1

15 3 0
                                    

علت قهقهاته المكان و استشاط كل من جاوره غضبا، و موجات صوت عاتية اقتحمت مسامع الملأ فهي لم تعرب عن سعادة و بهجة، انما دلت عن آلام دفينة تعدت حد البكاء بل حتى أن فيض دموعه جف ... فما له سوى الانسلاخ من سياقه وطبيعته، ليبقي لروحه أملا في صبيب حياة ضئيل.. لكن المشهد أغمر بدمعتين فرتا هربا من قساوة الجوف، انزلقتا على خد دافئ، ليتنهد فرجا في النهاية....

***

#علام ليس وحده المعاني على هاته الأرض، فمن لم يبكي حزنا بكي ألما، أو حرقة على بلد لا تسر حاله الغريب قبل القريب. لكن ما المفر ؟

علام، شاب عشريني ورث مسكنا وتاريخا شاحنا بالاشيء على أرض السلام #كمبال. بلد رمتها الآلهة بين صحراء كبرى ، ليست سوى قرية منسية لا تعج باقتصاد مربح و لا بإنتاج مسعف ما عدى بركة الرحالة المتنقلين الذين يمدون الأرض بقوة عزيف. واستمر الحال كما هو عليه لعقود طويلة من الزمن.

***

وسط صحراء قاصية تعلو حبات رملها أبصار الجميع. وخلال شفق لعين، يكاد القمر على تسليم مصيره لشمس ضاوية مؤمنا بأن مهامه أبشرت بالانتهاء، ووسط مسكن متواضع، بسيط، جميل لكنه مؤلم، منزل علام مجرد غرفة تحتويه من شر برد قارص. جدران قصيرة عارية وأرض مرملة ناعمة حتى غطاءه مجرد فرشة رقيقة ومخدة يستوسد همومه ومتاعبه عليها كلما حنّت روحه لسلام مؤقة. ورغم قلت ما يزين علام به مكانه، بدا المشهد جميل، الفقر و الاحتياج أعطيا للمكان بساطة غريبة، و طاقة فريدة تحوم حول المكان و تطوف عبر أسوار البيت المهترئ، قوة كانت هي.

لقد وصلت إلى نهاية الفصول المنشورة.

⏰ آخر تحديث: Apr 30, 2022 ⏰

أضِف هذه القصة لمكتبتك كي يصلك إشعار عن فصولها الجديدة!

عوالم خفيةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن