الفصل الأول

542 32 29
                                    

'برادفورد' إحدى مدن غرب يوركشير شمال إنجلترا ، منذ عام ١٩٥٠ شهدت هذه المدينة مستويات كبيرة من الهجرة لاسيما من كشمير ،

حيث لديها ثانى أعلى نسبة مسلمين فى بريطانيا .

لم تشهد هذه المدينة العديد من الأعمال الإجرامية أو حتى أعمال الشغب منذ عهد الملك جورج الخامس ، مدينة هادئة تتميز بتلك المبانى الصخرية القديمة .. الكل يعيش فى هدوء .

فى إحدى أحياء برادفورد ، كانت تعيش عائلة 'ريتشارد كونوى ' يعمل فى شركة للمواد الغذائية ، رجل طويل القامة .. عينان زرقاواان وشعر بنى غامق مثل أسلافه ، يبدو لك من الوهلة الأولى أنه رجل فى أوجِ الحياة سعيداً لايشغله هم من هموم الحياة ..

دائما ما تراه فى أحسن حالاته النفسية والمعنوية لا يكاد يكف عن الخوض فى الحديث عن مشروعاته المستقبليه .

متزوج من 'أرابيلا براون' فاتنة الجمال لا يكف سكان الحى عن التحديق فى عيناها السماويتان الواسعتان ، لطالما أحبها منذ الصغر وأحس أنها يجب أن تكون زوجتة التى تُعد له طعاما لذيذا عندما يأتى من العمل مرهقاً .

كانت تعمل كمعلمة لغة إنجليزية فى إحدى مدارس الحى ولكن عندما رُزقت 'بأنابيلا' فضلت أن تلتزم البيت لكى تعتنى بإبنتها الصغيرة الوحيدة ، ولكن سرعان ما أنجبت بعدها ويليام وإكتفت بتربية أنابيلا وويليام وعدم الإنجاب ثانية حتى تعتنى بهما جيدا .

كبُرت أنابيلا وكبر ويليام ، الفارق بينهما سنة واحدة فقط ، كان الجميع يتحدث عن جمال أنابيلا الغير عادى وكيف أنها تجمع فى ملامحها بين والديها .

كَبُرت أيضا شركة أباها وأصبحت ثانى أكبر شركة لتصنيع المنتجات الغذائية فى يوركشير فليس من الشائع أن تجد شركات مثل هذه ، حيث أن مصانع الغزل والنسيج هى التى كانت شائعه أكثر حينذاك .

كان ريتشارد سعيدا جدا بعائلته الصغيرة وألحق ولديه بأفضل مدارس يوركشير ، كما أنه إشترى لزوجتة سيارة صغيرة لتوصل الأولاد إلى يوركشير كل يوم .

كان الجميع يحسد تلك العائلة التى أطلقوا عليها لقب 'ذا بيرفكشن كونويز' أو الكونويز المثاليون ، ولما لا ؟ فتلك العائلة لم تحظى بعِراك واحد أو مشكلة واحدة بل بالعكس كل يوم يزدادون ثراءًا. وبعد مرور سنوات أصبحت أنابيلا بعمر السابعة عشر وأخاها ويليام بالسادسة عشر .

و كما تقولون بالعامية "محدش بيسيب حد فى حالة" جاء اليوم المشئوم الذى إنتظره أهل الحى جميعهم .

لقد أفلست شركة ريتشارد بالكامل بسبب أعمال الشغب التى لحقت ببرادفورد بعد تتويج الملكة إليزابيث الثانية فبراير  عام ١٩٥٢ ، أعداد المسلمين المهاجرين إزدادت وسمحت لهم الحكومة بإفتتاح الشركات والمتاجر مقابل مكوثهم فى لندن وإذا نجحت تلك الشركات وإستفادت الحكومة من نصف الأرباح  ؛سَيُبنى مساجد ومدارس للمسلمين مثل تلك التى توجد بمصر  ، وستدخل اللحوم الحلال المدارس الأخرى .

