١٢ يناير
-لا يوجد أسوأ من أن تموت و في فيك كلمة لم تخرج؛ أتمنّى أنّ فمك كان خاليًا من الكلمات وقتها يا حبيبي؛ و أعتذر كثيرًا لأنّك كنت حبيبي الأول و الأخير دون أن تسمع ذلك منّي يا أبي.
رُفِع الكلام؛ و ليبدأ الصمت، لأكون كما عهدتني "ميتة".
عيد سعيد كل عام و أنتِ بألف خير و سعادة كل عام و أنتِ متألقة في سمائي و سماء أحبتك أجمعين كل عام و أنتِ لله أقرب كل عام و أنتِ هي فقط أنتِ....دمتِ غاليتي
١٢ يناير
-لا يوجد أسوأ من أن تموت و في فيك كلمة لم تخرج؛ أتمنّى أنّ فمك كان خاليًا من الكلمات وقتها يا حبيبي؛ و أعتذر كثيرًا لأنّك كنت حبيبي الأول و الأخير دون أن تسمع ذلك منّي يا أبي.
رُفِع الكلام؛ و ليبدأ الصمت، لأكون كما عهدتني "ميتة".
مرّ عامان على نصّ ميلاد ماطر في كتاب The last night؛ أنا أؤمن بأنّ الإنسان كلّما ازداد أيامًا ماضية؛ عرف أكثر.
ذكرتُ في ذلك النّص عن أمور ظاهرة؛ أشياء واضحة للعيان، و لم أكتب شيئًا عمّا يحدث في الخفاء لأني ببساطة لم أكن أعرف؛ و كما تقول الناس "الجهل عدو الإنسان".
أنا كبُرت، و أكره أن أكبر؛ أصلًا كيف يعرف الإنسان أنه كبُر؟، هل للاستنتاجات علاقة بذلك؟؛ لست أعرف، أعيد ما قلته سابقًا في نص آخر "أنا متناقضة"؛ بل مليئة بالتناقضات.
المهم أني كبرت؛ حللتُ ما لديّ من فرضيّات كما تجيد (النسوة)، و قررت أخيرًا أنا ما حصل كان له علاقة بكلّ ما حدث لاحقًا.
"وُلِدتُ بعد مضيّ عقود لست أعرفها على تجربة حبّ فاشلة لأبي؛ في العادة يعرف الكلّ اسم المولود قبل ولادته، و لكني لم أكن ضمن نطاق العادة؛ ذهب أبي بلا اسم يحمله، يعني خاوي الوفاض إلّا من ذكرى (حبيبته)؛ كم أرغب برؤيتها، تلك التي كانت سبب كلّ شيء؛ و حين انتهى الدور إليه سألوه: أي اسمٍ ستطلقه على ابنتك؟، قال: لستُ أدري، اقترحوا عليّ اسمًا، استنكروا ذلك، هل نفدت الأسماء حتى تقترح على أحدهم أن يسمي ابنتك؟، و من ثمّ اقترحوا عليّ اسمًا، أجابهم: قديم؛ و لكني سأسمّيها عا(ي)شة؛ مثل اسم زوجة رسول الله".
انتهى حوار ما قبل عقدين، و حين أوشك العقدان أن ينغلقا أخبرني بسرّه؛ لأوّل مرّة منذ زواجه بأمّي يفصح عن تلك، لقد قال "شايعة؛ لا بارك الله فيها"
شايعة؟؟، مرّ عليّ شريط طويلٌ يذكرني بكل المواقف التي كان يناديني فيها شايعة، كنتُ أنزعج شيئًا ما لظني بأنه يتلاعب باسمي كعادته؛ و إذ أنّه يرى فيني حقًّا "شايعة"؛ شايعة تلك التي سلبت لبّ عقله حين أتيت؛ "شايعة" البدوية التي أحبها قرويّ..
ابتسمت في قرارة نفسي؛ هل يعقل أنّ أبي رأى فيني منذ أول يومٍ نُكران شايعة للحبّ؟، كما لو أنّ شايعة كانت محلّ افتراض، و أنا أتيت لأبرهن له على تلك الفرضيّة.