02- مُجَرَد كَابُوس؟

88 10 36
                                    

لَقَد كَانَ مُجَرَد كَابُوس الحُلو، لكِنّه طَلَعَ الحَقيقَة المُرّة~

اوووه! هذه الصورة لا تتبع إرشادات المحتوى الخاصة بنا. لمتابعة النشر، يرجى إزالتها أو تحميل صورة أخرى.

لَقَد كَانَ مُجَرَد كَابُوس الحُلو، لكِنّه طَلَعَ الحَقيقَة المُرّة~

مَلعُونين، البَشَر مَلعونين لكِنّهم أعمىٰ لا يُمكِنهُم الرؤيَة ذلِك، يَستَمتعونَ فِي الحَيَاة الدّنياويّة القَصيرة غَيرُ مُدرِكونَ بِأنّ العَواقِب وَ العَذاب الوَخيمَة فِي الطّريق، وَ المَوت يُخنِق الجَميعَ الكَائِنات، فَهُم خُلِقوا لِلإختِبار القَصير لِلألهة، فَما غَايَتهم إذَن؟ إنّ كَانوا يَرسِلونَهم لِلعَذاب إذَن لِما خُلِقوا؟

مَعَ البَشَر يوجَد الكَائِنات الأخرىٰ، سَيئَة، القَذِرة وَ مُخيفَة، يَسيرونَ بَينَ الجَميع بَعضهُم مَرئي وَ بَعضهُم لا، يُسَبِبونَ بِالخَطيئَة علىٰ البَشَريّة كَي يَسيروا نَحوَ الهَلاك، إلىٰ الجَحيم حَيثُ النّيرانه العَظيم، حَيثُ يَكبروا القوّة شَياطينَ هُناك، يُدَمِرونَ كلّ شَيء مُقَدَس وَ جَميل، هذا هُوَ مُهمَتهم، إذَن مِمّا خُلِقوا؟ وَ مَا غَايَتهم؟

كلّ مَا يَحصُل مُجَرَد إختِبَار لِلجَميع مِن قِبَل الألهة لكِنّ مَاذا لَو كَانوا هُم مُلعونينَ أصلاً، هُم مَن أقتَرَفوا الأخطَاء الوَخيمَة؟ مَن سَيُعاقَبُ حينَها؟

النّهار وَ اللّيالي التّمر، السّاعَة لا تَتَوقَف، كلّ شَيء فِي مَكانِه، البَشَر هُم مَن يُدَمِرونَه فَقَط، هُم مَن يَخلِقونَ القَذارة عَلىٰ الأرض، كَمَا كَانَ القَتل أوّل فِعلَة الشّنيعَة، جَلَسَت تِلكَ القَاصِرة عَلىٰ التُّراب الحَديقَة العَفِنة، أمَامَ وَردَتها الّتي تُحبّها أكثَرَ مِن أيّ شَيء الأخَر، تَحكي كلّ شَيء لَها، كَوابيسِها وَ أحلامِها، حتّىٰ خَيالها السّاذَجة.

أشيَاء الغَريبَة تَحدّث مَعها، والِدها مُستَاء مِنّها علىٰ مَا يَحصُل فِي كلّ اللّيالي، لا نَظَر، لا كَلِمة، لا يوجَد شَيء عَنّها فِي ذلِكَ المَلهىٰ حَيثُّ لا أحَدَ يَرغَبُ بِها، وَ كَأنّها لا شَيء، شَعَرَت بِالفضول الشَّديد وَ الإستِغراب مِمّا يَحدّث، ألَم يَكونوا يُريدونَها فِي البِدايَة؟ هَل الرّب إستجَابَ لِدَعَواتهَا المُستَمِرّة؟ رُبّما ذلِكَ وَ رُبّما لا، لا أحَدَ يَعلَم فَأشيَاء الجَميلَة لا تَستَمرُ لِلأبَد، لَم يَكون وَ لَن يَكون.

مَلعُون || الشَرّ فِي دَاخِلِهحيث تعيش القصص. اكتشف الآن