يرى نفسَه، يرى جسده وهو يُلف بكفنه إستعداداً لدفنه دون الصلاة عليه، لا أحد يراه ولكنه يرى الجميع، نظر إلى الواقف بجانبه، الوحيد الذي يراه، والذي إبتسم ضاحكاً « تلك كانت النهاية المُتوقعة لشخص مثلك يا باشا، أما الآن أخبرني.. كيف ستكون حياتك الآخرة بعد انتهاء دنياك؟ » أطلق صرخة مدوية ثم تبدلت المناظر حوله، فبدل المقبرة الواسعة الأراضي ذات السياج القصير الذي يحيطها والأجواء الكئيبة وجد نفسه وقد انتقل إلى داخل أسوارٍ يألفها، الجدران العالية والأرضية الرخامية البيضاء، وجد نفسه جالسًا على منبر القاضي الموقر فعلم بأن الوسن قد غلبه وأن ما رآه منذ برهة لا يتعدى كونه مجرد حلم! كابوس بغيض من الكوابيس التي تزوره في كل ليلة، حيث يظهر فيها شبح القاضي السابق ليطارده في منامه، تنهد بحرقة فمتى ينتهي كابوسه؟ -من أنامل فريق الزاخر.
12 parts