يحكي أن ولدا كان يستمع كثيرا لفرق كبيبوب الكورية، و كان يتعلم لغتهم و يقلد أصواتهم و قصات شعرهم، بلا كلل أو ملل، ذات يوم إحتفل الولد بعيد ميلاده 10, فسأل أمه قائلا : أمي، لمذا لم تهدني هدية هذه السنة مناسبة عديد ملادي العاشر؟ أجابته و كانت الدمع تترقرق في عينيها : بني، عندما تصبح في 20 مع عمرك لدي مفاجأة لك، إصبر يا حبيبي، هل إتفقنا؟ _ حاضر يا أمي، لكن لماذا في العشرين سنة؟ سكتت الأم و أسندته إلى صدها و ربتت على كتفه، و مسحت على شعره و قالت : كل شيء في أوانه حلو يا عزيزي، هيا، لقد حان وقت النوم، و غدا تستيقظ باكر للذاهب إلى المدرسة، هيا يا حبيبي، تصبح على خير _ تصبحين على خير يا ماما ثم قبلته على جبينه و خرجت الام مستعجلة من الغرفة. و بعد مرور 9 سنوات، بلغ ذالك الولد 19 من عمره، و قد كان يخطط لأخذ المنحة للذهاب إلى إحدى الجامعات الكورية و تدراسة هناك و تعلم الكيبوب اللذي لطالما حلم أن يكون مشتركا فيها، لكن!، وضعه الصحي في تلك الفترة كان سيئا، حتى انه دخل المستشفى بسبب نوبات قلب كانت تجتاحه منذ أن كان صغيرا، و قد تأسف الاطباء لأم الولد، أن إبنها سيموت بسبب ضعف دقات قلبه، فدخلت الأم على إبنها و وجدته كالجثة هامدة، باردا، و لايتحرك وقالت له : _ عدني، أن تحقق كل أحلامك مهما كانت المواقف و مهما مرت عليك الضروف، واصل فيما بدأت كن قويا و تحلى بالشجاعة، بنى، أحبك، أحبك من أعماق قلبي، أرجوا أن تكون قد فهمت العبرة من كلامي.. حضنت الام إبنها و هي تبكي في صمت ثم خرجت من عنده. أجرى الاطباء عملية جراحية على قلب ذاك الولد ، و لقد عاد قلبه ينبظ بشكل طبيعي، لكنه لاحظ أن أمه من تكن موجودة لتقف بجنبه و ترحب به، فسأل الأطباء إن كانو قد إتصلو بأمه او كانو يعلمون مكانها ، فطأطأ الجميع رؤوسهم، و تقدمت له أحد الممرضات و قدمت له صندوقا مغلفا، و قد كتب فوقه ( إفتح الصندوق يا روح أمك) كان الولد مستغربا و فتح الصندوق و قد لاحت على وجهه علامات الخوف و الإضطراب، فوجد رسالة مكتوب عليها : ( يا حبيبي، يا روحي، يا بني الصغير، أتذكر تلك الهدية التي قلت لك انني ساهديها لك فور وصولك 20؟ هي نفسها اللتي أعطيتها لك الان، لقد تبرعت لك بقلبي يا روح أمك، فلتعش به طيلة عمرك و لا تنسى الوعد اللذي وعدتني به، أحبك، أمك العزيزة) لم يبكي الولد مع أن خسر أمه اللتي كانت سنده في الحياة، و الآن هو يسعى لتحقيق احلامه