البارت الثالث والعشرون بعنوان"لنشبك الأنامل "

121 17 2
                                    

"يحصل الموتى على الزهور أكثر من الأحياء لأن الندم أقوى من الامتنان".

اذا قد حان دوري الان....
تفضل بقولها اذا..
حسنا لنبدأ:

مرت على لحظات تمنيت فيها أن تمنحني الحياة هدنة قصيرة ، لعلها ستجعلني افكر بكل ما مر على من احداث منهمرة بتمعن،
فطالما راودتنا رؤى طالبت بأن نركض من واقعنا وأن نهروب الي عالم افتراضي نستطيع فيه بناء أنفسنا من الصفر ، حتى لو اقتضى الامر ان تخلع قلبك وذكرياتك وتمضي قدما ،فتذكر دائما لا شيء في الحياةِ يمرّ كأنَّه لم يكن حتى عثراتنا الصغيرة وأخطائنا التي تناسيناها ستعود- يوماً - باسطة كفيّها لتأخذ الثمن.

..
جزئي المكمل نصفي الآخر قطعة من روحي تضمنت كل مابي من تفاصيل ، وكأن كلانا يقف امام مرأته الخاصة،وجدت فراغاتي التي بين أناملي لتسدها انت ،لا أعلم كيف ستكون حياتي بدونك ربما جحيم؟!،
لا اعتقد ان هناك شيء سيجعلني انساك يوما انت باختصار تكملتي الدنيوية..

