"كانت قسوته بلا حدود، لا يعرف للعواطف مكانًا في قلبه المتحجر كان يستمتع بتمزيق الآخرين، يرى في ضعفهم مصدراً لقوته لم يكن يرى البشر سوى أدوات لتحقيق غاياته، وكان يسحق من يقف في طريقه بلا رحمة لم تكن الابتسامة تعرف طريقها إلى وجهه إلا عندما يرى الألم في عيون ضحاياه، وكأن ذلك الألم يغذي روحه الظلامية. لم يكن يهتم بصرخاتهم أو توسلاتهم، بل كان يزيد من قسوته كلما زاد ضعفهم. وفي كل مرة يتعرض فيها أحد لكلماته الجارحة أو أفعاله القاسية، كانت قطعة أخرى من إنسانيته تختفي، تاركة وراءها وحشاً لا يعرف الشفقة. عاش حياته كظل من الرعب في حياة الآخرين، وكلما زادت قسوته، كلما زادت شراسته. ومع مرور الوقت، أصبح سجينا لظلامه، غير قادر على الهروب من الوحش الذي أصبحه، محاطا بصدى صرخات الألم والدموع التي سببها، ليجد نفسه في النهاية مقيداً بماضية بسلاسل حديدية تصدأ مفتاحها لم يكن يتصور أن قسوة قلبه وتحصيناته الحديدية قد تنهار يومًا أمام امرأة واحدة كانت قوية لا تخشى مواجهته ولا تهرب من ظلامه. بشراسة شخصيتها وصلابة إرادتها اخترقت جدرانه السميكة كسرت قيوده بطلقة رمادية محفور عليها اسمها بدأت لحظات ضعفه تتسلل ببطء، مشاعر لم يعرفها من قبل تتراقص في أعماق قلبه كان يرى فيها نقيضه وكماله قوتها كانت تذكره بضعفه
12 parts