بيوم من الأيام كانت السماء تمطر بغزارة والرياح تهب من كل مكان والبرد قارص للغاية، كان في هذه الأجواء المميتة يمشي رجل غريب في مدينة ما، ومازال يمشي ذلك الرجل متمنيا مأوى له حيث يشعر بالدفء وببضعة لقيمات تسد جوعه، وبأول منزل وجد طرق بابه، وإذ برجل يجيب من نافذة المنزل...
مالك المنزل: "من الطارق؟"
الغريب: "إنني رجل غريب أطلب منك الضيافة".
فتح الرجل منزله على الفور، أدخل الغريب وأقعده بالقرب من المدفأة كما أحضر له جاكتا ليدفئه زيادة، قام بإعداد أشهى الطعام من أجل ضيافته، وبعدما انتهى الغريب من تناول طعامه أعد مالك المنزل لكل منهما كوبا دافئا من الشاي، وجد الغريب الدفء والأمان والراحة النفسية بذلك المنزل الذي لم يجد فيه أحدا إلا مالكه وكلب معه، لم يكن هناك زوجة ولا أبناء ولا حتى خادما..
وفي صباح اليوم التالي استيقظ الغريب ورحل باكرا حتى لا يثقلها على مالك المنزل، أول ما استيقظ مالك المنزل أعد الفطور وذهب ليوقظ الغريب ولكنه لم يجده..
وبعد مرور أسبوع على تلك الواقعة ذهب مالك المنزل إلى أحد معارض الفنون برفقة أصدقائه، وفي المعرض وقعت عينه على لوحة مرسوم بها نفس الشخص الغريب الذي طلب ضيافته، أخبر أصدقائه بذلك ولكنهم رجحوا أنه تشابه في الشكل ليس إلا، ولكنه مازال مصرا على رأيه فأخبروه أن صاحب اللوحة ميت من خمسين عاما، ومع إلحاحه على رأيه أخذه صديقه الذي يعرف مكان قبره وذهبوا جميعا إليه، وهناك كانت المفاجأة التي أذهلتهم جميعا، وجدوا قميص مالك المنزل الذي أعطاه للغريب على قبره.