ولدت انا وهو بنفس اليوم تشاركنا كل ما قد يتشاركه تؤمان متصلان معا ،كان يوم ميلادي له كانت حقيبتي له حذائه لي ما لديه لي وما لي له ، لم يذكر يوما اسم "لي" دون أن يتبعه "نادو" لم نكن فقط اخوين ولا صديقين نحنا كنا روحا واحدة انفصلت لجسدين ، أمسكت به على الدوام وتوعدته باني لن أتركه أبدا،رغم أني كنت مهددا بأن امحى من ذاكرته في اي لحظة ،فقد كان يعاني من مرض نادر وغريب ،مشكله في الجزء الذي يخص الذاكرة، فذاكرته كانت مؤقته مهددة بالسقوط والتبعثر في اب لحظة ليعود عندها لا يتذكر من هو أو من هم حوله،حاول والدي جاهدا ان يجد له حل بطريقة ما ،مرره على جميع الاطباء المختصيين بالامراض العقلية ولكن آخر ما قاله الطبيب هو
"عليه ان يبقى مع تؤمه دوما فهو الشخص الوحيد الذي لن ينسى نفسه معه"
حملت مسؤولية من صغري ان على أن اكون معه على الدوام ،توعدته اني لن اترك يده أبدا وسأكون بجانبه حتى آخر رمق،..
كنا عائلة بسيطه جدا لم نرد من الحياة الا ان نكون مع بعضنا،كنت كلما أنظر إليه ارى نفسي به كنت احبه جدا لم نكن نفترق حتى أثناء النوم لقد كانت أحلامنا متصلة بشكل تلقائي وعفوي ، وثق بي ووهبني نفسه كان لا ينام الا عندما يتمسك بي بكلتا يديه ،رغم أنه من كان بحاجة لي ليكمل حياته بطريقة طبيعية ويتخلص من مرضه، الا انني من كنت اريد ان ابقي معه دوما ،فقدنا والدتنا بعد ولادتنا مباشرة ربما احساسنا بفقد حنانها ، ولكن كنا كلما نظرنا لبعضنا انتابتنا مشاعر جياشه صادقة تحتضننا قائلة
" اننا سنكون بخير ما دمنا مع بعضنا البعض"..
أما والدي فقد كرس حياته لخدمة رب العمل الذي كان يعمل لديه ،لقد نسي دائما اننا لا نحتاج فقط للمال لكي نستمر بالعيش، ولكن كما ذكرت لقد عوضنا بعضنا البعض عن اي حنان آخر، أنا حقا عاجز عن وصف شعوري عندما اكون معه،..
مرت السنين وكبرنا معا ووصلنا عمر الزهور بدأ "لي" يكاد يتخلص من مرضه ذاك فالموضوع كما قال الطبيب سابقا،أنه مع مرور السنين قد ينتهي حد الزوال ولكن والدي صحته كانت تسوء يوما بعد يوم حتى عدنا لنجده يوما في المنزل ،كنا نتسأل ما الذي حدث فليست من عادته التغيب عن العمل رغم اجهاده لنكتشف مع مرور الايام انه قد صرف لأن رب العمل علم انه مصاب بمرض السرطان وأيامه باتت معدوده، وحقا بعد أن مر عام فارق والدنا الحياة لانه عجز عن تأمين سعر جلسات العلاج بعد صرفه،لقد تيتمنا يومها للمرة الثانية فالآن لم تترك لنا الحياة سوى بعضنا البعض ...،
اطررت من يومها ان ابحث عن اي عمل فني لا يحتاج لشهادة لكي نتمكن من العيش ،علم اخي انه وجب علينا الافتراق لنستطيع ان نكمل حياتنا ..
يومها سقط " لي" يبكي ويصرخ حتى انني كدت أن اتراجع عن ما عزمت على فعله
"نادو ارجوك لا تتركني انت تعلم اني لا استطيع العيش بعيدا عنك "
وظل يترجاني مدة من الزمن حاولت ان اوهمه ببعض الأشياء،ومنها انه اذا ما كتبنا اسمانا على ايدي بعضنا البعض لن ينساني أبدا حتى في لحظات عدم تواجدي معه ،
صنعنا وشمن على كف يدينا ومن هنا خططت اكاذبي على يده واستمر الحال معي هكذا، كذبة بعد كذبة مسريحية بعد أخرى ..
"ليو أنظر إليه دائما وهكذا ستعلم من انت انظر اليه بقلبك قبل عينيك ليو "
وجدت عمل بعد فترة قصيرة بصعوبة وطلبت من" لي" أن يكمل دراسته ويحاول الإلتحاق بنفس المجال الذي كان يعمل فيه والدي...
فقد كنت علمت بعد أن نضجت ان والدي صرف من العمل فقط لأنه مريض وخسر فرصته بأن يتعالج بعد أن سخر كل ما يملك لتلك المهنة ،تغيرت شخصيتي من يومها وصرت كل ما اضمره في قلبي الانتقام ؛الإنتقام الذي اعمى بصيرتي وبصري،كانت كل يوم تزداد شرارة الحقد الذي زرعتها في قلبي توهجا، راسما خطتي لوحدي دون أن اطلع عليها من ادعيت انه نصفي الاخر دون أن أعلم عواقب ما افكر بفعله، كان " لي" الاذكى بيننا لذلك استطاع الالتحاق بكلية علوم مصرفيه في وقت وجبز ..
استمر الأمر على هذا حتى سمح له بالعمل بنفس مكان والدي ظاننا ذلك الرجل انه قد يعوضنا عن شيء مما حدث بسببه،
لقد كان" لي" يثق بي بطريقة عمياء كنت انا العصاء التي اعتمد عليها دوما حد الاتكاء،ولكن جاء اليوم الذي اشبع فيه رغباتي أخير ،ليكون اخي عبارة فقط عن آلة تحكمت بها عن بعد وفق اهدافي لا غير، كنت انا من يرسم كل الخطط ،انا من يقوم بإدراجها بعقله اخبره كيف عليه ان يتصرف ويغير من طبيعته ومشاعره فجاءة مع ابنة رب
