الجزء الأول

107 6 4
                                    

فبعد التكلم عن عالم البشر و عن طريقة عيش الإنسان في نقاط نكمل حيث توقفنا ،قلنا أن الإنسان يستطيع العيش فقط في ظروفه الملائمة إلى أن يموت فبعد الموت تخرج الروح من جسده و تنتقل لعالم آخر ما بعد الموت المسمى بعالم البرزخ المنقسم بين ركنين ركن الأرواح الطيبة المشرقة الموجودة في النعيم (الجنة) و الركن الآخر ركن الأرواح الشريرة و الفاسدة القابعة في الجحيم و يفصل بين الركنين سور يسمى بسور الأعراف الذي لا يمكن تجاوزه أبدا لكي لا يحدث صراع بين الأرواح في الركنين لأن ركن النعيم يحتوي على كل الشهوات و الخيرات و كل الأشياء المراد فعلها و تحقيقها عكس ركن الجحيم المنعدم من الملذات و الهوى النفسي لبشاعة هذا الركن من العالم البرزخي ،و يتم فرز الأرواح بين النعيم و الجحيم عن طريق الحساب من طرف الرب بمبدأ ماذا قدمت للبشرية و هل كنت فردا صالحا أم لا وهذا بأن يأمر الملائكة وهي تنفذ أمره دون كلل أو عصيان بصفتها مخلصة له و بالحديث عنها فهي مخلوقات تعيش في ركن النور داخل العالم الشاقولي المتضاد المنقسم بين ركنين متعاكسان شاقوليا و مبدئيا وهما ركن العالم السفلي الموجود تحت الأرض الخاص بالشياطين و أتباعه من الجن و ركن الملائكة الموجود فوق السموات و يفصل بينهما سور يسمى بسور الغيب في بوابة السموات السبع ،فللملائكة أسرار غيبية يخبرها بها الرب من أجل فهم أمور سير هذا الكون لتنفيذ أوامره حرفيا دون تأخير

و الآن عودة لأرواح عالم البرزخ حيث يمكن لهذه الأرواح زيارة عالم البشر عبر بوابة السموات السبع لكن ليس لوقت طويل لأنها عليها العودة دوما للبرزخ لأكل من فاكهة النسيم المؤقتة و مدة مفعولها هو ثانية واحدة في عالم البرزخ التي تساوي أربع و عشرين ساعة في عالم البشر أي يوم واحد وإذا تم تجاوز المدة المحددة بعد أكل الفاكهة و الذهاب لعالم البشر دون العودة في الوقت المحدد تتلاشى تلك الروح و تذهب للعدم و لا يصبح لها وجود إطلاقا و هنالك أيضا فاكهة النسيم الكاملة و التي لها مفعول أبدي يمكن الذهاب بها لعالم البشر في أي وقت دون حدود لكن لا يمكن الحصول عليها بسهولة إلا بانتظار شهاب يمر بالصدفة دون وقت محدد قد يكون مروره بالسنين أو الأيام أو حتى القرون لوقت غير معلوم و يكون هذا الشهاب مصحوب بتلك الفاكهة و عندما تسقط في ارض عالم البرزخ تقوم الروح بأكل تلك الفاكهة لتعطي مفعولها الأبدي و توجد أيضا فواكه محرمة يمكن أن تشكل رابطة بين العالم السفلي الخاص بالشياطين و حتى تتمكن الروح من الحصول عيها سواء كانت من ركن الجحيم أو النعيم يجب أن تضحي بأحد الأرواح الموجودة معها و تأكل الفاكهة المحرمة من شجرة الطيف الأبدي حبة واحدة لكل تضحية لتعطي مفعولها لكن الروح التي تكون الفدية مصيرها التلاشي في العدم و لهذا من الصعب إقناع الروح بأن تضحي من أجل الروح الأخرى المستفادة لأن كل الأرواح تريد الخلود في عالمها

الإنتقال من العالم السفلي لعالم البرزخ غير ممكن أبدا لأن الشياطين و الجان لا يمكنها تجاوز بوابة السموات السبع أبدا لكن حدثت قديما مرة واحدة فقط في عصر ما قبل الحياة عندما خلق الله آدم و حواء في الجنة لأن قبل الخلق كما نعرف كانت الشياطين من الملائكة ،فبعدما دخل الشيطان الجنة عبر الحية و وسوس لزوجين بأكل فاكهة من شجرة محرمة آنذاك الذي تسبب في هبوط الزوجين الوحيدين من البشر بعدما كانت حياتهم في الجنة الأبدية فغاية الرفاهية نزولا إلى الأرض عقابا من الرب لهم بعدما حذرهم من تلك الشجرة و الأكل من فاكهتها المحرمة و الآن لا يمكن للبشر تجاوز بوابة السموات السبع بهبوطهم إلا بعد موتهم عكس عالم الغيب

العوالم الخياليةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن