الجزء الثاني

62 4 3
                                    

يمكن للمتنورين معرفة بعضهم البعض عبر التواصل البصري و حركة العيون و التصرفات و ردود الفعل و عبر إشارات معينة و رموز محددة و أشهرها هي إشارة اليد الخفية و هي وضع اليد داخل اللباس في جهة الصدر و ارفاقها مع حركة القرنين بالأصابع (قرون الشيطان) و أيضا يمكن للمتنورين معرفة ميول الشخص من خلال حركات شفاهه و لسانه و هم يتميزون بالذكاء و الحيلة و الخداع و يتلاعبون بعقل و قلب الشخص الأخر سواء من قريب أو من بعيد و يتصف بعضهم بالجموح و البرودة في التصرفات و حب السيطرة في علاقته مع الأشخاص الآخرين كالعقلية السادية و أيضا النرجسية لكن هناك منهم الطيب و الهادئ الحسن السلوك رغم اخفاءه للمكر في أعماقه ،و يمكن أيضا للمتنورين قلب موازين القدر مهما كان محتوما و يتمثل ذلك في اضعاف الجهة الأخرى المعاكسة لرغبتهم و إسقاطها مستسلمة و خاضعة دون ان تدرك تلك الجهة انها تحت سيطرة رغبة المتنور و بهذا يربحون المتنورون معاركهم و جولاتهم ضد القدر المحتوم حتى اذا كانت نسبة النجاح ضئيلة ،و وراء كل هذا هي تلك المخلوقات الغير مرئية التي تحاكي رغبة المتنور في أي شيء

المتنورون يتطورون مع مرور الوقت عبر المواقف و الأحداث التي تمر عبر حياتهم و يصبحون أكثر خبرة مع الأيام و يكون تطورهم حسب مجالهم و اختصاصهم و حبهم لذاك المجال و الحظ التي تخلقه المخلوقات الغير مرئية يساعد في ذلك و في نجاحهم تحديدا ،فهم لا يخسرون شيئا حتى اذ لم يكون يملكون أي شيء لأن تطورهم يبنى و يخلق بغض النظر عن البيئة و المحيط الذين يعشون فيه لأن يوم صعودهم وصولهم للغاية سيكون في المستقبل تدريجيا حتما ،و يتميزون بالإبداع و خلق شيء مؤثر في العالم لم يسبق و أن حدث من قبل في مراحل تطورهم و الكارهون لهم لا يملكون إلا سبب واحدا في حقدهم وكرههم لهم و هي الغيرة لأنهم لا يستطيعون فعل ما يفعلون و أن يجاروهم في ذلك و المحبون لهم متأثرين بهم و بما يفعلون و يجعلون منهم قدوة لهم في حياتهم .

تجتاح أرواح عالم البرزخ الأرض و تتجول فيها و تزور أقربائهم الذين كانوا يعشون معهم في الحياة قبل ان يموتوا دون ان يروهم البشر لأن قوانين عالم البرزخ تنص على ان لا تري الروح نفسها لبشري أبدا فقط يسمح لها في أن تساعده في أشياء معينة و محدودة دون أن تبالغ أو تزيد عليها وفق حب البشري لتلك الروح و ما مدى تذكره لها ،في عالم البشر تلتقي الشياطين و الجان مع أرواح عالم البرزخ هناك و تستطيع ان ترى بعضها البعض دون أن تبوح لها الأرواح عن مكان تواجدها في عالم البرزخ و بهذا لا تستطيع أن تميز أو تعرف الشياطين و الجان و حتى الأسياد ركن الروح الذي تنتمي إليه و تعيش فيه الأرواح سواء من ركن النعيم أو الجحيم لكي لا تخبر البشر بذلك فهي ثاني قوانين عالم البرزخ الصارمة مهما كانت علاقة الشياطين و الأسياد بهم جيدة

يمكن أن تتحد الأرواح مع مخلوقات العالم السفلي و تشكل فريفا متحالفا و متعاونا لزيادة هيبة الروحاني و المتنور لكن هذا نادر الحدوث لأن الأرواح لا تمكث كثيرا في عالم البشر و يشكل هذا صعوبة تنسيق العمل معا لأن ذلك يحتاج الحضور دوما من أجل السير في خطط إيصال المتنور إلى هدفه أو زيادة الروحاني في هيبته إلا إذا كانت الروح أكلت و استفادة من ميزات فاكهة النسيم الكاملة ،و إذا أكلت من الفاكهة المحرمة فهي بهذا ستشكل رابطة قوية مع العالم السفلي و تعرف جيدا أسرار الجذب و الهيبة و السيطرة التي تقوم بها مخلوقات العالم السفلي في عالم البشر و تصبح لها زاوية نظر كبيرة من خلال أسرار العالم السفلي و يكون الأمر مثاليا جدا عندما تتناول الروح فاكهة النسيم الكاملة مع الفاكهة المحرمة معا و تتسابق الأسياد في ضمها في صفها علما أنه توجد الكثير من العائلات في العالم السفلي و ليست كلها تعمل مع بعضها البعض فكل عائلة مستقلة عن الأخرى و لها هدفها و نشاطها و هيبتها و خصائصها و ميزاتها الخاصة و المختلفة عن الاخرى فمنهم التي تطير و التي تسبح و التي تمشي و منهم السريعة و البطيئة و هذا بالنسبة لطريقة تحركها و منهم التي تسبب شلل الأعصاب و منهم من تتحكم في الحب و الشهوة الجنسية و منهم التي تقرأ الأفكار و التي تزيد في الجمال الخ... و منهم من يملك كل هذه الصفات و أكثر و هذا كما قلنا حسب قوتها و هيبتها و الروحانيين يعلمون بهذا و القدامة منهم قاموا بتسميتهم بالآلهة و نذكر منهم إله الحب و الشهوة و الجمال أفروديت على الرغم أنه يشار إليها في الثقافة الحديثة باسم "إلهة الحب" فهي في الحقيقة لا تقصد الحب بالمعنى الرومانسي هو إيروس "الحب الجسدي و الجنسي" اسمها لدى الرومان فينوس ،المهم لما تعمل الروح مع أحد عائلات الأسياد من العالم السفلي تصبح أكثر قوة و تكون الأرواح أكثر عطفا مع البشر الذين كانوا أقربائهم في الحياة و دوما تختار أن تساعدهم مهما كانت الظروف

تحافظ الأسياد و الشياطين على سر انضمام الروح لهم و الوحيد الذي يعلم بذلكهو الروحاني فقط رغم ان المتنورين يبدون الشك في ذلك بالإحساس فعلى الروحاني كتمانالأمر لكي لا يجن المتنور و يشعر بالعاطفة تجاه تلك الروح التي ماتت من زمن خصوصاان كانت جد قريبة له من عائلته و أقربائه فكل هذه الأمور جد معقدة على أن يستوعبهاعقله و ان يتحمله قلبه و لكي لا يتذبذب تفكيره و يصبح ضعيف بسبب التفكير في الأمرالمهم في الأخير لن يعلم بهذا السر فهو سر من أسرار يتحملها الروحاني على عاتقه وضمن شروط الأسياد للعمل مع الروحاني رغم اننا قلنا في الأول أن الأرواح لا ترينفسها للبشر لكن من خلال تلك العلاقة بين العالم السفلي يمكن أن تخبر الشياطين الروحانيبوجود الروح في صفوفها و يستعمل الروحاني الأسياد و الشياطين كوسيط بينه و بين تلكالروح المنظمة و بهذا يمكن أن يعرف عنها ما تعلمه الشياطين عن تلك الروح و يبدؤونفي العمل مع بعض ،قد يتساءل البعض لما تعمل الشياطين مع البشر و ما غاية كل ذلك وماذا ستستفيد في الأخير و نفس الأمر لما تعمل الأرواح مع الشياطين و أسيادها و ماذاسيستفيدون كلهم من كل هذا ،فببساطة العالم السفلي ممل جدا و ليس فيه أي متعة وتلجأ الشياطين و أسيادها لعالم البشر من أجل المتعة و المرح و من أجل الكثير منالتحديات مع البشر لأنهم يجيدونهم جد مسليين و أعمارهم شبه خالدة أي تعيش مدة أوحقبة طويلة جدا من الزمن ليس لأنها تموت بفعل الكبر و إنما تموت إثر...يتبع

العوالم الخياليةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن