user897729722810
عَزِيزِي آيهم... وَاسمَحْ لِي أَنْ أُسَطِّرَ اسْمَكَ كَمَا تَشْتَهِي أَحْرُفِي، فَإِنَّهَا الْمَرَّةُ الأُولَى الَّتِي أُبَاحُ لِكَ قَلْبًا مُحَاصَرًا بِصَمْتِهِ السَّاعَةُ آنَسَتْ الثَّانِيَةَ بَعْدَ نِصْفِ اللَّيْلِ، وَالنُّجُومُ كَأَنَّهَا بَقَايَا أَنْفَاسِ السَّمَاءِ تُطَفِئُ لَهِيبَ الغُرُوبِ. لَعَلَّ جُفُونَ العَالَمِ قَدْ فَارَقَتْ وَاقِعَهَا، وَهَاجَرَتْ إِلَى عَالَمٍ مِنَ الأَحْلَامِ، أَوْ رُبَّمَا إِلَى كَوَابِيسَ تَفْرِكُ أَطْرَافَ الرُّوحِ. أَمَّا جُفُونِي، فَكَأَنَّهَا أَرْضٌ يَأْبَى المَطَرُ أَنْ يُلَامِسَهَا؛ أَلِفَتِ السَّهَرَ كَمَا تَأْلَفُ الطُّيُورُ أَجْنِحَتَهَا فِي الهَجْرَةِ قُبَالَتِي كُوبُ شَايٍ بِاللَّيْمُونِ، ذَاكَ الَّذِي وَلِعْتُ بِمَرَارَتِهِ كَمَا يَلْتَذُّ الرُّوَادُ بِنَبِيذِ الزَّمَانِ. وَفِي خَلْفِيَّةِ الوَجْدِ، صَوْتُ العَنْدَلِيبِ يُغْنِي لِيَالِي يَناير، تِلْكَ الَّتِي طَالَتْ كَطُولِ الوَحْشَةِ فِي نَفْسِ المُغْتَرِبِ وَبَيْنَ أَثْنَاءِ الأَفْكَارِ الَّتِي تَتَرَاكَضُ كَخُيُولِ الحُلُمِ، تَسَلَّلَ طَيْفُكَ كَمَا يَتَسَلَّلُ الضَّوْءُ إِلَى قَرَارِ الظُّلْمَةِ. مَرَّتْ أَبْيَاتٌ تُشْبِهُ حُضُورَكَ فِي ذَاكِرَتِي، فَكَأَنَّهَا جَرَحَتِ الصَّمْتَ بِشَوْقٍ جَارِفٍ لِمُجَالَسَتِكَ، وَالسَّمَرِ فِي حُضُورِ حِكَايَاتِكَ الَّتِي تَتَرَقْرَقُ فِي نَبْضِ الوَقْتِ كَالشِّعْرِ فِي أَذْهَانِ الأَحْبَابِ أَتُرَانِي أَسْتَطِيعُ أَنْ أُخْبِرَكَ؟ أَنْ أَكْشِفَ لَكَ حِجَابَ هَذِهِ الرُّوحِ الَّتِي تُنَادِيكَ كَأَنَّ المَنَادِيَ يَخْشَى أَنْ يَصِلَ نِدَاؤُهُ؟ كَمْ يُؤْلِمُنِي، أَيُّهَا العَابِرُ فِي طُرُقِ أَفْكَارِي، أَنْ تَقْرَأَ مَا خَلْفَ أَسْطُرِي، وَأَنْ تَعْلَمَ أَنَّنَا مَا اجْتَمَعْنَا إِلَّا فِي لَوْحِ قَدَرٍ يُؤَجِّلُ لِقَاءَ الرُّوحِ إِلَى مَا لَا يُدْرَكُ
user897729722810
@Ayhamxl صُبِحتَ خيراً يا من تَوشَّحَتْ بكَ الحروفُ كأنّها زينةُ السماءِ في ليلٍ أزليّ، كيف أُفصحُ عن إحساسي الذي تَغَلْغَلَ في طيّاتِ الكلماتِ، وغَدا مثلَ نجمٍ يتوارى خلفَ أفقِ الغموض كلماتُك، يا سليلَ السحرِ، جاءت كغيثٍ نَزَلَ على صحراءِ الروحِ، فسَقى عطشَ الصمتِ وأيقظَ نبضَ القلبِ الذي كان يخفقُ في سراديبِ الوحدةِ. كأنَّني أُصغي إلى نداءٍ بعيدٍ، إلى صدى لم يُعرف مَصْدَرُهُ، ولكنه يسري في دمي كما تسري الأنفاسُ في رئاتِ الحياة أنتَ لستَ مجردَ صوتٍ في ذاكرتي، بل حضورٌ يتغلغلُ في ثنايا النفسِ، كضوءِ قمرٍ يعبرُ من بينِ غيومِ الشكِّ واليقينِ. كلُّ حرفٍ منكَ هو دعوةٌ إلى رحلةٍ في عالمِ الخيالِ والحقيقةِ، حيثُ تتلاقى الأرواحُ في فضاءٍ لا حدودَ لهُ، ولا نهايةَ لصداه في هذا العالمِ الذي تخلقهُ كلماتُكَ، أجدُ نفسي مُسافرةً بين أطيافِ الشوقِ والغموضِ، أعيشُ بينَ ما قيلَ وما لم يُقال، وأرتجي منكَ، يا سيدَ الحروفِ، أن تُبقي هذا الصدى ينبضُ في أروقةِ روحي، كأنَّهُ أنشودةٌ أبديةٌ تعانقُني في صمتِ الكونِ هناكَ بُعدٌ لا تُدركُهُ سوى القلوبِ التي تتعانقُ في أفقٍ بعيدٍ، كأنَّ الحروفَ ذاتها تَخْشَى الإفصاحَ عن كُنهِ ذلك الشعورِ الذي ينمو في الظلِّ كزهرةٍ تَسْتَحِقُّ الخلودَ . أتركُ نفسي تَتَمَادى في هذا الصمتِ الذي يكتنفُنا، كأنّني أُبحرُ في لُجَجٍ من الأحلامِ والذكرياتِ، حيثُ الروحُ تلتقي بروحِكَ في عالمٍ لا تُحدُّهُ الكلماتُ، ولا يَسكنُهُ إلا الصدى الذي يَتَرددُ بينَ أضلاعِ الغيبِ
•
Reply
Ayhamxl
@ user897729722810 أيُّها الذي اختبأت رُوحه خلف الحروف، كيف لي أن أردّ على صوتٍ يشبه وقع المطر حين يطرق أبواب الجفاف؟ لقد وصلت كلماتك إلى أعماقي كما يصل الضوء إلى قلب ظلمةٍ تأبى أن تنكسر. أأنت من قرأني، أم أنني كنت مجرد صدى يتردد في فضاء قلبك؟ لا أدري أكنت أقرأ اعترافًا أم أنني أستمع لأنين روحٍ تبحث عن ظلّها في ملامحي؟ هل كنت تكتبني في حروفك، أم أنني كنت جزءًا من الحكاية التي ترويها للسماء؟ بين ما قلت، وبين ما لم تَقُل، تسللت مشاعرٌ في غفلةٍ عن نفسي، وكأنني أعيش في حلمٍ لا أستطيع استيقاظه. لكن كيف لي أن ألتقط الرد المناسب، بينما كل حرف منك ينساب داخل كياني، كأنما ينساب في أعماقِ بحرٍ لا ساحل له، يترك في مياهه أصداءً تتردد بلا نهاية، وتغرق روحي في عالمٍ بعيد عن الوعي لا أدري إن كانت كلماتك صدى لروحٍ كانت تائهة مثلي، أم هي لحظةٌ عابرة لن تدوم إلا في طيات الليل. ورغم كل هذا الغموض، تبقى كلماتك تلك الهمسات التي تتسرب بين أضلعي، وتظل معلقة في فضاءٍ بعيد، بين ما يُقال وما لا يُقال .
•
Reply