فصل 1 حياتي

3.4K 58 12
                                    

فصل الاول:
لقد مرت ثلاث سنوات حتى الان على كأبتها من جحيم الذي تعيش فيه فرغم صغر سنها فهي لم تتجاوز ثالثة عشرة بعد الى انها لم تعد كسابق  عهدها ،فبعد وفاة والدتها بذلك المرض خبيث فلم تمضي ايام حتى اصبحت يتيمة فوالدها لم يأبه لا بوفاة زوجته ولا حالة ابنته النفسيةتركها عند جدتها كمن يترك لعبة قديمة ليستبدلها بأخر جديدة . تزوج بمرأة اخرى وهي في 10 من عمرها ,تيزيري او كما يطلق عليها بالعربية (قمر) كانت ذات جمال صارخ اخاد فمن يراها لا يلبث حتى يدون ملامحها في دفتر ذكرياته ٫ليبحث في ثنايا وجهها عن سر إحتباس أنفاسه ٫هل عيناها واسعتين كثيفة رموش ام لونهما زيتوني لامع العميق ام انفها رقيق ام ثغرها صغير٫ ام وجنتاها ورديتين ٫ذات شعر اسود طويل كلقطران يصل الى خصرها ليشع وجهها شديد البياض يختم  لوحة رسام ٫رسامها الرب ^جمال امازيغي خالص^ فجمال كهذا نادر خاصة في عالم العربي فلم تسلم لا من حسد ولا عين رغم ان سنها لم يتجاوز مرحلة طفولة ومرت ايام وسنين على حالها هذا الى ان وصلت الى سن الثالثة عشرة وهي تحمل حقدا تجاه ابيها الذي لم يسأل عنها ولا يعرف حالها كأنها غير موجودة وكرهها من تعامل خالتها عديمة شفقة معها لولا ان جدتها تحميها منها لكانت رمتها في شارع ..
جدتها :ما ذا تفعلين يا حبيبة جدتها لماذا استيقظت مبكرة هكذا
تيزيري:لا تشغلي بالك يايما لقد تعودت فمن غير سوف يعطيك دوائك
جدة:واين خالتك
:نائمة
جدة:سوف تقتلني هذه فتاة فلم تقبل زواج ولا كانت ناجحة في دراستها اااااهههه يا اسفي عليكي يا نور اااههه
:تيزيري : لا تشغلي بالك ياجدتي بها
:لا يبنتي لا اشغل بالي عليها بل عليك منها
تيزيري :اه ولماذا
:إعلمي يا تيزيري ان خالتك ليست بلهينة وليست قليلة حيلة فهي بنتي اعرفها كما اعرف نفسي
:لم افهم وما شأني انا بها
:اه يابنتي اعلم انها لا تحبك واخاف عليك منها فأنا لم أعد صغير وقد بلغت من كبري عتيا اخشى ان اموت واتركك معها فتجعلك خادمتها فهي لم تحب امك كذللك
:هذا سبب صراخها دائم علي ٫لا بأس يا يما لقد تعودت عليها ولا انتظر منها ان تحبني فأقرب ناس لي لم يحبني وتركني فلا اطمع بأحد ان يحبني ولا تقولي هذا مرة اخرة ليجعل الله عمرك أطويل
:لا تقليلي من نفسك هكذا يا حبيبتي فأنا احبك كثيرا
:وانا احبك كذللك .
انتهت من صلاتها لترمي نفسها فوق فراش تعانق وسادتها لتتذكر ان اليوم يوم الجمعة لتقفز كلمفزوعة
:اااهههه لقد نسيت ان اليوم جمعة اااافففففف
لتذهب لقبر امها تقرأ عليها بعض القرأن وتتحدث معها عن حياتها بعدها واشتياقها لها٫
لتسرع لمرأتها لتمسك شعرها حريري لتضع حجابها رغم ان احدا لم يطلبها بوضع الحجاب الى انها كانت تأدي فرض ربها على اكمل وجه لتضعه فوق رأسها لتربطه كما ينبغي فهي تحب هذا حجاب فقد كان لوالدتها ٫ولونه الازرق سماوي ابرز وجهاها بيضاوي وعينيها واسعتين ٫لتنطلق بسرعة واكيد لتأخد قرأن كريم معها لتودع جدتها وهي في طريق ال باب لتفتحه لتقابلها خالتها
: الى أين ايتها ملعونة
:اه صباح خير الى مقبرة
:هل قررتي اخيرا ان تقتلي نفسك و تريحينا
جدة :ماهذا كلام يانور
:لا بأس يا جدتي لا لن اقتل نفسي انا ذاهبة لقبر ماما
نور بصوت خافت:ياليتك مت معها .
تيزيري:ماذا؟
نور :ااحم احم ومن سيطبخ فطور ليوم
تيزيري :لا تقلقي سأعود بسرعة
نور بينها وبين نفسها :اتمنى ان لا تعودي
لتخرج تيزيري بعد ذللك وهي تمسك غضبها حتى لا تنفجر ..لقد تعودت لكن كل يوم كثير اوف اتمنى ان تموتى انتي اااااااهه لا استطيع تحملها وكيف لي انا ان اطبخ من بمثل عمري لم يرو المطبخ بعد اااااههههه ٫المهم الان لأذهب للمقبرة لأرى أمي احسن
وهي تمشي في طريق وهي تراقب قدميها أثناء المشي فهي لا تريد المشاكل من بعض الشباب الذين يعاكسون قادم وذاهب،
شاب :هاي تيزيري مابللك مكتأبة تعالي لأسليك لتنسي همك
تيزيري لم ترفع رأسها فهي تعلم طبع هاذا شاب فهو جارهم ويحب مظايقتها وبالمناسبة اسمه سمير
لتسرع في خطواتها لكي لا تصطدم به كالعادة
‌ليسرع خلفها ويمسكها من معصمها :ألم تسمعيني اناديك ايتها حقيرة لولا جمالك هذا ..ليصمت حين نظرت اليه كأنه تذكر شيء :اااا انت تألمني توقف ٫
سمير :انا اخبرك سوف تصبحين لي انتظري فقط وسترين ليتركها ويذهب ٫
لتكمل طريقها وهي تجري فلا تعرف ماذا يخطط هذا الارعن فهو من رجال متسلطين الذين يحبون كل شيء لهم .......
لتقول في نفسها :ولا في احلامك ياغبي وسوف ترى انت.....
وصلت للمقبرة :سلام عليك عم رابح كيف حاللك
:وعليكم سلام يبنتي حمدالله وحاللك انت...... وجدتك يا إبنتي
:كلشي تمام عمو ......
لتذهب الى قبر والدتها وتجلس على حافته وتقول : سلام عليك يا ماما كيف حاللك لقد اشتقت اليك ...وهي تلمس التراب بيدها
: اااااه يماما لوكنتي معي كم تمنيت لو انكي  لم تمرضي واعيش معك واشم عطرك واشبع عيناي بك رحمك الله يا أمي ...لتفتح كتاب وتبدأ بسم الله رحمن الرحيم وتقرأ من قرأن ما تيسر  لتعود الى بيت جدتها قبل فطور وإلى كالمعتاد خالتها وصراخها ...
لتسرع فلقد تأخرت اليوم بسبب سمير ..
لتصل وتفتح باب كأنها لصة ترى يمين وشمال
:أكيد لم تحسى بغيابي فهي كعادتها نائمة او تتفحص هاتفها ٫ لتذهب المطبخ وتبدأ في طبخ ..
مرت لأيام ونفس حكاية خالتها ونفس معانات معها
ولا ننسى ان تزيري تدرس في اعدادية فهي انجب طالبةو متفوقة في دراستها لتكون الاولى على مستوى ولايتها ٫فقد كانت تحاول ان تركز على دراستها فهي وحيدة التي سوف تنجيها من هذه حياة ...
مرت سنوات واصبحت مراهقة شابة ذات 19ربيعا وقد انهت الاعدادية ووصلت ثانوية وهذا آخر عام لها فيها لتتجاوز امتحان البكالوريا وتأخد أعلى نقطة وتحقق حلمها ان تصبح طبيبة جراحة متخصصة في الاعصاب ....إشتد المرض على جدتها كثيرا في سنوات الاخيرة ...
بدأت تزيري تحضيرها لدراستها فهذه مرة غير مرات السابقة لتحسم مصير مستقبلها ....الا ان مرض جدتها لربما اعاقها قليلا فهي تعلم انها لن تستطيع صمود امام هذا المرض .....حتى ان دواءها غالي فبلكاد مصروف الذي يدر عليهم من
معاش جدها رحمت الله عليه كاف لهم من طعام وشراب وهذه اضاءة وهذا غاز.....
: لقد قررت يايما سوف ابحث عن عمل يساعد حالنا هذه لنشتري لكي دواءك
:لا يا تيزيري اياك فلا زلتي صغيرة على خروج الى عالم العمل ومعرفة رجال فلا أمان فيهم .....
:لكن....لكن
:لقد حسم امر يا تيزيري ....لا أستطيع ان اخسرك ايضا .... كما خسرت نور .....:
:ارجوككككك ....ياما ...ارجوووككك ..انت تعرفين ان هذا عام لذي امتحان مصيري ...أحتاج الى بحوث و مصطلاحات ...وعيب ان اطلب منك هذا فبلكاد نأكل ونشرب
:لا بأس عليك يابنتي ....خالك سيعود قريب ليتكفل بمصروف لا تقلقي .....لقد اخبرته ....فهو جعلكي في مرتبة ابنته ....حتى ولو لم يرزقه الله اولاد ...فهو دائم سؤال عنك حتى ان لدي ما أقوله لك لا حقا....
: حقا يما ااااهه لقد شوقتي ارجوك اخبريني لاان
: ههههههههههههه لا لن اخبرك اخبرتك لا حقا لربما سيعود ويخبرك بنفسه
.. :حقا يااا يوبي هههههه
مرت ايام واسابيع وجدتها تصارع مرض ......وتيزيري بين هذا وذاك من جهة جدتها المريضة وحرقة قلبها تجاهها ومستقبلها الذي تجهلله .......الى ان كتب قدر سطوره على

بين «يديه»حيث تعيش القصص. اكتشف الآن