« بينما كنتُ أركض خلفَ ذلك الشقي الصغير نوّري توقفت قدماي عند بابً خشبياً عتيق يبدو إنه مُختلف عن أبواب المنزل الأُخرى ، فضّولي دفعني إلى تحريك المقبض النحاسي والدخول " مكتبة " نَبستُ متفاجئة ، حدقتُ بصفوف الكتب المرصوصة بعناية شديدة "يبدو أن السيد توماس يحب القراءة إذا " نَبستُ مُفكرة بينما أحدق بالكُتب "ممم إذا ماذا ساختار " وقفت أفكر وعيناي تبحث عن شيء يلفت نظري "ما هذا " حدقت بأحد الكُتب بالرف العلوي نظراً لقصر قامتي لن أستطيع الوصول له ، تجولت عيناي حول المكان ولمعت في ذهني فكرة "ساستخدم هذا المقعد الخشبي إذا" ،رفعتُ يدّي محاولة الوصول إليه لكن كان مرتفع جداً ، نفختُ الهواء من حنجرتي بغضب وقمت بالمحاولة مرة اخرى"ها أنا ذا حصلتُ عليك " نّبستُ ضاحكه بانجازي الكبير، "اوتش.." همست متألمة بينما أنا قد وقعتُ بالفعل عن المقعد الخشبي والكتاب مُلقى بِقربي ، وقفتُ أنفث الغبار عن ملابسي أمسكتُ بالكتاب وهرولت خارجه.
تلمست قدماي الارضية بهدوء ومشيت بحذر ، ربما السيد توماس لن يعجبه عبثي بأغراضه ، هرولتُ راكضة إلى الغرفة العلوية "الحمد لله لقد نجوت بإعجوبة " نَبستُ صافعة الباب خلفي ، "لنقرائك إذا " قلت بينما اشرع في تقلب الصفحات وقعت عيني على العبارة الغريبة .
" أستعد الدخول إلى عالمنا "تسألت مفكرة " ماذا تعني " حركت أناملي إلى الصفحة التي تليها فقط توقيع بإسفل الصفحة شرعت بفتح الصفحات واحدة تلو الأخرى، إندمجتُ بين تلك الحروف لدرجة أنّي كُنت غافلة كم مرّ من الوقت ، غلبني النُّعاس وقعت غارقة في سُباتً عميق .
أستيقضتُ أمرر أناملي على عيناي مُتفادية الضوء الساطع الذي أخترق بؤبئتي ، تململتُ أحرك مؤخرة راسي يمنةً ويسرةً "أين أنا "مسحت عيناي المكان بالكامل ، بحيرة زرقاء يتوسطها شلالٌ
باللون البنفسجي وتتخلله خيوط من اللون الاحمر القاني وكانها لوحة فنية متكاملة ، وقطرات الندى متلألأة تطوف في السماء ، وأصوات طيور الكناري أغمضت جفوني أصغي إلى أنغام شدودها الجميلة تتردد في الفضاء كانها تعزف سيمفونية جميلة ، نظرت إلى السماء البنفسجة تزينها بعض الغيوم البيضاء وأخرى وردية ، وقفتُ أحدق بالاشجار الملونة باللوان براقة "مذهل" صدر صوت ما بقربي فغرت فاهي بصدمة جنيات صغيرة ذو أجنحة شفافة مختبئة بالاشجار، " أين أنا ؟" صدى صوتي في المكان وبدأت الاشجار بالتحرك ملتفته لي وقفزت الجنيات مقتربة مني، وشيء ما قفز أمامي "ضفادع بنفسجية " وظهر من بين الشلال أُحادي القرن أبيض اللون ذو قرن واحد جميل للغاية "مدهش" سمعتُ قهقهة من مكان ما، التفت أبحث عن مصدره،كانت حورية البحروتبعتها حوريات أخرى باللوان براقة زاهية وكانها سعيدة برؤيتي ، " من تكونِ ؟" ألتفتُ إلى مصدر هذا الصوت الرجولي من خلفي، فغرت شفتاي أُحدق به ، شاب طويل ذو منكبين عريضن بملامح وسيمة وبعيون رمادية لامعة ممزوجة بالذهبي والفضي، شعرً ذهبي لامع ، أجنحة كبيرة بيضاء ' ملائكة الارض ' قطع شرودي نحوه صوته الذي اخترق اذني مكرر السؤال " من تكونِ" ، " هيلينا "نبست مجيبة، " كيف دخلت إلى عالمي " ،همست مفكرة "كنت اقرأ الكتاب وغفوت ثم وجدت نفسي بهذا المكان " "مهلاً، الكتاب أجل الكتاب قد قرأت هذا بالكتاب" وضعت يدي كاتمة شهقتي، "الكتاب الكتاب الكتاب "همس مفكراً وقذف أخيراً ما بداخل بجعته "هل كان بحوزتك الكتاب " "أجل" أؤمئت مجيبة، "آه يا رباه أحتاج باربليا الان"نبس متنهدا ً،"ما أنتَ" " ملاك الارض " "ها"
"سامبيل وجدتك" كان هذا الصوت من فتاتاً بشوشة الوجه ذو ملامح جميلة، نظرت لي متعجبة يبدو انها قد لاحظتني الان.
"من تكون" "من الكتاب"، حدقت بي مقهقهة رافعة يديها الى السماء " أهلا بكِ في عالمنا"،تنهد المدعو سامبيل وكأنه لم يعجبه ما قالته "أنا باربليا وهذا أخي سامبيل "
"هيلينا"
" لا يمكن أن تبقى وإلا أحاسب من أبي مرة أخري "
قهقهت باربليا على ملامح سامبيل المنزعجة، وقالت:
"هيلينا تذكري أول جملة بالكتاب""أول جملة"
"أجل انها مفتاح الكتاب "بنست مفكرة أجل تذكرتها .
"أستعد الدخول إلى عالمنا ""هيلينا هيلينا هيلينا أمي تناديكِ" أستفاقت هيلينا على صوت نوري الطفولي ، نظرت حولها بذعر "حلم كان حلم "، أول ما وقع نظهرها عليه النافذة وإذا باحدى الجنيات تودعها ثم أختفت بلمح البصر " لم يكن حلم " »
أنت تقرأ
H E L E N A
Fantasia«أستعد الدخول إلى عالمنا» فازت في مسابقة [ تشابك_تشرين ] 5/12/2020 النشر .