" اتعلمين ما هو الشيئ الوحيد الذي لم يتغير منذ الأبد ؟" سأل بصوته العميق المعتاد و هو ينظر الى اللؤلؤة التي تتوسط بحر السماء حالك السواد بينما يلف يديه حولها يسند رأسه على كتفها بعد الانحناء قليلا للأمام للوصول إلى مستواها " ما هو ؟" قالت تضع يدها على موقع التقاء يديه حول خصرها ، تميل برأسها تسنده على صدره المنتفخ الذي جعل من صدغها يلامس وجنته اليمنى " القمر " مر صمت قصير لكنه قطعه يوضح لها جوابه المُبهم " حتى مع تغير شكله و موضعه الدوري إلا أن لونه و حقيقته كذلك حقيقة وجوده لم تتغير " " كذلك هي أنتِ" كلماته الأخيرة جعلتها تدير رأسها لكي تنظر الى جانب وجهه المنحوت بكل دقة و وسامة ، نظر لها بطرف عينه غير قادرة لا على الرد قولا او فعلا أعادت رأسها إلى موضِعه السابق و نظرت للأرض للحظة ثم أعادتها للسماء التي ينظرون إليها من شُرفة غرفته التي ستصبح او اصبحت غرفتها أيضا حرّك رأسه و فجأة صار في جوف عنقها ، شعرت بأنفاسه الدافئة و هي تضرب جلد عنقها بانتظام يدل على شعور صاحبها بالراحة و الاطمئنان لم تحرك ساكنا ، فقط تتركه يريح باله و يفرغ عقله من الأشياء المُرهقة و الغير مهمة