ثمة لحظات، وإن مرّت كسقطة نيزك في ظلمة ليل، تترك أثرًا لا تراه العين، بل يُخزن في حنايا الذاكرة كما تُخزن المآسي في كتب التاريخ القديمة كنت أظن أن الوجع مسألة وقت، وأن النسيان موهبة، فإذا بي أكتشف أن بعض الأحداث لا تنسى، لأنها لا تنتهي ..
كنت في الثانية عشرة، يحيطني العالم بأكاذيبه البيضاء، وأصدقائي بألوانهم الصاخبة، بينما كنت أتلون أنا كل صباح، بلون جديد من الصمت ...
ذاتي ..! كياااني ..!
ذلك الذي كسرت يداه، ربما لتكتب بها لاحقًا قصصنا المشتركة.
ذلك الذي لم يلتفت إلى مأساته بقدر ما التفت إلى هشاشتي.
وهل يُعقل أن الصغار لا يفهمون الحب؟
بل نحن من فهمناه قبل أن ندرك اسمه، وكان يكفينا منه أن نكون سويا، وإن وسط رماد الذاكرة.
ثمة لحظات، وإن مرّت كسقطة نيزك في ظلمة ليل، تترك أثرًا لا تراه العين، بل يُخزن في حنايا الذاكرة كما تُخزن المآسي في كتب التاريخ القديمة كنت أظن أن الوجع مسألة وقت، وأن النسيان موهبة، فإذا بي أكتشف أن بعض الأحداث لا تنسى، لأنها لا تنتهي ..
كنت في الثانية عشرة، يحيطني العالم بأكاذيبه البيضاء، وأصدقائي بألوانهم الصاخبة، بينما كنت أتلون أنا كل صباح، بلون جديد من الصمت ...
ذاتي ..! كياااني ..!
ذلك الذي كسرت يداه، ربما لتكتب بها لاحقًا قصصنا المشتركة.
ذلك الذي لم يلتفت إلى مأساته بقدر ما التفت إلى هشاشتي.
وهل يُعقل أن الصغار لا يفهمون الحب؟
بل نحن من فهمناه قبل أن ندرك اسمه، وكان يكفينا منه أن نكون سويا، وإن وسط رماد الذاكرة.
التكرر ذاته والعجلة باقية بالدوران ، اتساءل لمَ فقط يكون التكرار على صفة الدوران! لمَ ليس مربعياً ( تذكرت الذبابة المربعية - ضحكت -) اريد ان يستشهد عني شكلاً اخراً ليس لأجل التميز او التباهي ، كلا ليست غايتي ولا اسعى لذلك ، لكني مع ذلك ارغب في التجربة والخوض فيها .. أوى ربما ألمها لذيذ هذه المرة !؟ اخبرتني اقرب فرد لي - لا احب خضوعكِ له - لكن يا عزيزتي الامر ليس بيدي .. هو يريد وذاته الذي عنده ينبض عندي كذلك ، الامر غريب ، ها ! أوى اتعجب الان من نفسي !
وانا من اقحمتُ نفسي بنفسي .. ليس خوفاً ولا هرباً من تلك المحطة التي استهلكتني حد الخدرِ وانما ما أتلقاه يا رباااااااااااه لذيذ .. لذيذ حد الثمالة .. فيه دون وعيي اغوص باحثة عن القاع ثم اراني لم ابلغ الا نصفه .. ويعود التكرار ذاته والعجلة باقية بالدوران.
*على المنضدة وضعت شوكولاته داكنه خالية من السكر بجانب بعض بذور دوار الشمس مع رسالة صغيرة*
"الانشغال و العمل لا يعني ان القلوب ستتغير مهما غبت عني لازلت احبك كما انتي و لازلت لي اختاً و كل ما اتمناه ان تمر ايامك علي خير و ينجح عملك دائما"
توقيع\ ساحرة الكوكيز
وعند تلك الليلة في لحظتها استحضرتُ شخصيةً جديدة ، لا اعرفها غريبةٌ عن ذاتي ، فقط لأقدر على المواكبة والاستمرار ، وادركت عندها ان وقع الكلمات كان عميقاً ، عميقاً جداً لدرجة ان شخصيتي التي استقبلتها هُزِمت على اثرها
لدى حلقي المليئ بالكلمات ..
لكن لا آذان تستحق لسماعها ..
اين كنت ؟
عندما تنهار أضلعي مثل الخشب المتعفن ،عندما أغلقت الجدران ،عندما تحول الهواء إلى قطع زجاج في رئتي..
عند ظلي الخاص ..
شعرتُ بثقل جلدي ..
اين كنت ؟
عندما بحثث في الظلام ..للمسة ، لصوت ، علامةٍ معينة
أنني لم أكن أصرخ فقط
بل في صمت ..
أين كان قلقك ؟!
عندما كنت أختنق بأسمي الخاص
عندما كنت أغرق في غرفة مليئة بالناس..من لم يراني أغرق؟
والان تسأل إن كنتُ بخير !
إن كنتُ بحاجة الى التحدث !
تباً للوافدين المتأخرين ..اعتذاراتك المتأخرة ،اصواتك القلقة فجأة ..حافظ على تعاطفك المتأخر حافظ على كلماتك الفارغة تعلمت النجاة بدونك وسأموت بنفس الطريقة.
أيها العالم .. اسمع ها أنا ذي الآن أفرد بكل قوةٍ جناحيّ ليغطيا افقاً واسعةً من حياتي ، ها أنا ذي وباتت الظروف نوعاً ما تحت سيطرتي ، بتُ لامبالية بنسبةٍ اكبر قليلاً يتلوها الرضا فيما اعيشه ، ممتنة للايام التي تصقل بي يوماً بعد بوم وكل ساعة أيضاً.
تتجاوز الاسطح وتتعدى السقوف تلك الاحداث التي تمر عند رأسي وتأكل تفكيري بها لا يمكن تخطيها ، الصواب هي ، والاثم والذنب هي ، تتوقف ؟ لا .. بل تتمادى على اسرةِ صدري وتضيقه ، تنادي ان " هيا استفيقي وتابعي ، لا يزال فيكِ ما يصلح .. "
من ؟ انا ؟ يبدو الامر مستهلكاً ، لكن ربما يجدي نفعاً .. ربما .
والان اني لأظن ان شعور الندم يرسم اولى خطوطه نحوي ، كفرد .. لم اندم بحياتي على اي فعلٍ او قولٍ او قرار ٍ او تجربة في حياتي ، لكن الان اني اراه في الافق يتقدم نحوي ، خائفة ؟ ربما .. شعورٌ اجربه لأول مرة ، الامر سخيف قد يظنه البعض ، لكن لدي يقين انه سيؤلم .. وألمه لن يخلو من نتائج تنعكس على ما سأكونه لاحقاً ..