في المساء كنا نجلس جميعنا لأنه طلال اخيرا سيتحدث في موضوع الخطبة ...
وافقت امي ولكن قالت : نسوي العرس هنا .
طلال : خلاص تامرين خالتي .
قلت : بس شي بسيط يعني ع قد الاهل وماكو داعي هوسة .
امي : بنتي هو نسويه بالحديقة مادام الجو زين والجيران ونجيب مزيقة ونفرح .
- اوكي .
نظر لي طلال وسألني : وين تبين شهر العسل ؟.
- بكيفك .. اي مكان .
قال زوج امي : انت جاي جاي العراق ليش متروحون اسبوع لاربيل بالمرة تشوفون طبيعة وتعتبر من ضمن شهر العسل .
( اول مرة يقول حجاية زينة ) : اي والله خوش فكرة .
بقينا اسبوع نجهز للزفاف .. اثناء هذا الاسبوع كان يوم ( زكريا ) ... ويعتبر هذا اليوم مميز لدى الشعب العراقي ولدينا طقوس معينا لقضائه ..
كانت امي تعد ( حلاوة ) في اطباق لتقوم بتوزيعها على الجيران ... كنت انا وطلال نقف بجانبها في المطبخ ...
قال طلال : هذي الحلاوة يسمونها المصريين سد الحنك .
- عااا هاي الي يقلدون عليها بالافلام !.
- ههههههه ايوة .
قالت امي لي : روحي صيحي اخونج خل يروحون يوزعون .
طلال : انا بوزع .
- لا خل الجهال .
- انتي وبعدين معاج مقيدتني !.
- هففففففففف اجي وياك لعد.
امي : خل هو يشيل الصينية وانتي وزعي .
- اوكي .خرجت انا وهو وبدأنا نوزع على جيراننا ... اثناء سيرنا في الشارع قال طلال : عندكم عادات وايد حلوة .
- اي عيني فديتنا .
- صج اتكلم يعني مثل مايقولون قلب ع قلب واحد يسأل ع الثاني وناس تساعد ناس .
- باوع انت من جيت هنا شفت الواقع بعينك .. شفت مساوئ .
- ع طاري المساوئ ترا كل الدول فيها جي .
- اكو ناس توهل الامور وتبين تفرقتنا بس انت اذا تنزل للشارع العراقي البسيط تلقى الناس كلها قلب ع قلب سنة وشيعة ومسيح وصابئة .. خوب خل يصير شي بالمنطقة الناس كلها تفزعلنا اكثر من الشرطة والحكومة .
- شفتي شلون الجو عادي يعني خليني اطلع براحتي واستانس .
- ههههههههه لا لا انت امانة يمنا .
عدنا للمنزل وقمنا بتجهيز صينية بها شموع ونبات ( الياس ) والحلويات ... كان طلال سعيد للغاية بهذه الاجواء والتقط العديــــــــــد من الصور ...( احبه كلش ... )
كان فستاني ابيض وبسيط للغاية ... شعري ازدلته ووضعت ( فيونكة ) بيضاء .. اما هو فكان انيقا للغاية بالبدلة الرسمية ... الاضواء الملونة معلقة في الحديقة ... الجميع حولي ...
والاجمل الاغنية التي قاموا بتشغيلها ...
احبه كلش ... وليد الشامي ...بعض الشباب امسكوا بيد طلال وبدأ يرقص معهم وانا اصفق وارى كم هو سعيد ...
بالرغم من ان الزفاف كان بسيطا ولكنه كان اجمل زفاف اراه في حياتي لانني قد تزوجت بالرجل الذي احبه ...بعد ان انتهى الزفاف .. دخلت للغرفة انا وهو .. احكم اغلاق الباب وابتسم الي بخبث ... اشرت بيدي محذرة : باوع اذا قربت مني حصيح .
- ههههههههههه شحقه تصيحين.
- ههههههههههه امداك مو ابجي اعيط اصرخ امداك .
- هههههههههههههههههههههه ادري .
- المهم ترا باجر ورانا سفر فاقعد راحة لا هسة اأأ.
رفع حاجبه وقال : شنو بتسوين ؟.
- اشتكي عليك .
- عند من ؟.
- عند وزير الصحة ويا الشكوى الحقدمها .
- ههههههههههههههه ... ترا مابي اسوي شي انتي تفكيرج منحرف .
فتحت عيني بدهشة وقلت : اني !.
- ايوة .. انا كنت ابي اقعد حذاج .. بس انتي شكلج تبين شي ثاني !.
- يا .. يا ... يا ادب سز ماريد شي .
- هههههههههه قولي قولي لاتستحين انا زوج وصديقج سابقا اعرفج تحبين قلة الادب .
امسكت بالوسادة وضربته بخفة : محد قليل ادب غيرك ... ياخبل اكو عريس بليلة دخلته يقول هيج لمرته !.
- هههههههههههه ايوة يعني تعترفين انها ليلة دخلة .
- هفففففففففففففف اقول يلا نامي .
- مممممم بشرط .
- شنو ؟.
- تنامين بحضني .
- ها لوتي ها .. منو يدور قلة ادب !.
