ساعدها...


والدها: "كم مرة يتوجب علي أن أخبركِ ألا تسيئ الظن في من حولكِ، والحمد للرب يا ابنتي الدنيا مازالت بها بصيص أمل بوجود الخير بها".


-تكررت الصدفة بينهما من جديد، كانت الفتاة في جامعتها تجلس وحيدة، واستنتج الشاب أنها في انتظار والدها كعادتها، تشجع واقترب منها...


ماثيو: "أتتذكريني؟!".

روز: "أعتقد أنني سمعت الصوت من قبل".

ماثيو: "أتتذكرين الشاب الذي ساعدكِ بالوصول هنا؟"

روز: "نعم تذكرتك، كيف حالك؟"

ماثيو: "إنني بخير، هل يمكنني أن أسألكِ سؤالا؟!"

روز: "بالتأكيد يمكنك".

ماثيو: "إنكِ دوما تحملين كتابا وأوراق، هل أنتِ طالبة هنا وتدرسين؟"

روز: "إنني بجامعة الهندسة هنا، أولى سنواتي بها".

ماثيو: "وكيف تدرسين وأنتِ ... اعذريني"

روز: "لم لم تكمل الكلمة؟، عمياء".

ماثيو: "آسف ولكنني لا أقصد شيئا سيئا أقسم بالرب".

روز: "صديقاتي يصورن لي المحاضرات، وبالمنزل والدي يساعدني على المذاكرة، وبهذه الطريقة تمكنت من الوصول للجامعة هنا".

ماثيو- بتردد: "سؤال أخير ولكن من الممكن أن يسبب لكِ الكثير من الإحراج، يمكنني؟!".

روز: "اسأل".

ماثيو: "هل ولدتِ هكذا أم أنه..."، -وقبل أن يكمل تغير حال الفتاة كاملا واستاءت كثيرا ولكنها أجابت عن سؤاله بالرغم من الدموع التي كانت واضحة في عينيها -روز: "إنها حادثة، كان عمري حينها عشرة أعوام، كنت ألعب في حديقة منزلنا عندما كان والدي يرحل بسيارته، وقد اصطدم بي دون أن يلاحظ ذلك، إثرها فقدت نور عيني، والدتي لم تتحمل ما حدث معي ففارقت الحياة من كثرة حزنها، ومن يومها أصبح والدي عيني التي أرى بها ويدي التي أمسك بها ورجلي التي أبطش بها، لقد ودع كل شيء بالحياة من أجلى، وكرس نفسه لخدمتي وجعلي لا أحتاج أحدا ولا شيئا".

ماثيو: "آسف للمرة الثانية، ولكني كاد الفضول يقتلني من لحظة رأيتكِ بأول مرة".

روز: "لا عليك".

يتبع.......


إن اعجبتك القصة اتمنى ان تضع نجمة (🌟)!💗

لقد وصلت إلى نهاية الفصول المنشورة.

⏰ آخر تحديث: Nov 23, 2020 ⏰

أضِف هذه القصة لمكتبتك كي يصلك إشعار عن فصولها الجديدة!

أحببتُ فتاةً عَمياءَُحيث تعيش القصص. اكتشف الآن