العمل لكي يكسب قلبها ،فقد تتبعت تلك الفتاة وحفظتها عن ظهر قلب كل تصرفاتها وطباعها ،حتى عرفت اخيرا كيف سنستطيع ان نخطفها من والدها الذي لن يرفض لها طلب بهدوء دون إصدار اي ضجة ، نجحت خططتي اخيرا بعد أن تزوج بها اخي قلت له ان يكون لطيفا عطوفا معها ويتعامل معها بأفضل ما يمكن لم يكن يرد لي طلب وإبتسم كما كان يفعل على الدوام ،
استطعنا اخيرا الانتقال إلي مدينة بعيده عن نفوذ ابويها لنتمكن من تحقيق انتقامنا بنجاح دون أخطاء ، وما ان حدث هذا قمت بملئ اخي بطرق شيطانية لتعذيب تلك الفتاة ،أخبرته ان يخرج كل غضبه عليها انا يستخدم شتى اساليب القهر والعذاب،اما انا وكل خططي كانت ما وراء الكواليس فقد كنت اجبن من ان اظهر نفسي للعلن، كنت أحيانا اذهب لكي أراها وهي تتعذب واستشعر شعورا غريب ،يخبرني ان السواد الذي احاطني لم ينفك بعد..
"ولكن هل كان هذا كافيا بالنسبة لي؟!"
أخبرني "لي" انه قد بدأ يعود ويفقد بعض التفاصيل المهمة في حياته ،طلب مني أن اقابله واتحدث معه بهذا الشأن، فقد اشتاق لان يشبك يدي بيده ويتحدث معي كما كان يفعل دوما كما أنه قال ان إميليا تحمل طفلا منه منذ مدة وكانت تخفيه ، ما ان بلغني ذلك اضمرت شرا مضاعفا بداخلي، أخبرته بمكان وموعد القاء بيننا ولكن كان هذا مجرد سبب لإبعاده وتنفيذ فعلتي النكراء دون أن يعترض طريقي ، ذهبت لشقته ودخلتها على انني هو لم يلحظ أحد الاختلاف وهذا ما سهل الأمر على كما العادة، وجدتها امامي ادعيت انني انتقم منها لان ابنها لم يكن ابني ضربتها وضربتها ،لا أعلم لما فعلت كل هذا !،لم أعلم أن هذا قد يؤدي لقتلها ظلت هي تصرخ وتحمي ابنها باستحالة، ما استغربت اني ورغم كل ذلك الانين المسموع الذي اصدرته لم تاتني ذرة رحمة وامرتني بالتوقف عما اصنع ،حتى استيقظت ولكن بعد أن فات الأوان وصعبة المواجهة، علمت انني قد ارتكبت فعلة شمطاء ستكلفني الكثير، هربت راكضا ودموعي تنهمر بطريقة فوضوية
،لما تماديت هكذا بالأمر!؟
،ما الذي فعلته كيف ارتكبت جرما كهذا!
كيف قتلت انا كيف!؟..
اختفيت عن الانظر حبست نفسي أفكر كيف على أن أنقذ نفسي من هذا ،،طرق الباب بعد يوم مما فعلت لقد كنت اختبئ مثل الفئران لقد كنت أضعف من أن اواجه اخطائي،حتى سمعت صوت الطارق يصرخ لي:
"نادوا افتح الباب بسرعه "
ركضت على الفور وفتحت الباب بعد سماع صوته ،وجدته منهارا امامي سقط على ركبتبه بعد ان عجز جسده من احتوائه اكثر ،رفع عيناه بلمعه منقشعه كان وجهه مدعاة للشفقة دموعه التي كانت تخرج متتاليه مع ابتسامته الذابلة وصرخاته الهستيريا احرقتني، وكأنه عجز عن التعبير عن حقيقة مشاعره في تلك اللحظة كانت أرد الابتسام والصراخ في وقت واحد،اما انا ظللت صامدا أمامه أنظر إليه بعيناي بلا مبالاة متصنعا البرود ،مدعيا الغباء والجهل ،لقد صرفت النظر عن اخي الضعيف الذي كان امامي لم احاول ضمه ولا حتى الإمساك بيده...ليصرخ بعدها قائلا:
"لقد ...لقد قتلتها...انا لا أعلم كيف ومتى .. ولكن لقد قتلتها بيدي هاتين لقد عدت مرة أخرى للنسيان ولكن كيف كيف استطعت نسيان أمرا كهذا كيف"
لقد أحسست بالراحة بعد الذي سمعته وكأنني صدقة كذبة انا من القيتها، لقد طاوعني قلبي لكي أفعل ذلك باخي، ادعيت اني مصدوم صرخت وصفعته بحماقة على خده :
"ولكن لما فعلت ذلك ايها الأحمق لما قتلتها لماذا؟! لم نتفق على هذا البتة"
حقا لقد أقنعت نفسي بالأمر ان القي الذنب على تؤم روحي كيف فعلت ذلك!؟،
أما هو كان أضعف من أن يقوم برد شيء كان منهارا بسبب ذنب لم يقترفه، أدرك حينها أن لا فائدة من شيء والروحين التي قتلهما ستلاحقانه إلي للأبد..
نهض من مكانه على مهل ودموعه لا تنتهي أبدا وكأنها شلال منحرف عن مساره امسك يدي وغلغل أصابعه بينها وابتسم رغم المه وقال :
"ربما مرضي هذا لا علاج له انا ناقص في النهاية وساظل هكذا انا اسف نادو اسف."
انطلق امامي نحو النافذه وسقط بنفس وجهه لم أتحرك من مكاني لم اصارحه بالحقيقة لم أفعل له شيء لقد رأيته يجنى على نفسه امامي ولم اتحرك ساكنا ،
اي شيطان انا؟..