- هههههههههههههه هذي رومانسية قلة الادب موضوع ثاني .
- ياحماااااااار لتحجي هالحجي عيب عليك متستحي مو عيب تحجي هيج قدامي .
- ههههههههههههههههههههههههه انتي الوحيدة الي المفروض اقولها عن هالاشياء يالخبلة انتي زوجتي .
- اشو بطلت .
- شنو بطلتي !.
- ماريد اتزوج .
- ههههههههههههه ترا عقد زواجنا فشنطتج .
- هفففففففففف وهسة شتريد !.
- تعالي رقدي فحضني .
- ما .
- نسيتي لما طلال بليز ابغى اطلب طلب بس لا تفهمني غلط .. طلال احضني .
وضعت يدي على وجهي وقلت : عااااااااااااابتلك .
شدني من يدي واحتضنني ... قبل رأسي وقال بالعراقي : ولج احبج .
- ولك احبك .( تبقى لي ... )
بعد خمسة اشهر ...جهزت الفطور وسرت وانا احمله الى الغرفة ... دخلت حيث كان الجو بارد .. وضعت الفطور على الطاولة التي في منتصف الغرفة ... سرت باتجاه النافذة وفتحت الستائر ... اشعة الشمس ازعجته حيث غطى عينيه بمعصم يده ...
سرت باتجاه السرير وانا اقول : طلووووووووووول .
فتح عينه وهو يبتسم : انا اعرف فالافلام البطلة تقوم البطل ببوسة !.
- هاي بالافلام مو بالواقع .
- يعني مافي بوسة !.
قبلت وجنته : فديتك .
جلست انا وهو على الاريكة وامامنا الفطور ... اثناء شربه للشاي لاحظ اخيرا الورقة التي وضعتها في الصينية ...
امسكها وقال : شنو هاي ؟.
- افتحها !.
فتحها وقرأ ماكتبت ... نظر لي بدهشة وقال : حامل !!!.
اومأت برأسي بنعم ...
احتضنني بقوة وهو يقول بحماس : صج يعني بصير اب واخيرا !!.
( حخرب اللحظة الرومانسية ترا ) : اكيد اب قابل مطي !.
ابتعد عني وهو ينظر لي : محد مطي غيرج يالمطية .
- ههههههههههههه هاي شنو ترا وجودك بالعراق غلط تلقف بسرعة كلمات .
- تعلمت عشان ماتقولين كلام ورا ظهري .
- يمة يمة منك عيار .
- هههههههههههههه ... خلينا من العيارة وقوليلي شبنسمي ولدنا .!
- يمكن بنية .
- اسمعي اذا صبي بنسميه محمد جبار .
- ههههههههههههههههههههههههههههههههههههههه لك هاي شنو بعدك تتذكره .
- انا مديون له عشان اثبتله ولائي .
- ههههههههههههه زين انت مو جبار .
- اسم مركب بسويه .
- ههههههههههههههههههه .عادتا في النهايات يكتب الكتاب نهاية كل شخص كان في القصة ... ولكن في الواقع هذا لا يحدث .. فعلى سبيل المثال ابي .. الى الان لا اعرف مانهايته ... مستمر هو في العيش بتفكيره المتخلف وبكل ذنوبه وكل اخطائه ... قد يعترف بخطئه ويعتذر لي وغالبا قد لا يفعل حتى يدرك انه مخطى وهو على فراش الموت حيث لا ينفعه الندم ... وهكذا هي الحياة والنهايات ايضا ... دائما يضعون جزاء للمذنب في القصص .. في الواقع من المحتمل ان يعيش المذنب حياة كاملة دون ان يحدث له مكروه او شئ ... ولكننا نبقى مؤمنين بأن الله لن يضيع حق احد ... وان الظالم سينال عقابه ان لم يكن في الدنيا فمن المؤكد في الاخرة ... وهذا بحد ذاته راحة لنا .. فيكفي ان تعلم ان الله يعلم انك مظلوم وانه سيأتي لك بحقك ربما ليس الان .. ولكن بعد حين لسبب لا يعلمه الا الله وحده ... اربع كلمات كفيلة بتدمير اي ظالم اخذ حقنا او جرحنا او اساء الينا .... حسبي الله ونعم الوكيل ... اربع كلمات سهلة ولكنها كبيرة لدى سبحانه .. كفيلة بادخال احدهم للنار الى الابد ...
تألمت طوال حياتي ولكن الله عوضني بشخص يحبني ويسعى لاسعادي ... ان كنت عانيت .. تحملت الاذى ... صبرت ... تأكد ان الله سيعوضك بسعادة تنسيك كل ما مررت به ... قد تكون السعادة على هيئة شخص .. وقد تكون على هيئة كلام عابر من مجهول يجعلك تؤمن بمقولة وتمدك بالصبر او تغير طريقة تفكيرك للافضل ... وان لم يحدث كل هذا فتأكد ان السعادة التي ستنالها ستكون على هيئة بيت في الجنة .. لن تنلها في الدنيا ولكن ستبكي فرحا بها في الاخرة ...
@farahsabri_
النهاية .... لا يوجد نهاية ... بداية هي ...بقلم فرح صبري