1/ المطاردة

1.4K 87 13
                                    

تصاعدت فقاعات الهواء إلى سطح البحر الأحمر قبل أن يبرز من تحت الماء رجلان في ثياب الغوص كان أحدهما ممتلئ الجسم قليلا ، والآخر طويل وسيم عريض المنكبين صعد الممتلى إلى سطح الزورق البخاري الذي ينتظرهما وهو يسب ساخطا وبهدوء تبعه الطويل ووقف هادئا ، ينزع عن كفيه أنبوبتي الأكسجين الخاصتين بالغوص


على حين أخذ الممتلئ يصيح بغضب :

هذا الرجل مجنون .. لن أصحبه إلى الغوص مرة ثانية أبدا .. فليبحث عن مدرب آخر إذا ظل مصرا على الاستمرار في تدريبات الغوص هكذا .. إنه مجنون ، أحمق

ابتسم النقيب البحرى ( شوقي حسين ) الذي يقود الزورق البخاری ، وقال وهو يربت على كتف البدين محاولا تهدئته :
-

لقد سبق أن أخبرتك يا زميلي العزيز أن هذا الرجل من نوع خاص ، وهذا قبل أن تبدأ في

قاطعه الممتلى بصوت غاضب : ولكنك لم تخبرني أنه نوع خاص من الجنون
لا .. لن أصحبه إلى الغوص ثانية أبدا

قال النقيب ( شوقي ) محذرا الرجل الممتلئ :- احترس أيها النقيب ( مصطفی ) .. هل نسيت أن هذا الرجل الذي تتهمه بالجنون يفوقك برتبتين ؟

ضغط النقيب ( مصطفی ) على أسنانه وصمت ،

على حين تكلم الرجل الطويل ، الذي كان قد انتهى من نزع ملابس الغوص ، فقال بصوت هادي :- لا تذكر ذلك مطلقا أيها النقيب ( شوقي ) عندما حضرت إلى هنا لتلقى تدريبات الغطس طلبت من النقيب ( مصطفی ) أن يتجاهل تماما رتبتی ، ويذكر فقط أني تلميذه في دروس الغوص ، وإلا ما استطاع إفادتي بالدرجة المطلوبة ، وما زلت مصرا على طلبی هذا .

تمتم النقيب ( مصطفی ) بضع كلمات غاضبة ، ولكن يبدو أنه لم يستطع کتمان غيظه ، إذ اندفع فجأة يقول للنقيب ( شوقي ) بحدة :- هل رأيت في حياتك كلها رجلا يطارد سمكة قرش مفترسة ، بدلا أن تطارده هي ؟

ارتفع حاجبا النقيب ( شوقي ) بدهشة ،

على حين علت ابتسامة شفتي الرجل الطويل ، الذي ارتكن إلى حاجز الزورق بلا مبالاة ،

يستمع إلى النقيب ( مصطفی ) وهو يصيح :- لقد كنا نسبح تحت الماء بهدوء ، عندما شاهدنا سمكة من نوع القرش الأبيض المفترس ، وكدت أتنهد
ارتياحا عندما شاهدتها تبتعد دون أن تهاجمنا .. كان من الواضح أنها لم تلاحظنا أو أنها متخمة بالطعام .. وفجأة شاهدت هذا المجنون اقصد هذا الرجل يسبح باتجاهها ، ممسكا ببندقية الصيد وعندما حاولت منعه تجاهلنی تماما .. وظل يطاردها بإصرار .. ولست أدري لماذا أخذت هذه السمكة الضخمة تهرب وهو يطاردها .. لا بد أن غريزتها قد أوحت إليها إليها انه مجن.....

أقصد مصرا على صيدها

ابتسم النقيب ( شوقي ) وهو يختلس النظر إلى الرجل الطويل الذي بدأ في ارتداء ملابسه ، ثم التفت إلى زميله النقيب ( مصطفی ) وقال وربما أرشدتها غريزتها إلى أن غريمها ليس رجلا عاديا ، وإنما هو المقدم ( أدهم صبری ).

قطب ( مصطفی ) حاجبيه ، وقال بعناد :- حتى لو كان يحمل رتبة مقدم .. لن أواصل الغوص بصحبته ، فليبحث عن مدرب غوص آخر

ابتسم ( أدهم صبری ) ، وقال بهدوء :
-

وهل تعتقد أنك ستجد تلميذا نجيبا مثلى يستوعب دروس الغوص بهذه السرعة و ألم تخبرني بلسانك أني موهوب في هذا المجال ؟

أشار إليه ( مصطفی ) بسبابته وهو يقول بحدة ولكنك في اليوم الأول خالفت تعلیماتي ، وهبطت إلى عمق يزيد على الخمسين قدما ، برغم أنني
حذرتك من ذلك .. واليوم تطارد سمك قرش متوحشة ما الذي تنوي فعله في المرة القادمة ؟


وقبل أن يجيبه ( أدهم ) سمع الجميع صوت صفارة جهاز الإرسال الموجود بالزورق ..

أسرع النقيب ( شوقي ) إلى الجهاز ، وقال متحدثا في بوقه هنا ( الدولفين ) اني أسمعك بوضوح .. حول .

وبعد فترة من الصمت قال :- حسنا سنكون في ميناء الغردقة بعد عشر
د

قائق تقريبا ثم أغلق الجهاز ووضع المسماع ، والتفت إلى النقيب ( مصطفی ) والمقدم ( أدهم ) ، وقال :
يبدو أنهم يطلبونك على الشاطئ يا سیدی المقدم لقد أمرونا بالعودة في الحال ..

وبسرعة يقولون إن الأمر عاجل جدا

سباق الموت الرواية 2 من سلسلة رجل المستحيل حيث تعيش القصص. اكتشف الآن