هو -أدركت أنني لا أستحقها منذ النظرة الأولى، ومع ذلك قاومت يقيني ووقعت أسيرًا في كل تفصيلة تصنعها أو إيماءة تصدر منها، كانت تعلم حبي لها ومع ذلك لم تمنعني ولم تمنحني وتركتني معلقًا بخيوطٍ أوهن من بيوت العنكبوت، ولكني كنت أستميت التعلق بأنصاف الأحلام، فلم أعرف قبلها كيف أحلم، ولم تزرني الأحلام إلا بها، والآن لم يعد بمقدوري العودة إلى الماضي حيث لا أحلم، ولكن انقلبت كل أحلامي كوابيس مفزعة، فبها عرفت حقًا كيف تكون أعراض الانسحاب، فقد كنت غبيًا حد أن أدمنتها. هي-كانت تنتظره يأتي ليحتضنها، يُداوي ندوبها، بكفهِ يمسح دموعَها، يزيح عنها ثُقل ليالي بعدهِ، يطمئنها بكلماتٍ لها سحرٌ خاص بوقعِها منهُ. ما زالت تنتظرهُ، ذاك البعيد القريب، الحاضر الغائب، قُربَه أصبح بمثابة سراب كلما أقترب وقت اللقاء اختفى أثرهُ.