تواجد المسلمين ببرادفورد والمدن الأخرى عمل على التأثير على الشركات المتواجدة فى المنطقة فكانت الشركة الغذائية الوحيدة المتقدمه قد أفلست بالكامل مع إستعمار المسلمين الأسواق .

وقعت هذه الحادثة على ريتشارد وقع الصاعقة ولم يعد بإمكانه صرف الرواتب للموظفين لذا خرجوا على منزله واعتصموا عنده حتى يصرف لهم رواتبهم ، ووصل الأمر إلى رميهم الطعام على نوافذ بيته .

لم يكن بيد ريتشارد حيلة فالمال الموجود بإسمه فالبنك لن  يكفى لدفع كافة رواتب الموظفين لذا خرج أخيرا من بيته وترجاهم وهو يبكى أنه لا يملك غير المال القليل ولن يكفى لدفع رواتبهم جميعهم  أقسم لهم عدة مرات أنه لا يملك المال الكافى ، بدا لهم أنه أصبح مجنونا لذا أشفقوا عليه وإنصرفوا من أمام بيته .

أصبح ريتشارد فى حالة لا يرثى لها ، بدأ فى شرب الخمر الذى لم يتذوقه قط ، زجاجة تلو الأخرى .. دخلت أرابيلا زوجته أيضا فى حالة حزن شديد على زوجها وعلى ولديها اللذان أُخرجا من المدرسة خوفا عليهما من أن يُختطفا من قِبل الموظفين الساخطين علي زوجها ، عاشت العائلة على بعض المساعدات المادية التى تأتيهما من الجمعيات ومن عائلتيهما فى لندن ووايت تشابل  .

ولكن نفذ المال تماماً من ريتشارد من كثرة الخمر الذى إبتاعه ، فلم تجد زوجتة طعاما لأنابيلا وويليام وأصيبت بالإحباط الشديد وفقدان الأمل   لذا فعلت ما لم تتخيل أن تفعله يوما ما .

######################

فى ليلةٍ عاصفة يوم رأس السنة خرجت زوجة ريتشارد المحبطة فى شوارع الحى وهى تصرخ أنها لا تجد ما تطعمه لأبنائها وأن زوجها أصبح مدمن للخمر ولا يبارح غرفته ، وأنها لن تستطيع أن تكمل العيش على مساعدات الناس وإشفاقهم .

ظلت أرابيلا تبكى وتصرخ وتقطع وفى ملابسها حتى إعتقد سكان الحى أنها جُنَّت تماماً ، فسرعان ما أعادوها لبيتها .

فى اليوم التالى فى نشرة الأخبار الصباحية والصحف الإخبارية.

"تبدأ سنة ١٩٦٠ بجريمة قتل بشعة شهدتها برادفورد ليلة أمس ، حيث ذَبح  'ريتشارد كونوى' ٤٥ عاما صاحب شركة كونويز للأغذية التى أفلست  منذ حوالى ثلاثة أشهر عائلته التى تتكون من زوجتة أرابيلا كونوى ٣٦ عاما وولده ويليام كونوى ١٦ عاما ثم طعن نفسه بعدها ، وقد صرح أهالى البلدة أنهم رأو أنابيلا كونوى ١٧ عاما الأبنة الكبرى لريتشارد كونوى تخرج من المنزل وهى تصرخ و تبكى قائلة:  ساعدونى ساعدونى وعندها دخلوا المنزل ورأو جريمة القتل البشعة وقد وُكل المحقق برادلى غرينج إستجواب أنابيلا كونوى .. نتمنى لكم سنة سعيدة "
الجارديان البريطانيه.  

########################

ده الفصل الأول معلش هو ممل شويه بس ده طبيعى عشان الفصل الأول .

فوت وكومنت لو عجبكم  عشان الفصل التانى قريبا ان شاء الله xD 

تتوقعوا ليه ريتشارد قتل عائلته كلها وساب أنابيلا ؟!

DEATH IS MY BFF (On Hold)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن