الفَصل الثَانْي : نوبَة غضَب.

695 86 42
                                    


02 : نوبَة غضَب.

-

دقائِق رهِيبة مَرت عَلي تِلك الفتاه فِي العَربة المَلكية المُتجهَة الِي قصر الإمبراطور بينَ ذراعَي خاطِفيها.

تجُر الخيُول الأصيلة العَربة و تشُق بهَا نور النهَار و تقاوِم وحشِية الريَاح و تعبُر عبرَ الرملِ و الحَصى و الطُوب ، تهروِل بأقصَي مَا لديها ، و تزدَاد سُرعتها كُلما ضُربت علي ظهرهَا باللِجام.

صرخاتهَا و إستِغاثاتهَا أضحَت مَكتومة فِي باطِن يَد المُهاجم عَلي يمينهَا.

حركَاتهَا مَذعورة ، دموعهَا مَسكوبة ، قطَرات عرقهَا منهمِرة ، مقاوَماتهَا فاشِلة.

حَتي سكُنت العَربة أمَام بَوابَة القصر العَريضة ، فتِحت أبوَاب العَربة ثم فتِحت بوابَة القصر ، و فِي تِلك اللحظَة أحسَّت و كَأن كُل أبوَاب الجحِيم فتِحت أمَامها.

لا تَري في هَذا المَكان إلا شرَّاً و وبالاً.

إزدَادت دموعهَا إنهِماراً و هِي تشعُر بجسدِها يُسحل مِن العَربة أرضاً ، إحدَي مهَاجميهَا يُمسك بيدهَا اليُمني ، و آخر باليُسري.

يَسحلونها أرضاً ك رزمَة مِن البطَاطِس ، أو كَومة مِن صنادِيق الخَل.

وقعَت أرضاً فأندسَّت طَلعتها بين كُثبان الرِمال حَتي توغَلت الرِمال فِي فمهَا و أنفها حَتي إخترق حاجِز عينيهَا.

شعَرت بجسدهَا يرتفِع قلِيلاً عَن الأرض فكَانت مُعلقة مِن ذراعَيها في الهوَاء ، صرخاتهَا و مقاوَماتها كلهَا ذهبَت سدى.

فتِحت الأبوَاب و أصبَحت تُحمل لا تجَر ، تخشَي مِن مستقبَلها المُبهم فِي هَذه المَملكة القاتِلة لشتَّي المَظاهِر الإنسانِية.

فقُدمت هِي لتكُون هَدية لدَي الإمبراطُور ، مِن بَينهُن جمِيعاً وقع الإختِيار عَليها!

لا تعلَم كَيم نفضَت أيديهِم عَن خاصتهَا و لكِنها فعَلت ، و بدأت بالرَكض.

كَانت تركُض مَع أقدَام مرتجفَة و شهقَات مُتعالية ، إستطَاعت فَك قِطعة القمَاش علي فمِها فأضحَى صُراخها يعلو ، شعرهَا مُبلل بالعَرق ، صَفر وجهَها صُفرة الهلع ، تقاوم بأستِماتة و جسدهَا تعدَى مرحَلة الإرتجَاف حتَي بَلغ مرحَلة التشنُّج!

لحقوا بهَا سريعاً و أمسَكوا بهَا ، فصرخَت.

فصَرخت صرخة جحِيمية أرهَقت حَلقها ، صرخَة زلزَلت المَكان مِن حولهَا ، و عَلي إثرهَا حلَّقت جمِيع الطُيور بعيداً عن المَكان ذُعراً.

لقد وصلت إلى نهاية الفصول المنشورة.

⏰ آخر تحديث: Jul 07, 2023 ⏰

أضِف هذه القصة لمكتبتك كي يصلك إشعار عن فصولها الجديدة!

On dodo nest | KTH. ✓حيث تعيش القصص. اكتشف الآن