الصفحه الثانيه✨

18 0 0
                                    

وفي الليلة الثامنة تحديدا كنت أكثر حذرا من بقية الليالي في فتح الباب .. هل تصدقون أن عقرب الدقائق في الساعة على الرغم من بطنه يتحرك بسرعة أكبرهما كنت افعل أنا .. لقد حدث ذلك فعلا وفي تلك الليلة فقط شعرت بمدى قوني وحصافتي .. لم ..لم .. أكن قادرا على كتم شمور النصر الذي كان يتأجج بداخلي بمجرد تفكيري أنني مازلت هناك - أفتح الباب - شيئا فشيئا .. وهو لم يكن يحلم حتى بما كنت أنوي فعله أو ما أفكر فيه .. ضحكت بخبث على هذه الأفكار الجهنمية .. وربما سمعني لأنه تحرك فجأة في السرير كما لو أن شيئا أفرعه ، أعلم أنكم ستفكرون أني هربت ولكن .. لا .. هيهات كانت غرفته سوداء حالكة الظلام كالفحم .. كان الظلام شديدا .. شديدا جدا - فالنوافذ كانت محكمة الإغلاق - وذلك خوفا من اللصوص ولذا عرفت بأنه لا يمكن رؤية فتحة الباب واستمررت أدفعه بثبات ، ثبات شديد .. وبهدوء شديد . في تلك اللحظة كان رأسي أصبح داخل الغرفة تماما وكنت على وشك إشعال الفانوس ، حين انزلق أبهامی من على الفانوس فنهض العجوز مفزوعا وصرخ " من هناك ؟ من ؟ .. " بقيت صامتا ولم أنبس بكلمة .لساعة كاملة لم أحرك حتى عضلة واحدة ، وطوال ذلك الوقت لم يضطجع العجوز كان لايزال منتصبا في السرير يستمع .. وكما فعلت ليلة بعد أخرى ، أحده .. يصغي الساعات الموت نتردد بين الجدران ، وفي هذا الوقت سمعت تأوها وعرفت انه أنين الرعب والهلاك .. لا ... لا لم تكن تلك صرخة ألم أو حزن لا .. بل هو ذلك الأنين الضعيف الذي ينبع من باطن الروح عندما تزيد رهبتها نعم .. نعم .. عرفت الصوت حيدا .. كان الكثير منه في تلك الليلة .. بل في منتصف كل ليلة .. وعندما يكون الجميع نباما .. بتدفق هذا الصوت من صدري عميقا ومخيفا جدا .. ذلك الرعب الذي لم يضايقني سواه وأنا أحاول إتمام ما كنت أنوي فعله ..أخبرتكم أني أعرف حبدا !! كنت أعلم ما هو إحساس العجوز وكنت أشعر بالشفقة تجاه هذا المسكين بالرغم من أني في الواقع كنت أضحك عليه وعلى طيبتة الزائدة ، عرفت أن المسكين كان مستلقيا ولكنه ظل بقطا بعد الهلع الذي سيطر عليه في المرة الأولى .. حينما انقلب في سريره . وكان رعبه يزداد الحطة إثر أخرى .. وكانت .. وكان يحاول الا بعيرها أي اهتمام ولكن لم يستطع فعل ذلك . كان يردد في نفسه دائما لا شيء ... لم يكن إلا صوت الرياح في المدخنة ... أو لعله فأر يمشي على الأرض ... لا ... لا لا .... بل إنه صوت صر صار الليل . نعم ... إنه ... هو ... دون جدوى ... نعم دون جدوى ... لأن الموت كان يطارده كطله بل أكثر من ذلك وكان تأثير الشعور بالموت ، الموت على الضحية شديدا جدا ... وكانت شدة تأثره تدعو للرثاء وهو في هذه الحالة المؤسفة عندما أحس بالطل على الرغم من انه لم يكن مرئيا ... وهذا هو سبب هلعه - على الرغم من أنه لم ير أو يسمع أي شيء- بل لم يشعر حتی بدخول رأسي في هذه الغرفة . وانتظرت طويلا كان لا يزال منصبا لم يحرك ساكنا ... ولذلك وبهدوء كبير صممت علي فتح الباب قليلا واستطعت أن أحدث شفا صفيرا جدا جدا يدخل منه ضوء الفانوس . وهكذا فتحت الباب ... ولا يمكنك أن تتخيل كيف أنه وبكل خلسة كنت أحاول إشعال الفانوس .. حتى أخيرا استطعت أن أشعل شعاعا خافتا مثل خيط العنكبوت ، انطلق من الشق ووقع على عين النسر مباشرة . كانت الفتحة واسعة جدا جدا جدا ، استطعت من خلالها النظر ولكني شعرت بالقشعريرة في عطامي عندما حدقت فيه .. ورأيت التباين التام في عينه كانت زرقاء باهية بالكامل ولكني لم أستطع رؤية أي شيء من وجهه أو حسد الرجل العجوز فلقد وجهت الشعاع كما لو كان بالغريزة على العين الملعونة . ولكن ما لم أخبركم به ان ما كنتم تعتقدون خطأ انه جنون لم يكن إلا حدة في الحواس .... والآن أقول لكم هنالك وفي تلك اللحظة تهادي إلى أذني صوت ضعيف .. كان صوتا غامضا .. وسريعا .. مثل صوت عقارب الساعة عندما تكون مغطاة بالقطن ... وكنت أعرف ذلك الصوت جيدا أيضا .. كان .. كان كانت نبضات قلب الرجل العجوز .. ولكنها زادت من خوفی کانت دقات قلب العجوز أشبه بصوت الطبول عندما تحفز الجنود للحرب . ومع كل ذلك جلست ساكنا وانتظرت . وكنت قليلا ما أتنفس .. حتى لا يحس العجوز بي . أمسكت بالفانوس وكنت خالي المشاعر ، وأثناء ذلك زادت دقات قلبه البغيضة .. وكانت تزداد وبسرعة كبيرة ... بسرعة !!! وكانت في كل مرة تزداد .. وتزداد ... وتزداد .. ويبدو أن الرعب الذي كان يعيشه قد رحل.
نهايه الصفحه الثانيه

لقد وصلت إلى نهاية الفصول المنشورة.

⏰ آخر تحديث: Nov 29, 2020 ⏰

أضِف هذه القصة لمكتبتك كي يصلك إشعار عن فصولها الجديدة!

آلَقَےـلَبّےـ آلَوُآشّےـيّےـ  ☾ //𝚝𝚑𝚎 𝚝𝚎𝚕𝚕-𝚝𝚊𝚕𝚎 𝙷𝚎𝚊𝚛𝚝حيث تعيش القصص. اكتشف الآن