#المظلة_السوداء
#الجزء_الأول:
منذ صغري حتى ذلك الوقت دائما ما كنت أحب التجوال ليلا و أكثر ما كان يشدني لذلك تلك الأزقة التي يكسوها الظلام و في آخر منعطف لها مصباح شبه مضيء أحببت دائما التوقف عندها و التمعن في كل جزء منها دون التفكير في أي شيء، لقد كان شعورا جد غريب حقا. لم يسبق لي أن عبرت إحداها قط إلى أن جاء ذلك اليوم الذي صادف عودتي للمنزل في وقت جد متأخر من الليل و أنا أشق طريقي نحو المنزل شاهدت شيئا غريبا يتدحرج لم أتمكن من تمييز هويته بسبب حدة الظلام فتبعته و أنا أسير في خطوات حذرة و عيناي لازالتا معلقتان عليه. لا أعرف كيف حدث ذلك، فجأة وجدت نفسي في مكان خال ليس به أي أحد و لا يحيط بي إلا الظلام، ظلمة إزداد سوادها إثر انقطاع ضوء مصباح كان شبه منشعل علق على إحدى الجدران في زقاق ضيق، توقف عقلي حينها عن التفكير كليا لم أستوعب بعدها ما حدث إلى أن و جدت نفسي أنظر نحو شيء أسود ملقا على الأرض كان ينبعث منه ضوء أحمر مددت يدي نحوه ببطئ شديد و ما إن لامسته يدي حتى شعرت بدقات قلبي قد تسارعت و أتى على مسمعي خطوات أغرب منها لم أسمع من ذي قبل تتجه نحوي، عاد دماغي ليشتغل بعدما أدركت أن أنفاسي بدأت تتقطع من شدة الركض أركض في كل الاتجاهات و يدي متشبتة بمظلة سوداء، وصلت البيت بعد ما و جدت الطريق إليه و اتجهت صوب غرفتي و أحكمت إقفال الباب من ورائي حتى لا يتسنى لأحد محاولة استفساري عن سبب التأخر، ثم غطيت في نوم عميق و لم أعر تلك المظلة أي اهتمام من شدة التعب. صباح اليوم التالي غادرت البيت باكرا و في طريقي لاحظت أن الطقس قد تغير وأن المطر على وشك الهطول، عدت أدراجي بسرعة نحو المنزل لأخذ معي مظلتي إلا أني وجدت أن أحدا ما قد سبقني لها، فما كان بيدي من حيلة غير أخذ تلك المظلة السوداء التي كانت بحوزتي يوم أمس أنا ذاك، غادرت من جديد و لم يمضي على ذلك أكثر من عشر ثوان عند سماعي لخطوات أشبه بالطرق على الخشب تقترب و إذا بي ألتفت يمينا و يسارا ولا أجد أي أحد هناك، أكملت طريقي رغما عن ذلك لكن لا أخفي عنكم حقيقة مدى شدة الخوف و الرعب اللذان امتلكاني حينها ......