هذه قصة قصيرة جداً، سأنشرها هُنا ثم سأحذفها بعد حين.

***
لا شيء يزعجني أكثر من تلك الذكريات السخيفة التي كُنت أحياها بكامل جوارحي، وأُسخّر الغالي والنفيس في سبيل أن أبقيها متّقدةً لا تنطفئ، بل إنني تتطرفتُ في شعوري إلى أن جمّلتُ كل قبحٍ فيها، وتسلقتُ فوق المنطق لافّاً حبل الغباء حول عنقي بانتظار ان تدفعني إحدى الحقائق وألقى حتفي بمشنقةٍ حبلها غبائي !
حسناً، إن القصة باختصار، هي :
لم أعرف قدرَ نفسي جيداً، ولم أتمكن من تحصين نفسي من أي لدغةٍ أو كدمةٍ قد تأتي من الخارج، أدخلتُ من لا يستحق إلى صدري، وأغمضتُ عقلي عنه بسذاجةِ الأطفال، ونسيت مقولة والدي حين كان يقول بحسرةٍ صامتة: ( المال السائب يا بُنيْ .. يعلّم السرقة) ..
فما الذي تتوقعوا يا رفاقي أن يحدث لروحٍ غضّةٍ طريّة، تُركت تواجه العبث وحدها .. بلا رادع.
ثم إنّي تنازلتُ شيئاً فشيئاً عن مبادئي، وعن متطلباتي ورغباتي في سبيل أن يكون ذلك " توافقاً" كما أقنعتُ نفسي به، ولكنني وجدتُ انني انزلقتُ في غيابات جُبٍّ مظلمٍ، ولم أجد ذلك الذي تنازلتُ له يُلقي بأيٍ حبلٍ ليلتقطني .. بل إنني تم التنازل عني .. لأنني تغيرتُ وأصبحتُ " غريباً وقاسياً".
هذه القصة باختصار .. من "ألِف" التنازل .. إلى "ياء" يومنا هذا.
  • InscritJuly 18, 2024