........

لقد انقطع حبلي الكامل في اليوم الذي فقدت فيه" لي" لم أشعر بالنقص هكذا من قبل، وما زاد الأمر ضيقا على كاهلى الءي اثقل بذنب روحين بريئتين، لقد كنت أراه كلما نظرت لنفسيفي المرآة، كيف ساعوض عن ذنبي هذا! حتى تذكرت شيئا مهما ،ركضت نحو المشفى الذي قد نقلت إليه إميليا يومها كنت ذعرا متوترا ولكن ظللت متماسكا ،بمجرد أن دخلت صادفت ممرضة كانت تحمل ملامح مختلفه عن الجميع لم أعلم لما اخترتها هي فقط ..وعلى الفور وجهت سؤالي إليها قائل:
"اريد ان اعرف هل توفيت المريضة إميليا جافري كروس ..!؟"
اختلفت ملامح تلك الممرضة بعد سماع الاسم ولكن لم تجاوبني حينها واكتفت بالتفات بسرعة، ففهمت انها قد فارقة الحياة واردفت بسؤال اخر بسرعة
"اذا ماذا عن طفلها؟"
لم تجب الممرضة على سؤالي أيضا، بل ارفقته بسؤال اخر "
"من انت بالضبط؟"
فكتفيت بقول "قريبها"
أخذتني الممرضة من يدي على زاوية بسرعه واخبرتني بقصة الفتى الصغير منذ خروجه حتى التخلص منه لقد بدت مستاء لما حدث وزرفت الدمع امامي، فربما هذا ما دفعها ان تخبرني عن امر خطير كهذا ..
خرجت من مكاني وان احمل شعورين معي ،انا سعيد لان الصغير على قيد الحياة ولكن الحزن تغمدني حين علمت ان لا فائده من الأمر في النهاية...

بما انني الان أصبحت هارب من المجتمع قررت أن اغير حقيقتي واسمي أيضا ..
"لينادوا"لقد كان مزيجا من اسمينا انا وهو لم أفكر بإسم سواه، اكملت الأمر على هذا المنوال، انضممت لرجلا اكبر مني بعشرين عاما وقررت ان اكمل ما بدات للنهاية ففي كل الاحوال انا قاتل محتال مجرما لن يزيد شيء على..

اليوم لقد جائتني اخبار ان العملية مراقبه من قبل رجال الشرطه لم أجد كلايمنت في المقر الذي نقوم فيه بالتخطيط لعملياتنا فقد كنت انا الراس المدبر وهو ومعاونيه المنفذين..
كان كلايمنت يعيش بين العامة كفرد يربي ولداه بكل حب وحنان يخفي كل ما يفعله في الخفاء، لم اعتد الذهاب إليه في بيته ولكن في ذلك اليوم وجب على أخباره والا تم القبض على الولدان ركضت باتجاه منزله امل انا التقي به ولكن كانت المفاجئة ذاك الصغير الغريب،منذ أن رأيته خالجني شعور غريب لم اكن متأكدا من ظنوني حتى واجهت بها ذلك الوغد ..أخبرني بكل ما يخطط لفعله بهذا الفتى و كيف وجده وطبيعته الغريبه وانهى حديثه قائلا:
"سيكون هو ورقتي الرابحه التي سأحتفظ بها إلي أن أسلمها لمن يريدها"..
علمت حينها أن ذلك الصغير هو من ابحث عنه، ولكن ظل السؤال كيف سانتزعه من بين يدي ذلك الرجل البغيظ؟!ومتى؟
.. ظللت اراقبه من بعيد حتى تعلقت بتفاصيل ذلك الصغير، انتظرت اليوم الذي اعانقه فيه واكفر به عن ذنبي بانقاذه من بين إيفاد الظلام ،ذهبت يوم تخرجه للقائه لعلى اسد ثغرة ان لا أحد من أقاربه سيحضر ما انجزه ،وضعت خطة واضحه متعاونا مع بيل الصغير الذى اراد مساعدت تومي منذ أن علم لما هو هنا ،
طلبت منه أن يتصل بالشرطه ويحضرهم إلي المكان المنشود حتى ولو كان على حساب ان أسلم نفسي معهم،
انا سعيد لأنك هنا الان ربما سيكون هذا آخر لقاء لي معك ،لذلك أريد ان اخذ كفايتي منك ،كم انت مزيج جميل حقا من ذلك الزواج الكاذب ،هذا يكفيني حقا ان اراك واتلمسك ، الآن بت استطيع الإمساك بيدك الصغيرة ،وأن ارى وجهك لاخر مرة قبل ان تغمض عيناي ربما للأبد،" ارجوك سامحني انا احبك اخي انا آسف "....

لنتوقف هنا💜

توقيع لينادو ارميسن

#basma

كيان فارغ (مكتملة)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن